إذا كان هذا هو حلهم السياسي.. فكيف هو حلهم العسكري!؟

زهير سالم*

هذه هي سورية مع المشروع الدولي للحل السياسي..!!

هذا إنسانها ، هذا عمرانها ، وهذه الرايات روسية وأمريكية ترعى العدوات والعصبيات مذهبية وعنصرية على أرضها ، لتمكنها من النهش من لحم أبنائها..

هذا هو الحل السياسي تصنعه أسراب الطائرات، والبوارج ، والدبابات ، وصواريخ ( اس 300 ) و( اس 400 ) ، هذه القنابل العنقودية والفراغية وعبوات السارين والكلور ، وصواريخ التوماهوك..

هذا هو الحل السياسي تغطي عليه سياسات إدارة الظهر لكل أنواع جرائم الحرب ، قتل وتجويع وتعذيب وحصار وتهجير وأسلحة محرمة وأخرى مباحة كما دماء المدنيين والمستضعفين من رجال ونساء وأطفال ...

جاء الصفوي إلى سورية بخيله ورجله ومستشاريه وسلاحه ، جاءت ميليشيا حسن نصر الله ، وميليشيا "أبو الفضل العباس " وميليشيا "الفاطميون" و " الزينيبيون " وكل حملة رايات " يا لثارات الحسين " " و"لن تسبى زينب مرتين " جاء كل هؤلاء يقودهم قاسم سليماني ، ويحشّهم بالحقد الولي الفقيه ومراجعه وملاليه فقط ليكون في سورية حل سياسي يرضى به كل السوريين كما يعلنون ويزعمون ..!!

جاء الروسي إلى سورية ، بأسراب طائراته ، ببوارجه ، بخبرائه ومستشاريه ، بشرطته ومقاتليه ، بقواعده بصواريخه بدبلوماسيته ، بثمانية قرارات للفيتو ، يتحدى بها العالم ، ويغطي بها على الجريمة والمجرمين ؛ فقط للوصول إلى حل سياسي يرضى به كل السوريين ..!!

وجاء الأمريكي إلى سورية ، بعد طول تمنع ودلال ، جاء ليس لينصر الإنسان ، ويدفع عن الطفل والمرأة ، عن الدم المسفوك ظلما ، عن الرئتين يخنقها السارين ؛ جاؤوا فانضموا إلى فريق حماية الجريمة والتحالف مع القتلة والمجرمين ، ويزعمون أيضا أنهم ما جاؤوا إلا من أجل حل سياسي في سورية ، ويظلون يؤكدون ، أن الحل في سورية لن يكون إلا سياسيا يرضى به جميع السوريين ..!!

وبشار الأسد القاتل الرجيم لم يأمر منذ أول يوم بالقتل والتدمير والاعتقال والتعذيب ، ولم يستخدم الدبابة والمدفع ثم الطائرة والصارخ ، ثم الفراغي والعنقودي والكيماوي ، ولم يعتقل ولم يعذب ، ولم يحاصر ولم يهجّر ، ولم يستدع الطائفي والروسي إلا من أجل حل سياسي يرضى به جميع السوريين .. !!

هذه هي سورية وهذا هو الحل السياسي

مليون شهيد جلهم من المدنيين ، ربع مليون معتقل كل مخمليي العالم شهدوا كيف يعذبون ، عشرة ملايين مهجر نغّصوا على المترفين صفو عيشهم ، دمار ، وخراب ، وبومان وغربان ..وما زالوا يتحدثون عن (حل سياسي ) !! ويجاريهم في حديثهم هذا من بني قومنا فريق وفريق وفريق ، ما زالوا يهرعون ويخوضون ..!!

خبرونا بربكم إذا كان هذا هو حلكم السياسي فحلكم العسكري اللعين كيف كان سيكون ؟!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية