حلب وأنجمها الزهر المنسية

زهير سالم*

وكلاء الأسد يقاتلون عنه في الزبداني وفي مارع

حزب الله وتنظيم الدولة على جبهة واحدة

مارع المنسية ..

وعندما تأنت حلب لتستبين لاموا وثرّبوا ، فلما تقدمت احتاطوا وتحوطوا ، إن أنّت حلب ، والأنين ليس من طبعها ، جعلوا أصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم ، وأداروا ظهورهم فليتهم ما كانوا وليتنا ما رأيناهم ولا عرفناهم ..

مارع المنسية ..

 تتعرض مارع منذ استشهاد رجلها الشهيد عبد القادر الصالح لحملات انتقام لا تكاد تتوقف ، وكأنها قد حقّ عليها أن تدفع الضريبة عن لواء التوحيد وبطولاته وعن القائد الذي ملأ السمع والبصر وسياساته ..

مارع ...

 

 وكانت السباقة في محافظة حلب كلها إلى الثورة خرجت في مظاهراتها ن ثم انغمست في صراعها.؛ وكأن أدوات المجرمين قد قرروا أنه قد آن وقت دفع فاتورة الحساب . .

مارع ...

 وكانت بشبابها ورجالها وكل رجالات الشمال الحلبي عزم الثورة وعنفوانها . وصمام أمانها والحارس على أهدافها . والممثل لرؤيتها ورؤاها ..

 مارع ...

وكانت مارع بموقعها النقطة استراتيجية تتحكم برئة الثورة وتوفر لها كل الهواء النقي يهب على المحافظة وثوارها من الشمال ..

مارع

 وبعد أن أعجزت عصابات الأسد ولفيفه عنها ، باتت تتعرض ، كما يتعرض الزبداني الصلب العنيد لهجمات شرسة من وكلاء الأسد غير المباشرين . وكما يقاتل حزب الله بالوكالة في الزبداني والقلمون ، يقاتل أدعياء الإسلام بأكثر شراسة في مارع وما حولها ، تقتل أكثر مما يقتلون وتستبيح أشنع مما يستبيحون..

ويصمت الذين جعلوا من ( معلولا ) ثم من ( كوباني ) يوما كل سورية ، وبدايتها ونهايتها وأولها وآخرها . يصمتون اليوم عن مارع وعن الذين يهاجمونها ويهاجمون كل ما حولها وما بين يديها وما خلفها فأولئك حين يقتلون هؤلاء يشفون صدورا كثيرة كلها عدو للإسلام والمسلمين ، ولسورية والسوريين ..

( فتنظيم الدولة ) أو حسب تعبيرهم ( داعش ) لا تشكل خطرا ولا إرهابا حين تحقق أهدافهم ، وتذهب غيظ قلوبهم بقتل المزيد من السوريين ، حين تهاجم مارع وتل رفعت وكل أنجم الريف الحلبي ..

عشرات السيارات المتفجرة ، نصرة للمشروع الإسلامي ، كما يأفكون!! ( تنظيم الدولة الإسلامية !! ) في مارع يزهق الأرواح البريئة ، ويسفك الدماء المعصومة ، ويوهن في صفوف الثورة والثوار ، ويقطع الطريق على غرفة فتح حلب لاستكمال التحرير ...ولا يتساءل عاقل : عن أي إسلام يتحدث هؤلاء الضالون المضلون ؟!

مارع وأخواتها منذ أكثر من شهر في نهارها وليلها وصبحها ومسائها في قوس الاستهداف بالناب الأسدي ، ولا أحد ينصر ، ولا أحد يعين ، ولا أحد يدفع ، ولا أحد يذكر ..

طيران التحالف الذي زعم أنه جاء ...

لا يرى لنفسه في مارع دورا ، والقوى السياسية المستقيلة والمسترخية على كراسي المسئولية لالتقاط الصور لا تعتبر مارع بل محافظتها حلب في عداد مسئوليتها ...

لك الله يا شهباء ..

لك الله مدينة ومحافظة ..

لك الله قمرا بدرا وأنجما زهرا ...

لك الله يا مارع .. ويا تل رفعت ...لك الله يا مدينة الباب فقد أعطيت بلا حساب ، و شعارنا الحقيقي الذي حفظناه وما نسيناه ولا يجوز أن ننساه : ما لنا غيرك يا الله ...ما لنا غيرك يا الله ..

وسيعلم المُغَرِّرون والمستأثرون والمفرطون والمتثاقلون والمتغافلون أي منقلب ينقلبون ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية