سلسلة رحلتي إلى تيارت و فرندة 5، الحاضر والماضي

clip_image002_c8323.jpg

clip_image004_f95bb.jpg

قال أساتذة مادة التاريخ، إن عقبة بن نافع طلب الشهادة بتيارت، ولم ينلها. وقال أيضا أن طارق بن زياد من الشلف، لذلك لقي تجاوبا كبيرا من السكان الأصليين، ودخل الإسلام بسهولة. وموسى بن نصير هو الذي كان يعلمه اللغة العربية. وأن هناك 300 صحابي مدفون في بسكرة.

ودار نقاش حول الصراع الإيراني السعودي،  فتدخلت قائلا.. بما أنني لا أتبع أحدا منهما، أقول..

السعودية أضرت، وإيران أضرت. والجزائر مطالبة أن تتعامل مع من يحقق مصالحها التجارية الاقتصادية العلمية، دون التدخل في عقيدتها الصافية النقية، ودون فرض نمط من التقاليد والعادات التي هي في غنى عنها. وحين يكون المرء غير تابع لأحد، يظل يتمتع بالصفاء الذي يسمح له برؤية التناقضات التي لا يراها التابع، ولا يستطيع أن يقف عليها، ناهيك عن إستظهارها ونقدها.

وفي طريق عودتنا إلى الشلف، مررنا بمنطقة بتيارت تحمل آثار أقدم إنسان في شمال إفريقيا له 6000 سنة من العمر، كما حدثنا بذلك الدليل حاتم. بقيت الإشارة أن المنطقة مهجورة، لا شيء يدل عليها.

زرنا بعدها المقر الديوان المحلي للسياحة بتيارت، حيث إستضافنا الدليل حاتم، عبر الخيمة التي تزينت بكل جزائري أصيل. فأكرمنا بفنجان قهوة وقطعة من المغيز محشو بالتمر، فكان حاتم فعلا حفيد حاتم العربي الأصيل.

ثم وزع على أعضاء القافلة الثقافية، خريطة لتيارت. تبيّن حاضر وماضي تيارت، وأبرز معالمها التاريخية، والطرق المؤدية إليها.

تداول الطيب كرفاح، وأحمد ملياني، ومعمر عيساني على إلقاء بعض الكلمات الرقيقة المشيدة بتيارت، والمفتخرة بالمرأة.

إرتجلت كلمة ودون أن أعد نفسي لها، فقلت.. وأنا أجوب تيارت، وقفت على الحجارة أنجبت ابن خلدون، وأنجبت أقدم إنسان. فلنجعل من هذه الحجارة سلعة نحيي بها التاريخ، ونجني منها الأموال، ويتقرب إلينا الأحباب والزوار من داخل الجزائر وخارجها.

ضم المتحف بعض الأحجار القديمة جدا، للمحافظ عليها، لأن السكان إستعملوا هذا الحجارة الممتدة عبر الزمن الغابر، لبناء مساكنهم، وما يحتاجونه في بناياتهم من اساس وزينة.

ونحن عائدون عبر الحافلة إلى الديار، تم إنتخاب كافة الأعضاء، عبر كتابة إسم أحسن عضو، فتم إختيار الزميل الأستاذ محمد غزالي، والذي بدوره أهداها لأستاذة طيب كرفاح. فكان الوفاء والعناق والدموع، وفرحة كبيرة عمّت الحضور.

كانت الرحلة إلى فرندة وتيارت موفقة ومفيدة، خاصة في شقها التاريخي المتمثل في مغارة ابن خلدون، والعلمي والوفاء للجزائر والقارئ المتمثل في مكتبة جاك بارك. وأقف لحظة تقدير واحترام للأستاذ الدليل حاتم، الذي كان بحق الخ والزميل، الذي لم يبخل علينا بوقته وجهده ونصائحه.. تحية تقدير وعرفان لحاتم، وتقبل مني هذه الاسطر، هدية بسيطة لك، وعرفانا بما قدمت.

وسوم: العدد 658