القدس عاصمة العرب

أدباء الشام

اللجنة الإعلامية لاحتفالية القدس

عاصمة الثقافة العربية بالجزائر

لأنها كذلك, ولأنها حنيننا جميعاً, ومسرى أرواحنا وتعلق أنفاسنا وبوابتنا إلى السماء, ولا يكتمل حجُّنا إلا بالحج إليها لنوقّعَ على حجّنا كما كان إسراءُ المصطفى إلى أبعد وأقصى ما في الوعي البشري ليؤمَّ الأنبياء وتُفرضَ الصلاةُ وتُحدَّد بخمس مراتٍ بإشارات نبينا موسى عليه السلام كما في حديث الإسراء والمعراج, ولأنها القيامةُ ورفعُ المسيح, ولأنها عاصمتنا, دون الحاجة المريبة للتأكيد على أبديتها, لأنها - مثل بداهة ملكيتنا لعيوننا - عاصمتنا البديهية,

ولأنها عنوان المسألة ومسرح الاشتباك وهوية الحالة وبصمة الروح وخلاصة الكرامة وبيرق المماحكة ومعنى التاريخ وحكمة الوعد والإرث ومنعطف العهد الآتي,

ولأنهم بامتهانها وجنونهم في محاولات تهويدها يريدون قطع حبلِنا السُّرّيّ إلى السماء, ويعرفون أنهم بذلك يعلنون تهويدَ عاصمة العواصم, وامتهان كل العواصم, وحرق قلوبنا جميعا,

لهذا ولغيره فإننا نناشدكم إعلان "القدس عاصمة العرب", وهو وجهها الحقيقي وموقعها الحقيقي, عروس عروبتنا, وقدس روحنا, وآيات كتابنا, وخطوات عمر, وعظام أجداد شهدائنا من مغرب العرب إلى مطلعهم,

ولأنها الثانية بعد مكّة مسجداً, وقَبلَها قِبْلةً, والجميل الغامض الواضح فينا, ومشد رحالنا ومربط براقنا ورباط أرواحنا وأجدادنا وأحفادنا إلى يوم الدين,

ولأنه بها تتألقُ عواصمنا كلها وتبتهج, وتمتدُّ على خطوط الطول والعرض, وتمتدُّ في الزمان وتشمخُ في السماء,

ولأنها نبضُ قلوب الملايين العرب الذين يَسْرون إليها كلَّ حين يحضنونها بأرواحهم ويقبضون عليها في حلمهم,

لِنعلنْها هكذا كما هي في الأقصى من وجداننا,

إلى كل أبناء العرب هذا النداء, مسيحيين ومسلمين,

إلى وزراء الثقافة هذا النداء,

إلى مثقفينا وفنانينا وأدبائنا وصحفيينا هذا النداء,

لِنعلنْها ونُعليها,

لتصبحْ عناويننَا وتحيةَ صباحنا وليالينا,

ولأنه قد عزَّ الوصولُ إليها ... إلى القبة والصخرة والقيامة ودرب الآلام وحارة المغاربة وسيدي بومدين ... فليكن هذا بعضَ ما نعملُ من أجلها, من أجلنا, القدس عاصمة العرب.