أدباء أم كتّاب

odaba

أدباء أم كتّاب

رغب إلينا بعض الإخوة والأصدقاء من خلال رسائل بعثوها للموقع، أن نجري تعديلاً في اسم الرابطة، فيكون رابطة كتّاب الشام بدلاً من رابطة أدباء الشام لأسباب: منها توسيع دائرة الاهتمام، ومنها الانسجام مع ما ذهبت إليه اتحادات الكتّاب في الأقطار العربية، وهي رغبة مشروعة لكن تقليب النظر استقرّ على استمرار العنوان، كما هو عليه، لأسباب لا تقل وجاهة عن الأسباب الأخرى.

أولها: أن مصطلح الأدب نفسه، كما يرى كتاب (فلسفة الأدب والفن): (واسع عريض، هو يعني العمل الأدبي المكتوب، والأعمال العلمية والفلسفية والدينية والسياسية، وحتى المقالة النافعة، والأدب الشفاهي)، أما صاحب (المعجم الأدبي) فقد أشار إلى أطوار المصطلح في تاريخنا فقال: (وقد ظل هذا المعنى الخلقي ملتصقاً بها خلال مرحلة زمنية طويلة، فقيل: أدب النديم، وأدب الحديث، وأدب الدرس، وأدب العالم والمتعلم إلخ.. ومع ذلك فإن دائرة شمولها اتسعت ابتداءً من القرن الأول للهجرة، فتضمنت فضلاً عن فحواها التقليدي، معنىً ثقافياً خاصاً ما عتمّ مع مرور الزمن، أن اشتد بروزاً وأصبح هو الأصل، وغدا سواه ظلاً من ظلاله، ودلّ على مجموع المعارف التي تجعل من المرء إنساناً ظريفاً مشاركاً في شؤون عصره، مطلعاً على فنون الشعر، والخطابة والسير، وتاريخ القبائل، وأيام العرب، متمكناً من أسرار اللغة، والقواعد والبلاغة، ومحصّلاً من العلوم الدخيلة زبدة ما توصل إليه العلماء في مختلف المدارس الفكرية. وقد تمثل هذا المفهوم للأدب أفضل تمثّل في آثار الجاحظ وأبي حيان التوحيدي) ولم يذكر المؤلف الحديث الشريف: (أدّبني ربي فأحسن تأديبي).

ولهذا وغيره من الأسباب يرحب هذا الموقع بالأدباء والمثقفين على حد سواء، وبنتائج قرائحهم في المصطلح الواسع لمفهوم الأدب، ولا مشاحة  في الاصطلاح.