حلف الفجور الأمريكي الإيراني، ثلاثة مقاتل في نحر العرب المسلمين

زهير سالم*

أولا - هو حلف أمريكي – إيراني أو إيراني – أمريكي ويحار المرء في تحديد الطرف الأكثر فاعلية فيه ؛ أما الدول الخمسة الزائدة على الواحد الأمريكي فهي مجرد إطار شكلي ، يعلم كل العالم اليوم أن هؤلاء الذين يدعون بالكبار لا يملكون حتى بعض النزق الذي يملكه الصغار ليعبروا من خلاله عن رفض أو انفعال . والمضحك المبكي أن تسأل المستشارة الألمانية (ميركل) : ماذا فعلت بعد ما علمت أن هاتفها حتى في مكالمتها الشخصية كان تحت مراقبة الاستخبارات الأمريكية ؟ بل أن تسأل ماذا فعل الذي يزعم أنه خليفة ( ديغول ) في قصر الإليزية عندما اكتشف أن أكثر من رئيس فرنسي كانوا مراقبين ومتابعين كما يتابع أي (عدو محتمل) في هذا العالم الفسيح ...

وثانيا- ونظن أن العنوان الأساس في الحلف الصفقة ( الملف النووي الإيراني ) هو مجرد عنوان إعلامي يخفي تحته تفاصيل كثيرة ، لم يرد المخرج أن يكشفها للرأي العام في هذه المرحلة من التاريخ . وأن حقيقة الصفقة الحلف في تاريخ توقيعها ، وفي مضامينها وتفصيلاتها أبعد وأكثر شرا ومكرا ، البعض يظن أنها بدأت بطيران الخميني على الأجنحة الفرنسية إلى طهران ، وآخرون يقولون إن الجد قد جد منذ أن تجرع الخميني كأس السم ، ثم دُفع صدام حسين بفعل أهوج مجنون إلى احتلال الكويت والذي كان بعده ما كان ..

 

المهم الذي يدركه الجميع اليوم هو أن لبّ الصفقة : هو دور لإيران في منطقة الشرق العربي تستطيع من خلاله أن تحقق ما لم يستطعه المشروع الصهيوني على مدى سبعة عقود ، فالحليف الجديد يمتلك أدوات أكثر فاعلية لتدمير المنطقة ، وتغيير هويتها ، وكسر إرادة شعوبها ، وشفاء نفوس من أوام أحقاد تاريخية جمعت أقواما ينادون : يالثارات اليرموك...يالثارات القادسية ..

وثالثا – فإن التحدي الذي تفرضه الصفقة المريبة على كل مبصر سامع يجعل كل عاقل يدرك ، أن الفرد والجماعة والمسئول (المسئول ) في المشرق العربي ، أن ما بعد الكشف عن الصفقة المريبة ، ولا نريد أن نقول ما بعد التوقيع عليها ، لا يمكن أن يكون كالذي قبلها . اليوم وحامل (الدرل ) المثقب من عصابات الحشد الشعبي ( الأمريكية – الإيرانية ) يطرق أبواب غرف نوم الأفراد والجماعات والزعماء والقادة القيام منهم والقعود على حد سواء ...

إن الحلف في صيغة الاتفاق المعلن ، ولن نشير إلى أي ملاحق سرية محتملة وربما يكشفها الويكيلكس قريبا ، يضرب صفحا عن حقيقة احتلال إيران لأربع عواصم عربية . وصمت الاتفاق عن هذا الواقع بكل فظاعاته هو نوع من الإقرار بواقع لم يكن لمن يعتبر نفسه المدافع عن الأمن والسلم الدوليين أن يسكت عنه ...

إن الحلف (الاتفاق ) الذي سيعزز من قدرات ( القاتل ) الاستراتيجية واللوجستية والاقتصادية ، دون أن يضع أي قيد على تصرفاته والتزاماته يؤكد أن المقصود من هكذا اتفاق هو إطلاق يد القاتل أكثر في أديم هؤلاء المستضعفين الذين يعانون من شره وإثمه ..

ماذا يعني لأمريكا بعد أن المجرم الصفوي والسلاح الصفوي والمال الصفوي ، من العراقيين والسوريين أكثر من خمسة ملايين إنسان ، وشرد قريبا من عشرين مليونا ، ماذا يعني لأمريكا وشركائها من شاربي الأنخاب أن يُجهز الصفوي على من تبقى ممن يخالفه في رأي أو في هوية على الأرض العراقية والسورية ؟ وماذا يعني لأمريكا بعد أن قوض حزب الله مؤسسات الدولة اللبنانية أن يجعل لبنان أثرا بعد عين ..؟! وقل مثل هذا في اليمن والبحرين ثم تساءل مع المتسائلين عن الرئيس أو الزعيم العربي الذي سيعلقه الإيرانيون كما علقوا صدام حسين في صباح كل عيد ، بل ربما في صباح كل جمعة كما كان يفعل حليفهم حافظ الأسد على مدى أكثر من عشر سنين ...

والمقتل الثاني الذي سينشب في عنق الأمة بشؤم حلف فجورهم المقيت أن الولايات المتحدة التي ما تزال تشرعن إرهابها من موقع قوتها ، فتتجسس حتى على حلفائها الأقربين ، والتي اخترعت مصطلح ( المقاتلين الأعداء) لتتهرب من استحقاقات القانون الأمريكي نفسه ، والتي وظفت مخابرات دول صديقة لها مثل نظام بشار الأسد لانتزاع معلومات بطرق إرهابية من أفراد مستضعفين ، الولايات المتحدة التي تصر على القتل والاغتيال بواسطة الطائرات بدون طيار ، والولايات المتحدة التي شرعنت خلال سبعة عقود كل ممارسات الإرهاب الصهيوني ؛ أقدمت ومنذ أكثر من عقد وتؤكد ذلك اليوم ومن خلال الاتفاق الصفقة على شرعنة الإرهاب الإيراني الصفوي الذي ما يزال يمارس أبشع الممارسات أشكالا من حرب الإبادة ضد العراقيين والسوريين ويمد يده اليوم إلى اليمنيين .

شرعنة المجرمين والإرهابيين على الهوية ، فقانون المقاتلين الأجانب الذي صدر عن مجلس الأمن ترفض الولايات المتحدة بحسب التوافق الضمني الذي غدا بفعل الحلف الصفقة معلنا ، أن تطبقه على عصابات (الولي الحليف ) من زينبيين وعصائب وحزبلاويين وعشرات العناوين والأسماء لعصابات القتل والجريمة والإرهاب التي تفري فريها في أعناق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل من أبناء العرب والمسلمين . فكل مقاوم مسلم إرهابي أو متطرف ، وكل قاتل صفوي محشود يثأر للحسين أو يدافع عن زينب ملاك أمريكي في ثوب الأم تيريزا أو القديس فلانتاين ...

ترفض الولايات المتحدة وشركاؤها أن تدين ( المجرمين الحلفاء ) كما ترفض أن تدين جرائمهم عمليا ولو أبادوا بغاز السارين والكلور أو قتلوا بالقنابل الفراغية والعنقودية كل أطفال العرب والمسلمين ..

وغدا سيستيقظ كل أبناء الأمة ليجدوا أنفسهم عبيد العصا بل عبيد المثقب الصفوي يخترق المقل والرؤوس .

والمقتل الثالث يوجه خاصة في حلف الفجور هذا إلى صدغ السوريين ، وتختصره قاعدة ( حليف حليفي حليفي ) . واليوم وبعد أن أعلن الشيطان الأكبر ( إيران ) عن حلفه مع الشيطان الكبير ( الولايات المتحدة ) ؛ فإن هذا الحلف سيستجر بالتبعية تأكيد الحلف الذي ما غاب بين الولايات المتحدة وبشار .. حلف دفع السويون ثمنه قبل إعلانه نصف مليون شهيد وعشرة ملايين لاجئ فأي ثمن سيدفعون مع فجر الإعلان الجديد ...

لم يكن عبثا أن أعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين في فجر الأضحى ، ولم يكن عبثا أن تعلن الولايات المتحدة عن حلف الفجور الجديد قرب ختم صيام المسلمين ...

ويبقى هذا ما أعدوه لنا ، فهل يصح أن يكون يومنا كأمسنا ، وغدنا كيومنا...؟! هل يصح هذا يا أولي القلوب والأبصار ؟!

ولات حين مناص ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية