الشيخ حامد البيتاوي.. كنتُ معه بالاسر

الشيخ حامد البيتاوي.. كنتُ معه بالاسر

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

بالرغم من  قسوة الأسر وصعوبة حياة السجن، تجد رجال قد وطَّنت نفوسها على كل الظروف والأحوال، فبالأمس بدلة وربطة عنق، ومقعد تحت قبة البرلمان أو في مجلس الوزراء أو في ردهات الفنادق وقاعات الاجتماعات، أو في أحد استوديوهات الفضائيات، واليوم ملابس السجن الخشنة  (ملابس الشاباص ) بلونها البني والنوم على البرش (مكان نوم الأسير)، وجدران نخرتها الرطوبة، وأرضيات ومرافق تفوح منها الروائح الكريهة وفورة وقيود حديدية، يعيشون حياتهم، وتراهم صابرين صامدين محتسبين الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، فلا تسمع على السنتهم شكوى وتألم أو كلمة ضجر وتأفف، إنما ألسنة تلهج بالدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى، حيث أنهم بأفعالهم وممارساتهم وبمواقفهم يجسدون قدوات لمن حولهم، فلا يتوان أحدهم عن المسارعة إلى رفع معنويات بقيه الأسرى ومن كل الفصائل الفلسطينية، حيث الدعوة للصبر والثبات والتحمل ومراغمة أعداء الله، حتى ودون أن تسمع منهم ما يصبرك ويثبتك يكفيك أن ترى الشيخ حامد البيتاوي  وقد تجاوز عمره السبعين يتعالى على آلام القيد والجسد فيبعث الروح والحيوية في نفوس الشباب وهو يشجعهم على ممارسة الرياضة الصباحية ويشاركهم بعض التمارين من أجل تشجيعهم، كما أن ذلك لم يُنسه دوره كداعيه حتى في السجن يناقش من يتكلم العربية من الجنود الصهاينة وهم ينقلوه مكبل اليدين إلى العيادة الصحية يوميا لأخذ حقنة الأنسولين، بل ويحذرهم  من عقاب الآخرة إذا لم يلحق الواحد نفسه ويعتنق الإسلام وينطق بالشهادتين قبل أن يأتيه اجله المحتوم، الشيخ حامد أحد  أعلام الحركة والدعوة الإسلامية في الضفة الغربية وفلسطين 48 ومن مؤسسي الإخوان المسلمين في فلسطين ورئيس رابطة علماء فلسطين، ورئيس ديوان القضاء الشرعي السابق، وكان عضوا في المجلس التشريعي حيث حصل على أعلى الأصوات في محافظة نابلس

، فإن تلك المكانة المجتمعية والمواقع الرسمية قد جعلت منه شخصية أكثر تواضعاً، وقرباً وحباً لأخوانه الأسرى وخاصة الشباب منهم حيث يمازح الجميع ويرفع من معنويات الجميع ويجلس ويتحدث مع الجميع، وقد تراه يحمل قطعة حلوى أو بسكويت يقدمها للشباب بروح طاهرة وبريئة، وحنان متدفق يغمر كل الأسرى من كل الفصائل الفلسطينية،هذا الرجل الذي عرفته نابلس ومخيماتها وقراها وريفها بل عرفته كل فلسطين بمواقفه الوطنية والوحدوية وبإدارته، وكرمه ومساعدته للمحتاج تتجلى خصاله وتواضعه فتراه  يبادر للعمل مهما كان ذلك العمل ، فقد كان يسارع بحمل صحون الطعام ليغسلها ، بل يستيقض فجرا ليمارس الرياضه فيدب النشاط والفرح في قلوب الشباب لرؤيتهم الشيخ يلعب الرياضه صباحا.

الشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الاقصى ومنعه الاحتلال  من دخول القدس خطيبا للمسجد الأقصى المبارك ها هو يعود للاقصى والقدس ليتوفي بجواره... رحمك الله شيخنا..