محاضرة بعنوان "محمّد إقبال، محطات من حباته وشعره"

رابطة الأدب الإسلامي

تغطية إعلامية

محاضرة بعنوان

"محمّد إقبال، محطات من حباته وشعره"

 عقد مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية محاضرة بعنوان "محمّد إقبال، محطات من حباته وشعره" ألقاها نائب رئيس المكتب الدكتور عدنان حسونة في مقر الرابطة في عمّان، وذلك مساء السبت 20/9/2014 وقد حضرها عدد من ضيوف الرابطة وأعضائها، حيث كان للمحاضر وقفات على ولادة الشاعر ونشأته وثقافته، فأوضح بأنه كان أديباً موسوعياً متعدد الثقافات واللغات، ومتعدد المواهب والتخصصات، وأشار إلى أنه بالرغم من نيله حظاً وافراً من الثقافة الغربية وآدابها ووقف على مفاصلها سواءً في بلده الهند أو في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إلا أنه فطرته القويمة، وتربيته القرآنية، وثقافته العربية الإسلامية شكلت سياجاً حافظاً له من الذوبان في أتون الحضارة الغربية، التي نقدها وهاجم ارتكاستها في حمأة الماديّة والعداء للإيمان والقرآن ولحرية الشعوب وكرامتها.

 كما أوضح المحاضر بأن هناك مدرستين أثرتا في شخصيته وثقافته وشعره، الأولى خارجية وتمثّل الثقافة العصرية والغربية، والثانية داخليّة تخرج منها كل المبدعين العظام، وهي القلب اليقظ، والوجدان الحي، والهمة العالية، وهي مدرسة تشرف عليها التربية الإلهية، وتمدّها القوة الروحية.

 كما أوضح العوامل التي ارتكزت عليها هذه المدرسة والتي أسهمت في صياغة شخصيته وعقليته وإبداعاته، وهي الإيمان والقرآن الكريم، ومعرفة النفس والغوص في أعماقها والاعتداد بقيمتها وكرامتها، وكذلك اتصاله المباشر بالطبيعة وتعرضه لنفحات الليل وفيوضات السحَر. كما كان للكتاب المثنوي المعنوي أثر كبير في ثقافته، والكتاب لمؤلفه جلال الدين الرومي الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي وهاجم فيه تهافت الموجة العقليّة اليونانية.

 وتعرّض المحاضر لأبرز أقوال محمد إقبال، والتي تعبّر عن الإيمان العميق بأن المسلم هو الإنسان الكامل في هذا الكون، والذي أعده الله تعالى لإمامة العالم وريادته، وأن هذا المسلم لا ينحصر في الأوطان والشعوب فرسالته ربانية عالمية. وأوضح بأن التعصب للأوطان والقوميّات والطائفيّات هو لون من الوثنيّات المقيتة التي تتعارض مع عقيدة المسلم وثقافته ورسالته.

 كما أشار المحاضر إلى الدواوين الشعرية التي ألفها الشاعر المبدع بالفارسية والأردية، وذكر أبرز خصائصه الشعريّة الفنية، كالتكثيف والعمق، وجزالة الأفاظ واستثمار مظاهر الطبيعة في استنهاض الهمم وبعث الأمل، والاقتباس والتضمين من القرآن الكريم، واستدعاء شواهد التاريخ، وكثرة الصور والتشبيهات والمجاز في شعره.

 وفي نهاية المحاضرة ألقى المحاضر بعضاُ من قصائد محمد إقبال التي تبعث الأمل في الأمة وتعزز اعتدادها بهويتها الحضاريّة وثقافتها القرآنية. وبعد المحاضرة استمع المحاضر إلى مداخلات بعض الحضور وأجاب عن استفساراتهم والتي أكدت على شكر المحاضر وعلى المعلومات التي قدمها عن الشاعر حيث أبدى بعضهم بأنه يسمعها لأول مرة. وتمنى بعضهم أن يتم تسليط مزيد من الأضواء على شعره ومواقفه . وقد أدار اللقاء وقدّم المحاضر الأستاذ عبدالله شبيب عضو الرابطة.