للرئيس رجب طيب تحية .. وفيه رجاء !!

زهير سالم*

يعيش السوريون الضيوف على الأرض التركية، وبين ظهراني إخوانهم في العقيدة والحضارة حالة بلبلة، وتخوف، ويزيد ما هم فيه من آلام اللجوء والاغتراب والبعد عن الأهل والدار، تصريحات بل تهديدات، ما تزال تصدر من هنا وهناك، من أطراف المنتظم السياسي التركي، من يحكم من أطرافه، ومن يعارض.

وكل الذي كنا نتمناه من أطراف هذا المنتظم، أن يحيدوا ورقة الضيوف هؤلاء كما أصر الرئيس رجب طيب على تسميته، فلا يزجوها في معاركهم السياسية، ولا يجعلوها جزء من برامجهم الانتخابية، بل يخرجون هؤلاء الضيوف من مضطرب الأقدام، إلى فضاء القيم الإنسانية المتعلقة بالنبل والمروءة والكرم وحسن الجوار، وكل ذلك مما علمنا موفور في المجتمع التركي القديم والحديث..

ولكن ومع الواقع الذي لا بد من مواجهته، نؤكد نحن السوريين بجملتنا أننا مع خيار الشعب التركي وخيرته، وندعو الله له أن يديم عليه عملية الانتخاب الحقيقي التي لا يزورها مزور، ولا يضمن نتائجها ضامن.

ويبدو أن الرئيس التركي الجميل استشعر بحساسيته المفرطة ضد الظلم والخوف والحزن، فخرج على السوريين المقيمين على الأرض التركية، بتصريح مطمئن بين يدي العيد، وأكد فيه أنهم ضيوف على المجتمع التركي، وأنهم لن يصيبهم بأس ولا بؤس ولا حزن ما دام هو رئيسا للجمهورية التركية، وما دام حزبه هو قاعدة الحكم فيه.

 

تصريح جميل ودود مطمئن مشكور ، نسأل الله أن يديم نعمة الخيار الرشيد على إخوتنا في الجمهورية التركية في انتخاباتهم القادمة..

ونحن في هذا المقام إذ نشكر الرئيس التركي على لطفه ووده ومشاعره الطيبة ووعده الجميل، ما يزال يتعلق لنا به رجاء..

أنه وهو الأعلم أن صندوق الانتخاب في تركية حقيقي، وأنه لا يكون مملوء بأصوات الناخبين قبل الذهاب إليه كما هو الحال لدى بعض الأنظمة ولاسيما في دولة الجوار..

فإننا نأمل من رئيس الجمهورية التركية بوصفه وشخصه ومن حزبه أيضا، أن يجعلوا المدة المتبقية من هذه الدورة الانتخابية فرصة، لتدعيم وجود الضيوف السوريين، وتصويب أوضاعهم، ومنحهم كل ما يمكن من فرص الحماية القانونية في إطار القانون التركي، وفي إطار القانون الدولي.. حتى لا يسهل على أصحاب النزوات والبدوات في أي ظرف أن يسيئوا إليهم أو يمكروا بهم..

اللهم ردنا إلى بلادنا ردا جميلا غير خزايا ولا نادمين..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية