الأسير مجدي سباعنة

صاحب الابتسامة الدائمة

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

محاولات النيل من  عزيمة الشعب الفلسطيني الجبارة بدأت ولم تنته ، ففي ظلمة سجون الكيان الصهيوني تظهر الحرب على الفلسطينيين بكل أشكالها ، وليس هنالك أسوأ من السجن وظلمته سوى قتل الأمل ومحاولات النيل من إرادة وعزيمة المظلوم ... وما أكثر المظاليم في سجون المحتل ، والآن يقضي في هذه السجون أكثر من ستة آلاف أسير من بينهم أسيرنا مجدي سباعنة .

نشأته:

ولد الأسير مجدي حسين فائق سباعنة في بلدة " قباطية " جنوب مدينة جنين ، في 20/4/1983 ، وهو الابن الأكبر في عائلته بين شقيق واحد وثلاث شقيقات ، عاش حياته متنقلاً هو وعائلته بين الأردن وفلسطين طلباً للرزق ، وتوجه خطواته الأولى إلى المسجد ، حيث نهل هنالك من التربية الإسلامية على يدي أهل العلم والصلاح. 

تميز مجدي بطيبته وحبه للجميع وعطائه  اللامنتهي ، ومع بلوغه بدت عليه علامات تميزه وموهبته في لعب كرة القدم فانضم لصفوف فريق إسلامي قباطية ومنه انتقل إلى نادي قباطية الرياضي ، وقد لقبه أصدقاؤه وأحبابه بــ ( أبو زمع ) نسبة ألى اللاعب الأردني المميز عبد الله أبوزمع .

الاعتقال والحكم :

وضمن سطور حكاية الأسير مجدي  برز عنصر المفاجأة كبيراً لدى عائلته . فالكل كان يستذكر مجدي الهادئ المبتسم الودود الذي ينغمس في عمله نهاراً وليلاً دون أدنى شك في أن يقوم بأي عمل مقاوم ، لم يظهر عليه أي دليل على انغماسه بالمقاومة ، لكن بعد منتصف ليلة( 13 / 2 / 2003 ) اقتحمت خفافيش الليل الصهيونية بلدة قباطية وأغلقت مداخلها وحاصرت منزل مجدي لتقوم بانتزاعه من بين أهله وعائلته وتنقله مباشرة إلى غرف التحقيق ليخوض تحقيقاً قاسياً استمر لأكثر من خمسين يوماً نال خلالها شتى أصناف العذاب ، لكنه صمد على التحقيق وصبر .

وبعد محاكمة ظالمة حُكم عليه بالسجن المؤبد بالإضافه إلى ثلاثين عاماً بتهمة المشاركة في التنفيذ لعملية استشهادية.

معاناة في الأسر:

لم يكتفِ الاحتلال بالحكم القاسي على أبو زمع بل لاحقه حتى في الأسر والزنازين ، فمنع والدته من زيارته دون أية أسباب ، كما تواجه عائلته صعوبة في إدخال الملابس إليه ، حيث لا تسمح إدارة السجن بإدخال الملابس للأسرى سوى مرتين في العام ، كما يمنع إدخال احتياجات الأسرىوالأغطية الصوفية ، ولا يسمح لمجدي إلا بإرسال رسائل قليلة لأهله ، بالاضافة إلى حرمانه من إكمال تعليمه الجامعي ، وخلال سنوات اعتقاله حرم التواصل مع عائلته ولم يستطع مشاركتهم أفراحهم أو أحزانهم فتزوجت أخته الكبرى ورزقت بطفلة  دون أن يسعد مجدي برؤيتها أو احتضانها .

قدر الشباب الفلسطيني أن يدفع روحه أو حريته ثمناً لحرية وطنه ، فإن طال زمن الاحتلال فلابد من لحظة الحرية.