تجاوزَ النظامُ الأمني في سورية كل الخطوط الحمراء

د. محمود الحسيني

تجاوزَ النظامُ الأمني في سورية

كل الخطوط الحمراء

د. محمود أبو الهدى الحسيني

طفح الكيل يا ناس .... فلم يبق وسيلة تــتـرية أو مغولية إلا واستخدمها النظام الأمني في سورية ... ولم يبق أمامهم مقدَّس محترم... ولا شخصٌ معتبر ...

المساجد تقتحم ... والمآذن تقصف ... وعلماء الدين الأحرار يضربون، والفنانون والرسامون والمثقفون والأطباء يُفعلُ بهم ما يفعله العدو بالعدو ....

لم يعد الصمتُ أو السكونُ مقبولا أمام هذا النظام الأمني المتوحش ...

أصبحوا أعداء الله بامتياز ... وأعداء الشعب من غير شك ...

فماذا ينتظر المترددون بعد الآن ؟؟

أين أنتم يا شباب حلب ؟؟؟ أين أنتم يا من بقي في سورية منتظرا ؟؟؟

تخافون عصيَّ الشبيحة؟؟؟ ... إذا أمسكوا بالأحجار وأعيدوا سيرة انتفاضة فلسطين ...

تهربون من رصاص القتلة؟؟؟ ... أقبلوا وقولوا مرحبا بالشهادة ...

ترفعون أصواتكم بالحق، ويقابلكم التتار بالباطل، فأيَّ شيء تنتظرون؟

فليخرج الشباب بالآلاف، وليكن أعداؤكم في نار وقودها الناس والحجارة...

هذا في الداخل السوري في حراك الشارع الذي يذهل المراهنين على ديمومة الظلم...

أما خارج الوطن فلا بد من تمثيلٍ ثوريٍّ من كل محافظة ... اختاروا أيها الثوار من كلِّ محافظة ولو واحدا ليتشكل الجزء الذي يعبر عن الشارع من سفينة النجاة ... وليلتحم خارج الوطن مع المعارضة السياسية بكل أطيافها ....فلا تبنى سفينة النجاة إلا بالتحام مجلس ممثلي الشارع مع كُلِّ الأطياف في الخارج ...

لا أريد ممن يسمون أنفسهم المجلس الوطني السوري أن يتعجلوا في تمثيل الوطن ...

تمثيل الوطن لا يكون إلا باجتماع كل الأطياف السورية .... وأهم من يمثله من يتحركون في الشارع السوري ...

وبوصول ممثلي الشارع ... والتحاق كل الأطياف يتم التوقيعُ على ميثاقٍ وطنيٍّ واضح المعالم، صافي الرؤية، لا يستبعدُ أحدا، ولا يتعجلُ التمثيل قبل اكتمال التحاق الجميع ...

عندها يكون التمثيل كاملا وشرعيا، ويكون الميثاق الوطني ضامنا ومطمئنا، ويكون الشارعُ ملتحما مع جميع الأصوات الحرة ...

لن يكون الحسم من غير ذلك ...

حراك الشارع في الداخل نبضُ الجسد الجديد، فلا قيمة لجسد ليس فيه نبض، كما أن النبض لن يكون بغير جسد كامل متكامل ....

وبعدها لن يطول زمان الحسم ...

إلى الجنة يا شباب ... وإلى الحرية يا شعبنا الأبي ...

وإلى التحام الجميع بالجميع ضمن رؤية جليَّةٍ معلنة ...

والله أكبر ... هو مولانا وعليه فليتوكل المتوكلون

بيان محمود أبو الهدى الحسيني مدير أوقاف حلب سابقا كما هو على النت