القضية الفلسطينية أم القضايا العربية والإسلامية

زهير سالم*

القضية الفلسطينية أم القضايا العربية والإسلامية ، والأم لا تتخلى عن أبنائها ، ولا تغمض عينا على أوجاعهم وآلامهم وقضاياهم ، وهي تزعم أنها أمهم . مفهوم الأمومة نقيض لمفهوم الأنانية حقيقة من حقائق الحياة والوجود لقوم يتفكرون ..

القضية الفلسطينية أم والأبناء البررة يظلون ملتزمين بكل ما يرضي أمهم ، يسعون في رضاها وصونها وكرامتها ، وإن عقها من بنيها بعيد وقريب وأقرب ، ولصيق ودعي . وعلى هذا العهد على كل حر بر أبي وفي

في ستينات القرن الماضي تربعت حركة ( فتح ) وفي رواية ( حتف ) ، على عرش القضية الفلسطينية ، فكانت ملء العقول والقلوب والأبصار والأسماع والحناجر ..ثم تولى بعض بنيها فتولى أكثر أبناء القضية الصادقون من المحيط إلى المحيط عنهم لا عنها ..لقوم يسمعون

واستبدل الله بهم ، فكان الشيخ الإمام أحمد ياسين ، قائدا ومعلما وبوصلة ولسان ميزان ، ينظر بالحق إلى الحق ، فتنظر بنظرته عيون مئات الملايين وبقوله يقولون. لم يكن الشيخ أحمد ياسين رحمه الله لسان دعوى ولكنه كان حقيقة دعوة ، تمثلت الحق ومثّلته فكان رحمه الله تعالى مثابة للعقول والقلوب . لعلكم تذكرون

و"القضية الفلسطينية" ليست عنوانا يختبئ وراءه المناضلون والداحلون والمبدلون والمتقاعسون، ولا هي وشاحا يتشحه قوم ، وفي كل محفل بلون ، ولا هي سلعة في مزاد ، ولا معبرا لأصحاب المآرب المتآلفين على مآربهم ، طلبا لشهادات حسن سلوك .... لعلكم ترجعون

وحين تحتدم معركة الحق والباطل من الروهينجا إلى كشمير إلى اليمن إلى العراق إلى سورية فلن تكون معركة فلسطين بعيدا عنها ، وليس من مصلحة قضية فلسطين أن تكون بعيدة عنها . فهل أنتم موقنون

وحين يعلن أهل الحق ثورتهم على قتلة الأطفال ، ومدمري المدن ، ومرتكبي المجازر ، فإنهم يعلنون ثورة على كل قاتل ومغتصب ومحتل ومدمر في وقت معا ..ففي أي فسطاط تكونون ؟!

وحين تعلن أمة الإسلام في موقف مشهود براءتها من (لاعني) أصحاب رسول الله ، وكل السلف الصالحين .. فإن القضية الأم لا يمكن أن تكون يوما في صف من يلعن أصحاب رسول الله ويقذف أمهات المؤمنين ...فمن هم المشاقون

لقد وقفت كل الأمة وما زالت وستظل ضد مرتكبي قبية ودير ياسين .. ولكن هل تصح إدانة قبية ودير ياسين ومرج الزهور وحرب غزة بتأييد مجرمي تل الزعتر والكرنتينا وصبرا وشاتيلا وطرابلس وحماة وحلب ومخيم اليرموك ...؟ّ! لقوم يعقلون.. ..

لا تتشكوا من القتل إذا كنتم تغضون الطرف عنه وتؤيدون القتلة المجرمين ، ولا تستنكروا التهجير إن كان عشاؤكم على مائدة المهجِّرين ، ولا تحتجوا على الحصار إن كنتم تصفقون للمحاصِرين ، ولا تضجوا من الأسر والاعتقال إذا كنتم أرتالا أرتالا على أبواب الجلاوزة والزبانية والمعتقِلين ..

الله واحد ، والدين واحد ، والحق واحد ، والعدل واحد ، وبالمقابل فإن الظلم واحد ، والقتل واحد ، والعدوان واحد ..

والذين يدّعون التميّز والتمييز فهم ل على عقولهم وقلوبهم وأخلاقهم يشهدون ، فكيف تحكمون ..؟!

كل الأحرار الأبرار مع القضية الأم ، وللقضية الأم قضاياها ، وأكثر ما نخاف على بعض الأبناء إثم العقوق : فالعقوق تالٍ الشرك بالله سابق قول الزور ...

وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية