كنت أقسى

زهير سالم*

كلُّ قسوتك منذ صار الأمر إليك ، كل قسوتك منذ خطفت أمرنا بيد همجية، و دست حرمتنا بقدم همجية ، كل قسوتك وأنت تذبح وتعلق،تقتل وتدفن..آباءً أبناءً أزواجاً أخوات ، كل قسوتك التي تجرعناها علقماً وصاباً جميعاً من كان منا في الجنوب ، ومن كان منا في الشمال, ومن كان منا بين الجنوب والشمال ، كل قسوتك علينا تلك ، لم تعدل قسوتك يوم آثرت المهانة واستسلمت ، ثلاثون عاماً في صنعة الموت ثم يكون منك كل هذا الخوف منه؟!

على شاشات الفضاء كنا ننظر بعينيك الساهمتين !! تُرى كل أدوار البطولة التي مثلها أمامك خصومك الذين ماتوا بين يديك ما أفادتك بشيء؟! ما أفادتك أن الموت أحياناً يكون أحلى وأعذب من الحياة...وأن على الإنسان إذا حانت ساعته أن يموت بعيون مفتوحة صلبة كما ذئب (فرلين)...

كنت أكثر قسوة عندما سمحت لهم أن يعبثوا برأسك وفمك وأذنك..وأنت،أنت لم تستطع أن تكون مثل واحد من الملايين الذين قتلتهم ..فماتوا كما أرادوا رجالاً صامدين أوفياء...

إذا سومحت بكل ما فعلت بنا،فلن تسامح بما فعلت بنفسك لأنك اخترت الدنية على المنية ،وخيارك هذا كان هوالأقسى...

زهير سالم

                     

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية