هم الدعوة وهم النفس

بدر علي قمبر

الهمّ أمر عظيم يعتري النفس في كثير من الأحيان نظراً لكثرة تكاليف العيش، وتعدد مواقف الحياة المليئة بالمتاعب.

يقول الشيخ علي الطنطاوي – طيب الله ثراه-: (لولا النسيان كانت الحياة لا تطاق) أي أننا مطالبون بنسيان هموم العيش، والنفوس التي لا علاقة لها بشواهد ديننا الحنيف.

إن هم الدعوة إلى الله تعالى هو الهم المتجدد في النفوس الذي يجب أن نحمله في شغاف قلوبنا من أجل بث الخير في المجتمع، ووصول كلمة الحق إلى كل بيت، هم دعوة الناس إلى ولوج سبل الخيرات، والقيم، والعادات الإسلامية، والبعد عن تفاهات العيش، وتجرح ذكريات الهموم النفسية الصادرة من العلاقات بالناس.

والذي يحمل هم دعوة الناس، ويحمل تكاليف الدين على عاتقه سيحظى – بلا شك- بتوفيق رباني فريد، وسيكون في حراك مستمر يهمه إصلاح الأحوال، وسيسير في قافلة الخير يقرع الأبواب بأنامله الرقيقة طمعاً في هداية الضالين، وهو لعمري المبتغى النبيل الذي يجب أن نسعى إليه جميعاً أملاً في صلاح النفوس، وصلاح المجتمعات بأسرها.

فما الفائدة من أن نوجع قلوبنا بما يقع في حياة الناس، ونتناسى واجبنا الأهم في توصيل مفاهيم الحياة السامية، وثوابتها لجميع النفوس الظامئة المتعطشة لخير الإسلام العظيم؟

فليكن – أخي- همّ الدعوة هو الهم المتجدد في قلبك ليتجدد نشاطك، وتتوثب حماساً لإثبات ذاتك في الدعوة، والإصلاح، والهداية، أما ما سوى ذلك من الهموم فلا مناص من إزالتها بالرجوع إلى حوزة الإسلام الفاضلة، والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، والقربات الصالحة، والتبتل إليه بأن يكشف هذه الهموم التي تعتري الناس، وتشغلهم بأنفسهم عن معالي الأمور.