القدس عروس ثقافتنا

د. مأمون جرار

القدس عروس ثقافتنا

د. مأمون فريز جرار

[email protected]

القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009!!!

هكذا أراد المخططون لعواصم الثقافة العربية، فهل اتخاذ القدس عروسا للثقافة العربية حدث كغيره مما سبقه أو يلحقه من أحداث؟

ها قد مضى من العام ثلثه وما زلنا في مرحلة التسخين والتجهيز، وربما ينتهي العام ليسفر عن أنشطة هزيلة شكلية لا تقدم للقدس طوق نجاة، بل لا تسهم في إحياء قضية القدس في العقول والقلوب ودفعها لأن تكون قضية كل عربي ومسلم يفكر فيها كما يفكر في نفسه وأهل بيته، ويرى القدس مستقبله ومستقبل أولاده.

القدس عروس ثقافتنا، فماذا عن الحقائق الدامية في القدس؟

ماذا عن مخططات التهجير للسكان وسحب هويات المقدسيين؟

ماذا عن إشعارات الهدم للمباني غير المرخصة كما يزعم المحتلون؟

ماذا عن الحفريات في القدس العتيقة لإثبات باطل لا حقيقة له في ذاكرة القدس؟

ماذا عن المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى من كل جانب: المخاطر من تحته بالأنفاق المدمرة؟

والأخطار المحيطة به من جانب حائط البراق؟ وأخطار الاقتحام وتدنيس قدسيته؟

كل ذلك قائم، وأعداؤنا في القدس يفكرون ويدبرون وينفذون، ونحن من بعيد ننظر إن كنا نملك البصر، ونحس بالعجز عن فعل شيء، أو التحرك من أجل شيء

القدس عروس ثقافتنا فماذا أعددنا للقدس ؟

سنكتب قصائد طنانة في القدس وفي حبنا لها وتحريض الناس على تحريرها، وسنغني للقدس ونرقص للقدس في فرق الدبكة، وسنعرض أثواب القدس المطزرة، ولكننا سنكتشف أن علاقتنا بها في نهاية العام كعلاقة المجنون قيس بن الملوح بليلى، ملأ الدنيا شعرا في حبها ولكنها كانت من نصيب غيره، وسنكتشف أن الطريق إلى القدس مسدودة، والوصول إليها ممنوع إلا عبر بوابة السفارات الإسرائيلية القائمة والقادمة إلى عواصم دولنا العربية والإسلامية، التي ما زالت رغم كل ما حدث في القدس تعرض مبادرة سلام، وترفع شعار الدولتين، وكل ذلك أضغاث أحلام يبددها صوت ليبرمان الممتلئ حقدا وعنصرية ولؤما، وصوت (نتن ياهو) الذي يرى أن الصهاينة تخلوا عن ثلثي أرض إسرائيل الواقعة شرقي النهر فلا مكان للعرب غربيه، ومع ذلك ما زلنا نأمل فيه خيرا ونطمع في تكرمه بقبول مبادرة السلام العربية، والجلوس على مائدة المفاوضات العبثية بين السارق للأرض والمسروقة أرضه.

القدس عروس ثقافتنا!!! أمر يسر!! أمر يضحك!! أمر يبكي!! أمر يحير العقلاء!!