ذكرى.. بين يدي شهر رمضان المبارك

زهير سالم*

أذكر المانحين المتصدقين، و(الْعَامِلِينَ عَلَيْهَا) في جميع مواقعهم، ودوائرهم، وعلى كل خطوطهم، بين يدي هذا الشهر المبارك؛ أن ما في أيديهم من صدقات وزكوات وودائع، هو أمانة. وأن الله يأمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها..

وأن أداء الأمانات إلى أهلها فيما ائتمنوا عليه. له ضوابط وأسس وأولويات، وشرط المانح المتصدق واحد منها.

يدخل أهلنا على أرض الشام، وفي مخيمات اللجوء، وفي مجاهل الاغتراب؛ أياما صعابا، تعم فيها المجاعة وتجتاح!!

وربما يحتاج أهل العلم بدين الله تعالى، أن يبادروا إلى عقد دورات، وإصدار نشرات توعوية تعليمية، في الأولويات الأولى لأداء الأمانة، تخص المتصدقين وتخص العاملين عليها على السواء، وهؤلاء يحتاجون إلى فقه الأداء وحسن القيام بحق العدل في الوفاء، حذر أن يؤتى مسلم عامل من قصور، وليس من ضعف عدالة كما يظن الكثيرون، والقول في هذا الباب عريض أريض…

 

بين يدي رمضان، وبين يدي الفاجعة الغذائية، التي تعصف بوطننا، وبأهلنا، والجائعون على الأرض السورية، وفي فضاء الفاجعة كلهم أهلنا..

أذكر أحبابي وأنا محل لأتذكر بضرورة أن نبدئ ونعيد، في ترتيب أولويات العطاء، على قواعدها الشرعية المحكمة.

وأن نتذكر الذين يحسبهم الجاهلُ أغنياء من التعفف، وأن نتذكر أن وصف الفقير والمسكين في القرآن الكريم مطلق، لا إضافة عليه..

ويذكرنا بعض من حولنا بمخيمات شبه منسية، لا تذكرها المؤسسات المعنية، بعطاء…

وفقكم الله أيها الأحباب جميعا لما يحب ويرضى.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان يكون أكرم من الريح المرسلة..

وبلغني أن مخيما في جنديرس منسي، فيه حوالي خمس مائة أسرة كثير منهم من الأطفال والأيتام.

ذكرى…

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية