الشيخ القاضي الداعية عبد الله بن زايد آل محمود

xcggn1044.jpg

(1327هـ-1910م)/( 1417هـ / 1997م)

هو الشيخ العالم والقاضي الداعية القطري المشهور، عبد الله بن زيد بن عبد الله بن محمد آل محمود الحسني الهاشمي، عالم دين، شغف بطلب العلم صغيراً، فتنقل بين جنوب نجد وقطر، ودرّس في الحرم المكي، وأسس القضاء الشرعي في دولة قطر، وتولى بها الإفتاء والقضاء.

المولد، والنشأة:

ولد عبد الله بن زيد آل محمود عام 1327هـ/ الموافق 1910م في حوطة بني تميم جنوب نجد، وكان والده رجلاً صالحاً وشيخ علم، وكان كسبه من التجارة، وقد توفي والده، وهو صغير، فقام خاله حسن بن صالح الشتري برعايته وتربيته، مستعيناً بأمه التي كانت من أهل الصلاح والتقى.

ومما يذكر في هذا المجال أن والدته (نورة بنت عبد العزيز أبو سعود الشثري) كانت تدعو له بدعوات متكررة في جوف الليل كان منها (اللهم ارزقه علما نافعا للمسلمين، وارزقه المال والبنين)، وقد استجاب الله دعاءها.

الدراسة، والتكوين:

حفظ الشيخ عبد الله بن زيد المحمود القرآن الكريم، وهو صغير، وتلقى دروسه كعادة الناس في زمنه على عدد من المشايخ، كالشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ قاضي الحوطة في زمنه، والشيخ محمد بن علي الشثري، والشيخ عبد العزيز بن محمد (أبو حبيب) الشثري، الذي لازمه وهو في العاشرة وظل معه حتى بلغ الـ14 من العمر.

درس الشيخ آل محمود، وحفظ الكثير من الكتب والمتون، كزاد المستقنع، ومختصر نظم ابن عبد القوي، وبلوغ المرام وألفية الحديث للسيوطي، ونظم المفردات وألفية ابن مالك، وقطر الندى في النحو وكثير من الأحاديث النبوية.

يمَّم وجهه شطر قطر في حدود عام ١٣٥٣هـ (١٩٣٣م)، حيث افتتح الشيخ محمد بن مانع مدرسته التي استقطبت طلاب العلم من قطر وخارجها. فقد سافر إلى قطر لطلب العلم، وهو في الـ26 من عمره، وبها درس عدداً من كتب الفقه والحديث والتفسير على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع.

الوظائف، والمسؤوليات:

أسس القضاء الشرعي في قطر، وتولى القضاء والإفتاء، واستمر في القضاء أكثر من سبعة وأربعين عاماً كان خلالها مثال النزاهة والعدالة، ومقصد الناس في فض خصوماتهم والإصلاح بينهم بل، ويسهم في ماله إذا كان الخصم فقيراً كان ذلك ديدنه في كل حال يجتهد في ألا تطول القضايا، ولا تتشعب الجلسات للقضية الواحدة، وكان يقف بنفسه لمعاينة مكان الخلاف، ويتأنى كثيراً قبل إصدار حكمه ومتى ما اتضح له الحق حكم به.

وفوق هذا كله والقضاء عمل شاق وصعب ويحتاج إلى صبر وتضحية وجلد وإخلاص كان الشيخ يرى أن من واجباته تبيين أحكام هذا الدين العظيم للناس فكان يخصص وقتا للإفتاء والدرس ووقتا آخر لقضاء حوائج الناس والشفاعة لهم ومد يد العون لهم من ماله وجاهه وهذا كرم منه وسنة وحسنة أخذها من شيوخه الأبرار والأطهار.

وقد عرف طوال حياته العملية بصلابته في الحق والعفة عن كل ما فيه شبهة، حتى إنه تعفف عن أخذ الراتب الذي خصصه له الملك عبد العزيز في السعودية، واكتفى براتبه الذي يأخذه من حكومة دولة قطر.

بعد عودته إلى السعودية لازم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية بالرياض، وأخذ عنه العلم سنة كاملة، قبل صدور أمر الملك عبد العزيز آل سعود إلى الشيخ محمد بن إبراهيم باختيار ثمانية من العلماء للذهاب إلى مكة للوعظ والتدريس في المسجد الحرام، وكان الشيخ آل محمود واحداً منهم.

التدريس في الحرم المكي الشريف:

كان من نعم الله تعالى على الشيخ عبد الله أن شرَّفه للقيام بمهمة التدريس في أشرف بقعةٍ وأفضل مكانٍ؛ ألا وهو بيت الله الحرام، حيث اختاره الشيخ محمد بن إبراهيم ضمن ثمانيةٍ من أبرز تلاميذه للذهاب إلى مكة للوعظ والتدريس بها.

ثقافته العالية واطِّلاعه الواسع:

كانت حياة الشيخ طلباً متصلاً للعلم منذ صغره، فقد كان منقطعاً لتلقِّي العلم، وحفظ القرآن والأحاديث والمتون المختلفة، وكان لوالدته فضلٌ كبيرٌ عليه، تجلَّى في دفعه في هذا السبيل، ودعائها الدائم له، وموافقتها على سفره.

قوة الذاكرة:

وقد رزقه الله ذاكرةً نادرةً، حيث كان سريع الحفظ، ولديه قدرة على استرجاع ما حفظه، والاستشهاد بما مرَّ عليه، وعند مناقشة موضوعٍ من المواضيع فإنه يشير إلى الدليل والمرجع الذي يستند إليه، ويحدد الفصل والصفحة التي ورد فيها الدليل.

تولِّيه القضاء في قطر:

في منتصف ذي القعدة من عام 1359ﻫ/ الموافق 1940م قدم الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني - حاكم قطر - إلى مكة قاصداً الحج، وبصحبته ابنه وولي عهده الشيخ حمد بن عبد الله، وعددٌ من كبار أفراد الأسرة الحاكمة والأعيان، وكان حجهم على الإبل، فأخذه معه وسلمه القضاء.

وأثناء عودته من الحج طلب الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني من الملك عبد العزيز آل سعود أن يبعث معه رجلاً من أهل العلم ليعهد إليه بمهمة القضاء والفتيا في دولة قطر، فوقع اختيار الجميع على عبد الله بن زيد آل محمود.

طريقته في القضاء:

كان فضيلته يبكر في الجلوس للقضاء قبل طلوع الشمس طوال العام، ما عدا أيام الجُمَع، وكان مع هذا قليل السفر خارج البلاد، ويبدأ جلسته ببحث وكتابة القضايا المعروضة أمامه في اليوم السابق، وبعد إنجازها يستدني الخصوم الذين تغصُّ بهم قاعة المحكمة.

العدل مع الجميع:

كان الشيخ يتحرى العدل في قضائه بدون النظر لديانةٍ أو مذهبٍ أو عرقٍ، فقد كسب احترام الجميع لنَزاهته وعدالته.

هيبته واحترام الناس له:

استطاع رحمه الله أن يكسب حبَّ الناس، عندما رأوا قوته في الحق، وجهوده لنفع البلاد وأهلها.

الشجاعة الأدبية والصدع بالحق:

كان قوياً في الحق لا يحابي، ذكر في ردِّه على رسالة أحد الوجهاء ممن كانت له علاقة قوية معه، بعد أن حكم ضده في قضية لصالح امرأة ضعيفة وبناتها الأيتام: «...وإني أُشعرك بأمرٍ يعود عليك بالراحة.

شهادة البريطانيين:

يقول الكاتب الأمريكي (ناثان براون) في كتابه «القضاء في مصر والخليج، القانون لخدمة من؟» - الذي استقى معلوماته من الأرشيف البريطاني -: «نجح البريطانيون في إقرار ضرورة أن يوجد نظام قانوني وقضائي في الخليج لا يجد أساسه في الشريعة فقط.

برنامجه اليومي وحسن ضبط الأوقات:

كان يبدأ يومه بصلاة الفجر، ويوقظ أبناءه للصلاة، ويصحبهم معه، وبعد الصلاة يقرأ من القرآن وِرْداً يومياً، ويفطر، ثم يذهب قبل طلوع الشمس بقليل إلى مكتبه في المحكمة، وإذا كان صباح جمعه فإنه يراجع خطبة الجمعة لذلك اليوم.

خُطَبه في الجُمَع والأعياد:

وتعتبر خطبة الجمعة - التي حرص فضيلته على إلقائها منذ تولِّيه القضاء - درساً أسبوعياً، يتناول مواضيع إسلامية عامة من الأمور التي تهم الناس في حياتهم، وتحوي خلاصةً لآراء فضيلته واجتهاداته في المسائل الشرعية.

الشيخ مرجعٌ للقضاة والمستفتين:

وكان - رحمه الله- لا يبخل على مستفتٍ يطلب حلَّ مسألةٍ من المسائل الصعبة والشائكة، حتى إنه أصبح مرجعاً للكثير من القضاة في بلاد الخليج والسعودية وفارس والهند، فيرسل أحدهم ملخص القضية إلى الشيخ، فيرد عليه بحلها.

مناظرة الرياض:

وقعت هذه المناظرة في الرياض، واجتمع لها كبار مشايخ الرياض ونجد، وتمَّ مناقشة الشيخ في رسالته: «يسر الإسلام» وفتواه حول رمي الجمار، وقد ردَّ الشيخ بما فتح الله عليه، وكان موفقاً في ردوده، التي اعتمد فيها على الأدلة من الكتاب والسنة.

منهج الشيخ العلمي:

كان الشيخ رحمه الله صاحب مدرسة فقهية مستقلة، أشبه ما تكون بمدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم، فلم يكن يقبل التقيُّد بآراء علماء المذهب دون بحث ومناقشة، وإذا رأى أن رأي هؤلاء لا يحقق المصلحة، فقد كان يبحث عن الدليل دائماً ويختار الأقوى.

المناقشات العلمية والردود:

تعرَّض الشيخ لحملةٍ شديدةٍ من أقرانه، الذين رأوا في آرائه خروجاً على ما استقرَّ عليه الفقه في نجد والجزيرة العربية، والذي انتشرت فيه كتب متأخري الحنابلة، وأصبحت هي أساس الفتوى، بحيث أصبح الخروج عنها خروجاً على الإجماع.

الشيخ في مواجهة مناوئيه:

أثارت رسائل الشيخ واجتهاداته الكثير من النقاش والنقد، حيث جاءت على غير ما ألفه الوسط العلمي في الجزيرة العربية، فصدرت عدة ردود عليها، ولكنه ردَّ عليها بتمكُّنٍ وثقةٍ تامةٍ، وقراءة ردوده رحمه الله تُبرز قدرته المتميزة.

علاقة الشيخ بزملائه العلماء:

كان الشيخ يحتفظ بعلاقاتٍ جيدة مع كبار العلماء في المملكة السعودية والخليج، وكان يعتبر الخلاف العلمي يجب أن لا يكون سبباً لخلاف شخصي أو قطيعة؛ لذا فقد بقي محافظاً على علاقته بزملائه المشايخ، حتى الذين اختلفوا معه.

تميّزه الفقهي وخصائصه العلمية:

لقد تميز منهج الشـيخ الفقهي بخصائص ومميزات قد لا نجدها عند علماء آخرين، وهذه الخصائص والمميزات هي في حقيقة الأمر نابعة من ذلك الفهم العميق والنظرة الثاقبة غير المتزمتة لروح الشـريعة الإسـلامية الغراء، ومقاصد ديننا الإسلامي.

التيسير في الفقه:

حمل الشيخ لواء التيسير في الفقه، وحارب التشدد، فكانت فتاواه تميل إلى التيسير عن علم ودليل.

وقد كانت فتواه في رمي الجمار هي رحمة منه للناس، الذين تكرر فيهم الموت والإصابات بسبب أدائهم لشعائر حجهم.

مواقفه وجهوده الإصلاحية والخيرية:

كان الشيخ من المدافعين المجاهدين في سبيل رفع راية الإسلام، ومحاربة البدع والمنكرات، وقد كان مكافحاً بلسانه وقلمه في سبيل الاحتفاظ بعقيدة الأمة طاهرة نقية عن الانحرافات، وكان مجاهداً في سبيل ترسيخ العقيدة، ومحاربة البدع.

نصيحته للحكام:

وكان لا يتردد في نصيحة حكام البلاد، وكتب في إحدى نصائحه لأحد حكام قطر السابقين:

«... فإن من لوازم المحبة الدينية التقدم إليكم بالنصيحة الودية، فقد أخذ الله العهد علينا بأن نناصح من ولّاه الله أمرنا.

كرم الضيافة والإنفاق في سبيل الخير:

اشتهر فضيلته بالكرم الزائد، فقد كان كثير البذل في سبيل الخير، وله عوائد وصدقات مستمرة، وكان بيته ومكتبه مقصداً للفقراء والمساكين، فكان لا يردُّهم، ويمنع من يحجبهم عنه، وكان شديد الرحمة للضعفاء من أيتام وأرامل وفقراء.

مجلس الشيخ:

تميَّز الشيخ بميزة الكرم، وحب مساعدة الناس، وعندما تسلَّم أمانة القضاء فتح مجلسه لكل من يقصده من كبار القوم وصغارهم، كما صادف تسلُّمه القضاء بداية الحرب العالمية الثانية، وانقطاع البضائع ومواد التموين، وارتفاع الأسعار.

أسلوبه في تربية أبنائه:

كان الشيخ رحمه الله حريصاً على تربية أبنائه التربية الصحيحة، مهتماً بحفظهم من الكسل والانحراف، ومع قسوته أحياناً فإنه كان يحفز فيهم روح المثابرة والاجتهاد.

لقد كان شديد الحرص أولاً على صلاتهم وعبادتهم.

صلة الرحم:

امتاز الشيخ بأخلاق عالية، ومنها صلة الرحم، فقد كان في خُطَبه دائماً يؤكد على احتفاء الشرع بصلة الرحم، ويردد الأحاديث الكثيرة التي وردت في السنة تحض على ذلك.

وقد طبق رحمه الله ذلك على نفسـه، فقد كان وَصولاً لرحم.

أعماله، ومآثره:

منذ أن تولى فضيلته القضاء في عهد الشيخ عبد الله بن قاسم الثاني وهو يجدُّ ويجتهد في سبيل أداء المهمة الكبيرة المنوطة به، وقد كانت أجهزة الدولة في ذلك الحين ضعيفةً، ولم تكن هناك بلديات أو دوائر للخدمات، مما زاد العبء على جهاز المحاكم.

تأسيس دائرة الأوقاف والتركات:

لقد أسس فضيلته دائرة الأوقاف والتركات عام 1380ﻫ (1960م) والتي كانت تُعنى بإنشاء المساجد وصيانتها، وحفظ الأوقاف، ورعاية أموال اليتامى واستثمارها والإشراف على المقابر.

الاهتمام ببناء المساجد والحرص على تنمية الأوقاف:

وقد عُني فضيلته ببناء المساجد في أنحاء البلاد، فأسس الكثير منها، وحرص على رعايتها وصيانتها، وتزويدها بالأئمة والخطباء الأكفاء.

وحرص على المحافظة على الأوقاف الخيرية وتنميته.

اهتمامه بالتعليم، وتأسيس أول معهد ديني في قطر:

اهتم الشيخ رحمه الله بالتعليم، وكانت أولى رسائله حول إصلاح التعليم، وهي: «إدخال التعديل على مناهج الدين ومدارس التعليم» التي طُبعت أكثر من طبعة، كما قام في بداية عمله بالقضاء بتدريس عدد من طلبة العلم.

التوسع في التوظيف في المساجد:

كما تحسَّس حاجـة أهل البلاد الذين لم يكن لهم دخلٌ يكفيهم، فقام بالتوسع في توظيفهم في المساجد، فكان يعين في بعض المساجد عدداً أكبر من حاجتها، وقد يصل إلى عشرة موظفين، وكل ذلك بقصد المساعدة وتوفير دخلٍ للمحتاجين منهم.

تخصيص المقابر في كل منطقة:

وسـعى - رحمه الله - في تخصيص مقابـر في كل منطقة، مع تزويدها بحاجتها من عمال ومجهزين، وعندما اشترى للدولة أراضيَ واسعةً في منطقة مسـيمير، عندما كانت الأراضي رخيصـةً، وخصصها لإنشاء مقبرة جديدة.

مياه الشمال:

يعتبر مشروع المياه لقرى الشمال من الأمثلة الواضحة على دور الشيخ في مساعدة المواطنين للحصول على الخدمات التي يحتاجونها، فقد لاحظ المشـقة التي يقع فيها أهل البـلاد في الشـمال للحصـول على الماء، وذلك بتكاليف تشق عليهم، فقام بمطالبة الحكومة في جر المياه إلى المنطقة حتى استجابوا له.

مؤلفاته:

ألف آل محمود ما يزيد على خمسين مؤلفاً في مختلف القضايا الفقهية والنوازل والأسئلة التي أجاب عنها مستعيناً بعلمه الغزير وفهمه للواقع المعاصر.

جمعت مؤلفاته في "مجموعة رسائل الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود"، وقد طبعتها وزارة الأوقاف القطرية في ثمانية مجلدات، وتعتبر مرجعاً في الأحكام الشرعية وأحكام القضاء وفقه النوازل، وتشمل العقائد، والعبادات، وقضايا معاصرة ...وغيرها من العلوم الشرعية.

حياته الأسرية:

وهو متزوج، وله (سبعة عشر ولداً)، وعدد آخر من البنات.

وجميع الأولاد انهوا دراساتهم الجامعية، وبعضهم واصل الدراسات العليا، وكل أولاده السبعة عشر يعملون، ويساهمون في التنمية الحديثة في دولة قطر في السلك المدني والعسكري، نذكر منهم:

  • عبد الرحمن عبد الله آل محمود رئيس المحاكم الشرعية.
  • وأحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية.
  • وعلي بن عبد الله سفير الدولة في المملكة العربية السعودية..وغيرهم.

الوفاة:

توفي عبد الله بن زيد آل محمود ضحى يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر رمضان الكريم عام 1417 هـ / الموافق 6/ 2/ 1997م. في الدوحة عاصمة قطر الخير.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

مصادر الترجمة:

  • موقع الجزيرة نت.
  • موقع الشيخ عبد الله بن زيد المحمود.
  • الموسوعة التاريخية الحرة.
  • مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1044