الاحتلال الروسي على خطا الاحتلال الصهيوني: يبحث عن هياكل النصرانية في سورية...

زهير سالم*

هل سيحول بوتين مسجد بني أمية إلى كنيسة؟؟؟؟

ومنذ نال بوتين بركة البطرك كيريل بين يدي غزوته إلى سورية، انخرطت بعثة صليبية حاقدة متعصبة متفرعة فيما زعموا عن " أكاديمية العلوم الروسية " مهمتها المسح الجغرافي والتاريخي للكنائس في سورية...وإعادة عمرانها أو استلابها ..

أما أن يقال إن المقصود من العملية "إعادة عمران الكنائس التي طالتها يد الإرهاب" فأولا كلنا مع إعادة عمران كل ما طالته يد الإرهاب. مؤكدين وشهودنا حاضرون أن أكثر التدمير الذي حصل في سورية، حصل بالقصف الجوي، بالفرغي وبالارتجاجي وبألف سلاح استراتيجي جربها الروس في ناسنا وعمراننا وأوابدنا . ويعلم كل من في رأسه مسكة أن القصف الجوي في سورية كان وقفا على ثلاث شعب للشر: الروس والتحالف الأمريكي وطيران الأسد، وإن كان قد حصل تدمير لمسجد أو كنيسة فإنما دمره هؤلاء الإرهابيون...

 

ولنؤكد في السياق ذاته أننا نحن المسلمين مستعدون لحماية الكنائس بدمائنا، فنحن حرب على كل من يستهدف معبدا؛ صومعة كان أو كنيسة أو بيعة. ونحن لا نحتج ولا نعترض بل نفرح لإعادة العمران ...فثورة شعبنا ثورة بناء وليست ثورة تحريب ..

ولو عدنا لنتأمل النص الوارد في مهمة " بعثة الجريمة" بدقة فسنقرأ في ثنايا تشكيلها لفظين لكل منهما دلالته الخاصة " مسح جغرافي وتاريخي للكنائس في سورية" جغرافي بمعنى مسح ما هو كائن. وتاريخي بمعنى مسح ما كان. فهل وصلت الرسالة أيها المسلمون ؟؟؟

وعلى الطريقة الصهيونية الماكرة نفسها، التي ما تزل تزعم أن هيكل سليمان كان أساسا للمسجد الأقصى ..وبالتاي فإن من حقهم أن ينقضوه..

الاحتلال الروسي ومن موقع غطرسة القوة ، يعيد مسح ودراسة المواقع السورية التراثية الأثرية والدينية ليعيد استلابها من السوريين على الطريقة الصهيونية نفسها، وبأسلوب بيعلزبول ..

نقول لبوتين ولفيفه من شياطين الإنس والجن، إن الفرق بين عمر المسيحية وعمر الإسلام في سورية فقط 600 عام ...

وأن كل هذا التراث السوري هو تراث أجيال متتابعة في وطن مدنه وعمرانه ليس لها أول، هل يفهم بوتين وبعثة الجريمة الروسية الدلالة الحضارية لمصطلح عمران ليس له أول " دمشق وحماة وحلب " لا يُسأل التاريخ عمن بناها، ولا عن أو من سكنها، ولكن جدنا الأول كان هابيل القانت وليس قابيل القاتل ..كنا قبل أن تبنى الكنس والكنائس والبيع والصوامع وتقلبنا حتى صرنا وسيظل كل تراثنا لنا ... في أرضنا كانت هناك معابد على هذه الأرض لعشتار وعشتروت

ونحن السوريين ،بكل تركيبتنا، ملاك لهذا التراث، آمنا بدين المسح فتحولت معابدنا إلى كنائس وزدنا فيها ما نشاء، وتحولنا إلى دين الإسلام فتحولت كنائسنا إلى مساجد وزدنا فيها ما نشاء، وحقنا في معابدنا وفي كنائسنا وفي مساجدنا لا ينازعنا فيه محتل صليبي قاتل بغيض ..

عمر المسيحية في روسية لا يزيد على الألف عام، فهل سيقبل الروس أن تفحص أصول الكنائس الروسية الشركية والتنغرية الوثنية!! ونقول لبوتين إليك عن هذا وهذا ؟؟؟

أيها المسلمون ...

إن البعد الصليبي للاحتلال الروسي لسورية لم يتوقف عند عنوان طلب بوتين البركة من كيريل الرجيم الذي أجاز الجلاد بقتل الأطفال وتدمير العمران،

ولم يتوقف البعد الصليبي للاحتلال الروسي عند إعلان لافروف الفضيحة، أنهم لن يسمحوا لأهل السنة يعني المسلمين في أن يحكموا سورية ..!!

إن الحملة اليوم وبعد أن بلغت كل مدى في حماية مجرم السارين، وفي المشاركة معه في تدمير المساجد والمدارس والمستشفيات، وتقتيل الرجال والنساء والأولاد تذهب بعيدا من خلال البعثة الصليبية المجرمة " بعثة أكاديمية العلوم " والتي بدأت في الإعلان عن استلاب أول ضحايها "المدرسة الحلوية" في حلب ...

أيها المسلمون ...

إن المدرسة الحلوية في حلب اليوم وبقوة الغطرسة الصليبية برسم "التكنيس". واسألوا إخوانكم في فلسطين عن عدد المساجد التي حولها المحتلون إلى الصهاينة إلى دور للفاحشة وملاه وخمارات...

أيها المسلمون المدرسة الحلوية في حلب برسم " التكنيس" واسألوا التاريخ عن المساجد التي حولها الغزاة الفرنجة الصليبيون إلى اسطبلات للخيول، وأوكار للجريمة والخنا ..

أيها المسلمون..

إن البعثة الصليبية الروسية، قد جردت المدرسة الحلوية في حلب من صورتها الإسلامية، كما يجرد الكثير من اللادينين السيدة العذراء من يشمقها، والسيد المسيح من قداسته ..

أيها المسلمون...نتكلم عن الحسينيات أهل الشر والإثم ، واليوم يجب أن نتحدت عن جريمة تحويل الأوابد الإسلامية إل كنس ومتاحف وملاه كما تحولت ذات يوم أياصوفيا إلى متحف يطؤه الواطئون..

المدرسة الحلوية في حلب، في مواجهة الباب الغربي للمسجد الأموي الكبير، كانت موئلا لطلاب العلم . وعهدي بها منذ أربعين عاما وقد كتب على بابها "رابطة أرباب الشعائر الدينية" ..

اليوم يزعم الروس ولسوء ما يزعمون أن هذه المدرسة الإسلامية التي طالما تخرج منها العلم والعلماء كانت تسمى في القرن الخامس للميلاد " كنيسة القديسة هيلانة" وبوتين وبوصفه القيم على المسيحية في سورية، حسب تصريح لافروف- يتحدث عن المنافسة بين الكاثوليك والأرثوذكس في خماية نصارى المشرق، يسلب السوريين مدارسهم ومساجدهم . بُعد جديد وتهديد جديد، وتحد جديد ...يفرض نفسه على ساحة الصراع ..

وإذا كانت البداية عند المدرسة الحلوية فأين ستكون النهاية أيها المسلمون أفي أموي دمشق و في أموي حلب وفي مساجد سيدي خالد في حمص..

دائما نسأل مع أحمد شوقي :

ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد .. بين الشعوب مودة وإخاء

صح النوم أيها الغافلون ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية