خاطرة من أمّ

أم

هذه خاطرة من أمّ.. تهديها، في يوم الأمّ العالمي، إلى بنيها، وإلى سائر الأبناء في العالم!

ألقى بالكيس على الأريكة ، هكذا ..!

ـ هذه هديّة يوم الأم ، إنَّها آلة كهربائية، قد تحتاجينها..والسلام عليك ، فعندي شغل كثير ..! وخرج لتوّه !

وقفتْ أمام الالة تنظر .. وتسرح في آفاق بعيدة .. وتجول في خاطرها أفكار شتّى!

تتلفّت حولها.. و.. و.. يابنيّ .. إنَّ ما أطلبه منك ، لا تساويه أموال الدنّيا كلها..! فالتي قدّمتْ لك عمرها وزهرة شبابها .. وقدّمت لك لياليها وأيامها ، حتّى تراك مبتسماً مسروراً.. لم تعطِ لتأخذ.. ولم تنفق لِتَمُنَّ .. إنّ برّ الأم لايعبّر عنه بآلة .. مهما ارتفع ثمنها .. ولا بقالب حلوى ، مهما حلا .. ولا بأيّ شيء ثمين ، يقدّم لها في يوم ، في السنة.. تنتظره الأمّ ، ليدفعه لها فلذة كبدها ، بما يَفضل من نفقته ، أو من وقته ..!

الأمّ هي أصلك ، يابنيّ .. فأمّ الشيء أصله .. دفعتْ بك قطعة منها ، لتراك أمامها .. تسهر لتنام أنت .. تحزن لتفرح أنت .. تتعب لترتاح أنت .. ترقبك في نومك ، لتتفحّص جمال وجهك .. تتحيّن كلمة منك ، لترويها لهذه وتلك ، وكأنها اكتشفت ما لم يكتشفه أحد.. ترقب خطواتك ،

وكأن قلبها يمشي على الأرض .. تسألك عمّا يفرحك لتفعله .. وعمّا تحبّه ، لتقوم به ..

أمّك هي التي أعطتك ، دون أن تنتظر المقابل ! أهذا ماتكافأ به !؟

بنيّ : أمّك .. ثمّ أمّك .. ثم أمّك !

التوقيع : أمّ