حفريات في جذور رحلتي مع الأدب

صالح أحمد البوريني

تغطيـــــة محاضرة

حفريات في جذور رحلتي مع الأدب 

للدكتور عماد الدين خليل

الدكتور عماد الدين خليل

من صالح أحمد البوريني/عمان

[email protected]

أمام حشد من المهتمين بالشأن الأدبي  ألقى الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل المحاضر بجامعة اليرموك محاضرة أدبية في رابطة الأدب الإسلامي في عمان يوم السبت 2/4/2005  بعنوان ( حفريات في جذور رحلتي مع الأدب ) ، اعتبرها مدخلا لسيرته الذاتية الشاملة التي يأمل أن يتمكن من تدوينها بكل تفاصيلها وبكل حلوها مرها .

وهذه أعزائي القراء تغطية مختصرة بين يدي المحاضرة التي تم تفريغها من  شريط مسجل لتكون جاهزة للقراءة على صفحات هذا الموقع الحبيب ، فأرجو أن تستمتعوا بها ، وإن حظيت منكم بدعوة صالحة فتلك غاية المنى . 

اعتنى الدكتور عماد الدين خليل برصد نقاط التقائه الأولى بالهم الأدبي ، وومواقع اشتباكه  القديمة بالتجربة الإبداعية الممتدة من بواكير التفتح على الحياة إلى سن الخامسة والعشرين ، مفصلا تلك الحقبة إلى مراحل زمنية تواكب الصعود في سلم التعليم الأكاديمي من الصفوف الابتدائية وحتى حصوله على الشهادة الجامعية الأولى وانتقاله إلى الدراسة العليا ، غير مغفل أيا من جوانب النجاح والتميز ولا ضاربا الذكر صفحا عن أي من مواطن الانكسار وخيبة الأمل .

وقد تجاوزت حفريات الدكتور خليل صورة السرد التاريخي والتسجيل الوثائقي إلى حقيقة  استخلاص الدروس والعبر واستقاء الحكمة والفائدة وتوجيه الأنظار إلى مواطن الإشعاع والتوهج  ومنابع النور والإضاءة التي تكشف عن الحقائق وتوضح المسالك وتوازن بين الماضي والحاضر على مستوى تمثل النص الشرعي وإدراك الحقيقة العلمية  وإقامة القواعد المنطقية وتوافق أو تعارض المفاهيم التربوية والتعليمية ونمطية أو تجدد الأداء الأكاديمي والحرفية التدريسية .

وقد بسط القول في أصول تجربته الإبداعية مشيرا إلى مثيرات القلق والتوتر الذاتي ومحركات الانفعال النفسي من مؤثرات البيئة الاجتماعية ومعطيات الخيال الخصب والهمة العالية والطموح البعيد  والاندفاع  إلى الأمام . ومستشهدا بنماذج  طريفة أبدعتها عبقرية الطفولة في المراحل المبكرة  فحفظتها الذاكرة وضيعها التدوين ، ومؤكدا على أهمية الدعم والتعزيز في إطلاق الطاقات الإبداعية وتحرير القدرات  التعبيرية من قيود الخوف والتردد والوهن .

وقد أفاض في الحديث عن ضعف النموذج الأدبي  الإسلامي المعاصر عن مجاراة النموذج الأدبي العالمي بسبب تقوقع الأديب المسلم على تجربته الذاتية وضعف صلته بالنماذج الأدبية العالمية الرائعة وإعراضه عن قراءة الآخر ، وأكد أن تمثل التجربة الإبداعية العالمية وهضم نماذجها الرائعة لا يعني التخلي عن ثوابت الأديب المسلم ومرجعيته الشرعية والفكرية ،  ولكنه ضروري للإفادة من التقنيات الفنية في البناء والتركيب العضوي  للأجناس الأدبية المتنوعة  ، الأمر الذي يعين الأديب المسلم على إنتاج أعمال أدبية وفنية تضاهي بل وتتفوق على النماذج الأخرى بما تضيء به مساحة النص من إشراقات وتجليات المضامين  الفكرية الإسلامية  . 

وقد أدار الأستاذ عبد الله الطنطاوي حوارا  ثريا وجادا بين الجمهور والدكتور المحاضر الذي قام بالرد على استفسارات وتعقيبات السائلين  والمداخلين بعد أن ختم محاضرته بذكر العناصر السبعة التي يرى أن وجودها ضروري لتقدم الأدب الإسلامي ويؤكد أن غياب أي واحد منها يجعلنا غير قادرين على  توصيل رسالتنا الأدبية إلى الآخر وإقناعه بها ،  وهي :

1-       قوة الخيال .

2- قوة اللغة كأداة للتعبير .

3- التوتر الذاتي

4- الخبرة الذاتية

5- الخبرة المعرفية

6-      الخبرة الحرفية

7 - الالتزام في التعامل مع الزمن ..

الأستاذ عبد الله الطنطاوي