الاحتلال الروسي في سورية، انسحاب أو إعادة انتشار ؟؟ ولمصلحة مَن !!؟؟

زهير سالم*

وهل يشكل منعطفا جديدا في تاريخ سورية الحديث بعد الدرس القاسي الذي تلقاه الجميع؟؟

أسئلة كثيرة حيرى تترتب على الخبر الحائر أو العابر عن عمليات تجميع للقوات الروسية على الأرض السورية تمهيدا لانسحاب وشيك...

الخبر الذي وجد من ينشره ويبني عليه، ولم يجد حتى الأن من يؤكده!! فهل يمكن لبوتين على الحقيقة أن يسحب قواته من سورية، دعما لحربه في أوكرانيا، سؤال طُرح كثيرا، ولم يجد حتى الآن أجوبة رسمية.

في الفضاء السوري العام هناك أحاديث عن سحب أو تقليص قوات، وهناك أحاديث عن تسليم مواقع لميليشيات حزب الله وإيران.

وسيكون من الصعب على الروس الاعتراف بذلك، لأن الاعتراف به يعني عسكريا وسياسيا اعترافا بالضعف والضعضعة في الحرب الروسية على أوكرانيا..

 

أوثق المصادر الروسية التي تحدثت عن الخبر ما نشرته صحيفة "موسكو تايمز" منذ 17/ 4/ حيث قالت إن موسكو بدأت بسحب بعض قواتها من مواقعها في سورية وتجميعها في نقاط تجمع تمهيدا لترحيل. ولنفهم أهمية الخبر، وأن موسكو تعتبره سرا عسكريا وأمنيا، نحتاج أن أن نذكر أنه تم حجب العدد المذكور من الصحيفة المذكورة، ومنع من التوزيع.

أهم المصادر التي أكدت الخبر ونوهت به، وبنت عليه، واستخلصت منه؛ تصريح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: الذي حذر من أن الفراغ الروسي في سورية ستملؤه الميليشيات الإيرانية وهذا ما يشكل بحق وصدق خطرا على سورية وعلى جوارها...

من طرف ثالث أكد سياسيون إيرانيون أن زيارة بشار الأسد العجلى والمفاجئة إلى طهران في مطلع الشهر الجاري، جاءت لطلب إغاثة عاجل، من المرشد الأعلى، لملء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الروسي في سورية..

يتمثل الوجود الروسي في سورية بشكل أساسي في قاعدة حميميم العسكرية بكافة طواقمها وأنواع عتادها. وأسطولها الجوي الذي شارك في تدمير سورية وإبادة شعبها. وينضاف إلى هذه القاعدة الجوية والبرية، قواعد فرعية تابعة، منها ما هو في القامشلي، ومنه ما هو في قواعد بحرية ذات طبيعة لوجستية. كما يتمثل الوجود الروسي في سورية في عدد من دوريات الحراسة، التي تسيرها القوات الروسية في مناطق التماس الساخنة، منها ما هو مع القوات التركية. ثم ثالثا ولا يجوز أن نغفل عن وحدات الشرطة العسكرية التي ما تزال تنتشر في مناطق خفض التصعيد، والتي ما تزال تؤدي دورا ما ...

الرسائل "الصهيونية" المتبادلة بين الروس وعمليات القصف المتصاعدة تظل مبهمة. بين تأكيد الصهاينة ونفي الروس.

التساؤل الأهم في السياق الذي نحن فيه، هل التحركات الروسية على الأرض السورية، انسحاب أو إعادة انتشار، بمعنى التخلي عن مناطق، والتمركز في أخرى؟؟ وهل هو انسحاب كلي شامل أو جزئي محدود...؟؟

ثم هل من درس يمكن أن يفهمه السوريون كل السوريين بعد التجربة التي كانت أشد مضاضة على سورية والسوريين..

هل ما زال البعض يظن أن البقاء تحت أجهزة الإنعاش الروسية أو الإيرانية بقاء؟؟ وأن الحياة بوحدات الدم المنقولة حياة؟؟

هل ما زال هناك سوريون يعتقدون أن تعديل مادة عرجاء في دستور مقعد، ستحمل الوفاء لدماء الشهداء..وأنها يمكن أن تتضمن وفاء لسورية جميلة كالتي يريدها جميع السوريين؟؟

وإذا كانت الأم المدعية الكاذبة لا يهمها أن يبضّع الطفل بالسيف الأممي أبضاعا؛ فكيف تنظر إلى المشهد الأم الحقيقة الرؤوم حتى الذئبة في الغابة تحنو على جرائها..؟؟

انخراط بوتين في حربه في أوكرانيا، وما جرته حتى الآن، وما يمكن أن تجره من بعد؛ متغير مفصلي، يمكن أن يمنح فرصة للعقلاء لينهجوا للخلاص طريقا، يحمي سورية شعبها وأرضها.. (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ).

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية