التَّدرُّج من الإيمان بالخوارق إلى الإيمان بالسُّنن

التَّدرُّج من الإيمان بالخوارق إلى الإيمان بالسُّنن

د.أحمد محمد كنعان

لقد قدَّر الله عزَّ وجلَّ أن يقوم هذا الكون على مجموعة من السنن ( = القوانين ) الثابتة المطَّردة التي لا تتبدل ولا تتحول ، كما قال تعالى : (( .. فلن تجد لسنة الله تبديلاً 0 ولن تجد لسنة الله تحويلاً )) سورة فاطر 43 ، وذلك ليكون الإنسان قادراً على القيام بأمانة الاستخلاف في الأرض من خلال تسخير هذه السنن التي تعينه على التحكم بمفردات هذا الوجود من حوله ، ولو كانت هذه المفردات غير خاضعة لسنن ثابتة مطَّردة لتعذَّر على الإنسان القيام بأمانة الاستخلاف ، إذ كيف يمكن له أن يتعامل مع مخلوقات لا تخضع لقانون ولا تثبت على حال[1] ؟!

إلا أن وجود هذه السنن الثابتة لا يعني أن ثباتها مطلق ، بل هناك حالات خاصة يحصل فيها خرق لهذه السنن أو تعطيل مؤقت ، كما هي الحال مثلاً في "المعجزات" التي جرت على أيدي الأنبياء عليهم السلام ، مثل عصا موسى عليه السلام التي انقلبت بقدرة الله تعالى إلى حية تسعى ، وإحياء الموتى بإذن الله تعالى على يدي عيسى عليه السلام .

وهناك ظواهر أخرى غير المعجزات تحصل على هيئة خارقة لمألوف البشر ، لكنها ليست خارقة للسنن الإلهية ، وبهذا تختلف عن المعجزات ، ومن هذه الظواهر : السحر ، وما ينسب للجن من أفعال خارقة ، والكرامات التي تنسب للأولياء الصالحين ، وغيرها .

وسوف نناقش فيما يلي بعض هذه الظواهر بشيء من التفصيل لنرى كيف تدرج القرآن الكريم في الحديث عنها حتى يخلص العقل البشري من الأفكار الخاطئة التي بنيت عليها ، وحتى يصل بنا إلى حقيقة أن عصر الخوارق قد انتهى إلى غير رجعة مع ختم النبوات برسالة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله ، وأن من واجبنا بدءاً من هذه الرسالة وحتى آخر الزمان أن نتعامل مع هذا الوجود من خلال فهمنا لسنن الله في خلقه ، وإذا ما رأينا ظاهرة خارقة للعادة وجب علينا أن نخضعها للبحث العلمي ، لكي نعرف حقيقتها ، والسنن الإلهية التي تحكمها ، وبهذا المنهج يمكننا تحقيق إنجازات علمية جديدة من خلال تسخير هذه السنن .

(1) المعجزات :

والمعجزة أمر خارق للعادة ، مقرون بدعوى النبوة ، قصد به إظهار صدق من ادعى النبوة مع عجز المنكرين عن الإتيان بمثله[2] ، وتقوم الحجة في المعجزة على أساس أن السنن الإلهية ثابتة لا يمكن لبشر أن يخرقها أو يعطلها أو يبدلها ، فلو لم تكن هذه السنن ثابتة ولو لم يكن البشر عاجزون عن خرقها لما كان في خرقها ـ على أيدي الأنبياء عليهم السلام ـ إعجاز ولا دليل على صدقهم وأنهم مرسلون من قبل الله عزَّ وجلَّ ، وإنما كانت "المعجزات" حجة على الناس لأنها لا تأتي إلا من قبل نبي ، علماً بأن المعجزة لا تحصل بقدرة النبي نفسه ، وإنما تحصل بقدرة الله عزَّ وجلَّ خالق السنن القادر وحده على خرقها ، متى شاء ، وكيف شاء .

        وقد تدرج القرآن الكريم بمسألة المعجزات والخوارق قبل أن يعلن صراحة عن انتهاء عصرها وذلك على النحو التالي :

1.    فقد تكررت الإشارة في القرآن الكريم إلى أن المعجزات التي جرت على أيدي الأنبياء السابقين عليهم السلام لم تحمل الناس بالضرورة على الإيمان مهما كانت هذه المعجزات عظيمة (( وقالوا مَهْما تأتِنا بهِ من آيةٍ لِتَسْحَرَنا بها فما نحنُ لكَ بمؤمنين )) سورة الأعراف 132 .

2.    ثم أكد أن هذا الموقف من الناس سوف يتكرر مهما رأوا من معجزات (( وإنْ يَرَوْا كلَّ آيةٍ لا يُؤمنوا بها )) سورة الأنعام 25 .

3.    وعندما كان المشركون يطلبون من النبي محمد معجزة كان يردهم إلى ما جاء في الكتب السماوية السابقة من تكذيب الناس للنبي على الرغم من إتيانه بالمعجزات : (( وقالوا لَوْلا يأْتينا بآيةٍ من رَبِّهِ ، أَوَ لَمْ تأتِهم بَيِّنَةُ ما في الصُّحُفِ الأولى )) سورة طه 133 .

4.    وعندما ألحُّوا على النبي بطلب معجزة ردَّ عليهم بأنه ليس سوى بشر مثلهم ، وأنه رسول جاء يبلغهم رسالة ربه ، فمن شاء أن يؤمن برسالته دون معجزات مادية محسوسة أو مشاهدة فليؤمن ، ومن شاء فليكفر (( وقالوا لن نؤمنَ لَكَ حتى تَفْجُرَ لنا من الأرضِ يُنبوعاً 0 أو تكونَ لكَ جنةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فَتُفَجِّرَ الأنهارَ خلالها تفجيراً 0 أو تُسْقِطَ السَّماءَ كما زَعَمْتَ علينا كِسَفاً أو تأتيَ باللهِ والملائكةِ قبيلاً 0 أو يكونَ لكَ بيتٌ من زُخْرُفٍ أو تَرْقى في السَّماءِ ولن نُؤمنَ لرُقِيِّكَ حتى تُنَزِّلَ علينا كتاباً نَقْرَؤه ، قل سبحانَ ربي هل كنتُ إلا بشراً رسولاً )) سورة الإسراء 89 ـ 93 .

5.    ثم ختم هذه المراحل بالبيان الصريح والرد الواضح بأن عصر المعجزات قد انتهى إلى غير رجعة (( وما مَنَعَنا أنْ نُرسِلَ بالآياتِ إلا أنْ كَذَّبَ بها الأولون )) سورة الإسراء 59 .

وهكذا مضى القرآن الكريم بالتدريج يحضِّر العقل البشري لإغلاق باب المعجزات ، وترسيخ فكرة أن الإيمان ينبغي أن يقوم على الدليل العقلي لا على الظواهر الخارقة ، وهذا يعني بطلان الدعاوى المتفشية لدى كثير من الطرق الصوفية والطوائف والفرق الدينية التي تدعي القدرة على الإتيان بالخوارق للتدليل على صحة طريقتها أو مذهبها ، فهذه الدعاوى لا أساس لها من الصحة ، ولا سند لها من الكتاب ولا من السنة ، فمادام النبي نفسه لم يستجب للكفار فيأتي بمعجزة تحمل الناس على تصديقه فكيف يدعي هؤلاء الإتيان بالخوارق للبرهان على صدقهم ؟!

اعتراض :

ورب معترض يقول : إن هناك معجزات كثيرة جرت على يدي النبي ، وهذا أمر ثابت لا شك فيه ، ومنها على سبيل المثال تكليمه للشجرة ، ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ، وتكثير الطعام في الإناء حتى أكل منه جمع غفير ولم ينقص منه شيئاً ، والإسراء به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والعروج به إلى السماء ، وغير ذلك من المعجزات العظيمة الكثيرة (؟!)

فنقول : هذا صحيح ، إلا أن المعجزات التي جرت على يدي النبي لم تحصل بهدف التدليل على صدق رسالته وإقامة الحجة على قومه كما كان حال المعجزات التي جرت على أيدي الأنبياء السابقين عليهم السلام ، وإنما المعجزات التي جرت على يديه وقعت في ظروف خاصة لا علاقة لها بهذه المسألة ، بما في ذلك الإسراء والمعراج لأن المشركين لم يروا هذه المعجزة وإنما أخبرهم بها النبي إخباراً بعد حصولها ، أما المعجزات التي كانت تجري على أيدي الأنبياء من قبل فكانت تجري على مرأى ومسمع من القوم لإقامة الحجة البالغة عليهم .

وأما ما ذكره بعض المفسرين ، وما جاء في بعض كتب السنة ، من أن القمر انشق على عهد رسول الله ، وأن هذا الانشقاق حصل استجابة لطلب المشركين معجزة من النبي فأشار إلى القمر فانشطر نصفين ، ويحتجون على هذه الحادثة بقوله تعالى : (( اقتربت السَّاعةُ وانْشَقَّ القمرُ )) القمر 1 ، فمن المعلوم أن المفسرين اختلفوا في تفسير هذه الآية ، هل حصل الانشقاق فعلاً في زمن النبي ؟ أم إنه سوف يحصل في المستقبل بين يدي الساعة ؟ وقد ورد في هذا الخلاف آثار عديدة ، منها ( عن أنس رضي الله عنه قال : سأل أهلُ مكَّةَ النبيَّ آيةً فانْشَقَّ القمرُ بمكةَ مرتين ، فنزلت : اقتربتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القمرُ . ولفظ البخاري عن أنس قال : انشقَّ القمرُ فِرْقَتينِ . وقال قومٌ : لم يقع انشقاقُ القمرِ بعدُ وهو مُنْتَظَرٌ ، أي اقتربَ قيامُ الساعةِ وانشقاقُ القمرِ ، وأنَّ الساعةَ إذا قامت انشقت السماءُ بما فيها من القمر وغيره . وكذا قال القشيري . وذكر الماوردي : أنَّ هذا قولُ الجمهور . وقال الحسن : اقتربت الساعةُ فإذا جاءت انشق القمرُ بعد النفخة الثانية . وقيل : وانشق القمر . أي وَضَحَ الأمرُ وظَهَرَ ، والعربُ تضربُ بالقمر مثلاً فيما وَضَحَ )[3] ، فإذا أضفنا إلى هذا ما سبق أن بيناه من تصريح القرآن الكريم بانتهاء عصر المعجزات ورفض النبي أن يأتيهم بمعجزة ، فإننا نرجح أن هذه الحادثة سوف تقع بين يدي الساعة ، أولاً لأن الآية تقرن ما بين انشقاق القمر وقيام الساعة ، وثانياً لأن الآيات التالية من السورة نفسها تعقب بأن المشركين إنما يطلبون المعجزة من باب الجدل وليس رغبة منهم بالإيمان ، وأنهم حتى وإن رأوا المعجزة رأي العين فإنهم سوف يظلون مصرين على أنها نوع من السحر (( وإنْ يَرَوْا آيةً يَقُولوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌ )) سورة القمر 2 .

وهكذا تدرج القرآن الكريم بالعقل البشري من الاعتماد على المعجزات دليلاً على صدق النبي إلى الاعتماد على القرآن الكريم وعلى آيات الآفاق والأنفس التي تشهد له بالصدق كما قال تعالى : (( سَنُريهم آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِمْ حتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنهُ الحَقُّ )) سورة فصلت 53 ، وقد شكل هذا التحول في تاريخ النبوات والوحي نقلة حاسمة للعقل البشري نقلته نهائياً من التفكير بالخوارق إلى التفكير العلمي القائم على السنن الكونية التي بات على الإنسان أن يكتشفها ويتعامل مع الكون من خلالها ، لا من خلال الخوارق التي انتهى عهدها إلى غير رجعة .

(2) الجن :

والجِنُّ مخلوقاتٌ غير مرئية ، ذات صفات خاصة لا يعلم كنهها إلا الله عزَّ وجلَّ ، والناس منذ القدم يعرفون بوجود الجن من خلال الرسالات السماوية السابقة ، وقد نسج البشر الكثير من الأساطير والحكايات والخرافات التي تصور الجن قادرين على الإتيان بالخوارق ، وقد ظل الناس ينسبون للجن كل الأفعال والظواهر الغريبة التي يجهلون أسبابها ، فلما جاء الإسلام بدأ بالتدريج يعيد الأمور إلى نصابها ويتدرج في بيان طبيعة الجن وعلاقتهم بعالم الإنس ، وذلك على النحو التالي :

1.  بيَّن القرآن الكريم في البداية أن طبيعة الجن غير طبيعة الإنس (( وَلَقَدْ خَلَقْنا الإنسانَ من صَلْصَال من حَمَأ مَسْنونٍ 0 والجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُوم )) سورة الحِجْر 26 ـ  27 ، وبهذا نفى الكثير من الاعتقادات الخاطئة التي كان يعتقدها الناس حول العلاقة ما بين عالم الجن وعالم الإنس ، مثل حصول الزواج بين الإنس والجن ، فهو غير ممكن لاختلاف طبيعة كل منهما ، وكذلك أكل الجن من طعام الإنس لأن أكل الإنس لا يوافق طبيعة الجن ، إلى غير ذلك من الاعتقادات الشائعة التي نفاها القرآن الكريم عن الجن بتقريره اختلاف طبيعتهم عن طبيعة الإنس .

2.  بيَّن أن الجن مكلفون شرعاً كالإنس (( وما خَلَقْتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليَعبُدونِ )) سورة الذاريات 56 ، وأن الرسالات السماوية قد بلغتهم كما بلغت الإنس : (( يا معشرَ الجِنِّ والإنْسِ ألَمْ يأْتِكُمْ رُسُلٌ منكُم يَقُصُّونَ عليكُم آياتي )) سورة الأنعام 130 ، وأن منهم مؤمنين وكافرين كما ذكر القرآن الكريم على لسانهم : (( وأنَّا لَمَّا سَمِعْنا الهُدى آمَنَّا بِهِ ، فَمَن يُؤمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً 0 وأنَّا مِنَّا المُسْلِمونَ وَمِنَّا القاسِطونَ ، فَمَنْ أسْلَمَ فأولئكَ تَحَرَّوا رَشَداً 0 وأمَّا القاسِطونَ فكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً )) سورة الجن 13 ـ 15 .

3.  بيَّن أن التأثير الوحيد الذي يمكن أن يقع من الجن على الإنس هو الوسوسة وتزيين المنكر ، كما ورد في الكثير من الآيات ، منها قوله تعالى عن وسوسة الشيطان لآدم وزوجه في الجنة : (( فَوَسْوَسَ لَهُما الشَّيطانُ لِيُبْديَ لَهُما ما وُوريَ عنهُما من سَوْآتِهِما وقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عن هذهِ الشَّجَرَةِ إلا أن تَكونا مَلَكَيْنِ أو تَكونا من الخالِدينَ )) سورة الأعراف 20 وورد في الصحيح : (( جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله ، إنَّ أحدَنا يجدُ في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حمة أحب إليه من أن يتكلم به ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة ))[4] ، وبهذا نفى النبي أن يتجاوز كيد الشيطان حدَّ الوسوسة .

4.  وأما المس الذي ورد في قوله تعالى : (( إنَّ الذينَ اتَّقَوا إذا مَسَّهُم طائِفٌ من الشَّيطانِ تَذَكَّروا فإذا هم مُبْصِرون )) سورة الأعراف 201 ، فالمسُّ هو اللمس الخفيف الذي لا يصل إلى حد الدخول في الجسم والامتزاج به كما يتصور كثير من الناس ، والمماسة ( هي ملاقاة الشيئين لا بالتمام بل بالأطراف ، كأن يلاقي طرفُ جسمٍ طرفَ جسمٍ آخر ، ومنه قيل الخطُّ المماسُّ للدائرة هو الذي يلقاها ولا يقطعها )[5] ، وهذا ما بينته بقية الآية حين صورت فعل الشيطان بأنه طواف ، والطواف هو الدوران حول الشيء ، ومنه الطواف حول الكعبة[6] ، أي هو المرور بالجوار وليس المخالطة والامتزاج . وأما قوله تعالى : (( واذْكُرْ عَبْدَنا أيُّوبَ إذ نادى ربَّه أني مسَّني الشَّيطانُ بنُصْب وَعَذَاب )) سورة ص 41 ، فقد قال المفسرون فيها إن أيوب نسب ما أصابه للشيطان تأدباً مع الله عزَّ وجلَّ ، بدليل الآية الأخرى (( وأيوب إذ نادى رَبَّهُ أنِّي مَسَّني الضُّرُّ وأنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمينَ )) سورة الأنبياء 83 فلم ينسب الداء للشيطان[7] ، وأما ما يحتج به بعضهم عن حالة المس الشيطاني للإنسان بالآية الكريمة : (( الذينَ يأكُلونَ الرِّبا لا يَقومونَ إلا كَما يَقُوم الذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطانُ من المَسِّ .. الآية )) سورة البقرة 275 ، فإنا نردهم إلى تفسير النبي لهذه الآية في حديث الإسراء والمعراج حيث بيَّن أن هذا يصيب المرابين في الدار الآخرة وليس في الدنيا ، وهو تشبيه مجازي لا يراد به حقيقة المس[8] ، أما ما يشاهد من وجود أشخاص يدعون القدرة على إخراج الجني من جسد الممسوس ، فالمسألة لا تعدو أن تكون نوعاً من الإيحاء الذي يزيل وهم المريض بأنه ممسوس ، وهناك في الطب ما يؤيد هذا ، كما أن مثل هذه الحالات تتحسن بالمعالجة الدوائية تحسناً يفوق في معظم الحالات الطرق التقليدية لعلاج المس[9] .

5.  نفى معرفة الجنُّ بالغيب ، فقد حيل بينهم وبين خبر السماء كما حكى القرآن على لسانهم : (( وأنَّا لَمَسْنا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شديداً وشُهُباً 0 وأنَّا كُنَّا نَقْعُدُ منها مَقاعِدَ للسَّمْعِ ، فَمَنْ يَستمعِ الآنَ يَجِدْ لهُ شهاباً رَصَداً )) سورة الجن 8 ـ 9 . وأكد عدم علمهم بالغيب من خلال جهلهم بموت نبيِّ الله سليمان عليه السلام الذي لم يعلموا بموته إلا حين وقعت جثته إلى الأرض بعد موته بمدة طويلة : (( فلمَّا خَرَّ تبيَّنَتِ الجِنُّ أنْ لَوْ كانوا يَعْلَمونَ الغَيْبَ ما لبثُوا في العَذَابِ المُهين )) سورة سبأ 14 ،

6.  بيَّن أن الشَّيطان ضعيف (( إنَّ كيدَ الشيطانِ كان ضعيفاً )) سورة النساء 76 ، وليس كما يتوهَّم معظم الناس بأن الجنَّ يملكون قدرة هائلة لا حدود لها ، وأنهم قادرون على فعل أيِّ شيء في هذا الكون .

7.  فنَّد دعوى تسخير الجن من قبل الإنس ، وذلك من خلال سرده لقصة تسخيرهم لنبي الله سليمان عليه السلام الذي طلب من ربه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، فسخر له الكثير من المخلوقات ومن جملتها الجن (( قالَ ربِّ اغْفِرْ لي وَهَبْ لي مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنَّكَ أنتَ الوهَّاب 0 فَسَخَّرنا لَهُ الرِّيحَ تَجْري بأَمْرِهِ رُخَاءً حيثُ أصابَ 0 والشَّياطينَ كلَّ بنَّاءٍ وَغوَّاص )) سورة ص 35 ـ 37 ، فهذه الآية دليل واضح على أن تسخير الجن ليس بمقدور أحد من البشر بعد سليمان عليه السلام ، ويؤيد هذا ما ورد عن النبي محمد حين قال : (( إنَّ عدوَّ اللهِ إبليسَ جاءَ بشهابٍ من نار ليجعله في وجهي ، فقلتُ : أعوذُ بالله منكَ . ثلاثَ مرات . ثم قلتُ : ألعنُكَ بلعنة الله التامة . فلم يستأخر . ثلاثَ مراتٍ . ثم أردتُ أخْذَهُ ، والله لولا دعوةُ أخينا سليمانَ لأصبحَ موثقاً يلعبُ به ولدانُ أهلِ       المدينة ))[10] ، أي إن دعوة سليمان عليه السلام حالت إلى يوم القيامة أن يسخر الجن لأحد من البشر بما فيهم رسول الله الذي أراد أخذه فلم يستطع ، فكيف يدعي بعض الناس أنهم قادرون على تسخير الجن !؟

وهكذا تدرجت النصوص ببيان طبيعة الجنِّ وقدراتهم ، وعلاقة عالمهم بعالم الإنس ، كما فنَّدت النصوص كل الدعاوى الأسطورية والخرافات التي تنسب للجن ، وبهذا انتقل القرآن الكريم بالعقل البشري من النظرة الأسطورية القديمة لعالم الجن إلى نظرة واقعية ، ويشهد على هذه النقلة تاريخ السلف الصالح الذين لم يكن للحديث عن الجن أي حضور في حياتهم ، لأنهم أدركوا أن للجن عالمهم وللإنس عالمهم ، ولا علاقة بين العالمين إلا إمكانية الجن الكفرة ( الشياطين ) أن يوسوسوا للإنس ، وهذه الوسوسة يمكن للمؤمن أن يدفعها عن نفسه بالتوكل على الله عزَّ وجلَّ ، وقراءة القرآن ، والأدعية المأثورة ، وما عدا هذا فلا صلة ولا تأثير من أحد العالمين على الآخر .

(3) السحر :

 السِّحْرُ في اللغة هو كل ما لطف مأخَذُهُ وَدَقَّ ، وأصلُ السِّحْرِ صَرْفُ الشيءِ عن حقيقته إلى غيره[11] ، وقد كان للسحرة في حياة الأمم الغابرة شأن عظيم ومكانة رفيعة ، وكانت مرتبة الساحر تأتي مباشرة بعد مرتبة زعيم القبيلة أو الملك ، وكان رأي الساحر ملزماً لا يقوى أحد على مراجعته أو مخالفته خوفاً من بطشه وقدراته التي كانوا يعتقدون أنها بلا حدود ، لأن الساحر بزعمهم على صلة بالقوى الخارقة للطبيعة ولاسيما الجن ، وقد كان السحرة يستغلون هذا الوهم عند عامة الناس فيستغلونهم أسوأ استغلال ، ويفرضون عليهم طقوساً وأتاوات مرهقة ، ناهيك عن أعمالهم الخبيثة للإيقاع بين الناس من أجل تحقيق مآربهم الدنيئة !

 ومن أجل القضاء على ظاهرة السحر وما ينجم عنها من مفاسد عظيمة فقد تدرج القرآن الكريم ببيان حقيقة السحر لكي يخلص العقل البشري من الاعتقادات الخاطئة المرتبطة بالسحر والسحرة ، وقد مضى في ذلك على النحو التالي :

1.  بيَّن أن الناس تعرفوا إلى السحر عن طريق بعض الشياطين الكفرة الذين كانوا قد سُخِّروا لنبي الله سليمان عليه السلام ثم انتشرت معرفة السحر بين الناس (( واتَّبَعُوا ما تَتْلو الشَّياطينُ على مُلْكِ سُليمانَ ، وما كَفَرَ سُليمانُ ولكنَّ الشَّياطينَ كَفَروا يُعَلِّمونَ النَّاسَ السِّحْرَ وما أُنْزِلَ على المَلَكَيْنِ بِبابِلَ هاروتَ وماروتَ ، وما يُعُلِّمانِ من أحَدٍ حتى يقولا إنَّما نحنُ فتنةٌ فلا تكفرْ ، فيتعلمونَ منهما ما يُفَرِّقونَ به بين المرءِ وزوجِهِ ، وما هُمْ بضارِّينَ بهِ من أحدٍ إلا بإذنِ اللهِ ، ويتعلمونَ ما يَضُرُّهُمْ ولا ينفعُهم ، ولقد عَلِموا لَمَنِ اشتراهُ ما له في الآخرةِ من خَلاقٍ ، وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بهِ أنفسَهم ، لو كانوا يعلمونَ )) سورة البقرة 102 . وتعلم السحر في الماضي عن طريق الشياطين لا يعني أن السحر يجري بتسخير الجن ، فتلك مسألة مختلفة ، وقد سبق أن بينا في معرض الحديث عن الجن أنه ليس بمقدور أحد من البشر أن يسخرهم ، وأنهم ليس لهم أي تأثير مادي على عالم الإنس .

2.  بيَّن أن الأفعال الخارقة للعادة التي تحصل من قبل السحرة ما هي إلا وهم وتخييل ، وأنها لا علاقة لها بالجن ، وللتدليل على هذه الحقائق قدم لنا قصة واقعية عن سحرة فرعون وما جرى بينهم وبين نبي الله موسى عليه السلام ( انظر سورة طه ، الآيات 57 إلى 76 ) وقد أثبت من خلال هذه القصة أن السحر لا يعدو أن يكون وهماً وتخييلاً للبصر ، وهذا ما حصل للناس عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم (( .. فلما ألْقَوْا سَحَرُوا أعْيُنَ النَّاسِ واسْتَرْهَبُوهُم وجاءُوا بسِحْرٍ عظيمٍ )) سورة الأعراف 116 ، وحصل مثله لنبي الله موسى عليه السلام (( .. فإذا حبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إليهِ من سِحْرِهِم أنَّها تَسْعى )) سورة طه 66 ، ففي هذه الآيات تصريح ناصع بأن الحبال والعصي لم تنقلب حقيقة إلى حيات تسعى وإنما خيل ذلك للناس مجرد تخييل ، وهذا ما أثبتته بقية القصة عندما ألقى موسى عصاه فانقلبت بقدرة الله تعالى إلى حية تسعى ، حقيقة لا وهماً ، بدليل أنها ابتلعت حبال السحرة وعصيهم ، وبما أن سحرة فرعون كانوا على علم واسع بترهات السحر وشعوذاته فلم يسعهم وهم يشاهدون المعجزة إلا أن يعلنوا إيمانهم على الملأ دون تردد (( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالوا آمَنَّا بِرَبِّ هارونَ وموسى )) سورة طه 70 ، فقد أدركوا أن المعجزة حقيقية وليست وهماً كالسحر ، ولشدة إيمانهم بهذه الحقيقة فإن تهديد فرعون لهم بالقتل والصلب وتقطيع الأيدي والأرجل لم يثنهم عن الإيمان (( قالَ آمنتُم بهِ قبلَ أنْ آذَنَ لكُم ، إنَّهُ لكبيركُمُ الذي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ، فَلأُقَطِّعَنَّ أيديَكُم وأرجلَكُم من خِلافٍ ولأُصَلِّبَنَّكُم في جُذوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أيُّنا أشَدُّ عذاباً وأبْقى 0 قالوا لن نُؤْثِرَكَ على ما جاءَنا من البيِّناتِ والذي فَطَرَنا ، فاقْضِ ما أنتَ قاضٍ ، إنَّما تقضي هذهِ الحياةَ الدنيا )) سورة طه 71 ـ 72 ، وبقية القصة معروفة .

3.    والقول بأن السحر وهم وتخييل لا ينفي إيقاع الأذى بالناس من قبل السحرة ، فقد صرحت الآية 102 من سورة البقرة التي ذكرناها آنفاً بحصول هذا الأذى ، إلا أن كيفية وقوع الأذى من قبل السحرة يحتاج إلى بيان ، فمادام السحر لا يعدو أن يكون وهماً وتخييلاً ، ولأن الساحر لا يقدر على تسخير الجن كما قدمنا ، فلا يبقى أمام الساحر إلا الخداع والشعوذة ، وهذا يعني أن الأذى من السحر لا يقع إلا بالمباشرة ووصول مادة مؤذية إلى جسم الذي يريدون سحره ، أو إيذاءه من خلال الإيحاء له بأنه مسحور ، وأشار الإمام ابن القيم رحمه الله إلى أن السحر لا يؤثر في كل الناس ، بل في ضعاف النفوس ، فقال : ( وعند السحرة : أنَّ سِحْرَهم إنما يتم تأثيرُه في القلوبِ الضعيفةِ المُنْفَعِلَةِ ، والنُّفوسِ الشَّهوانيةِ التي هي مُعَلَّقةٌ بالسُّفلياتِ ، ولهذا فإنَّ غالبَ ما يُؤَثِّرُ في النساءِ والصِّبيانِ والجُهَّال وأهلِ البوادي ، ومَنْ ضَعُفَ حظُّه من الدِّينِ والتَّوَكُّلِ والتَّوحيدِ ، وَمَنْ لا نصيبَ لهُ من الأورادِ الإلهيَّةِ والدَّعَواتِ والتَّعَوُّذاتِ النبويةِ )[12] .

4.    أما الحديث الذي ورد عن أن النبي قد سحر ، فقد كان للمفسرين فيه أقوال منها قول الجصاص : (زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر ، وأن السحر عمل فيه ، حتى قال فيه : إنه يتخيل لي أني أقول الشيء وأفعله ، ولم أقله ولم أفعله ، وأن امرأة يهودية سحرته في جف طلعة ومشط ومشاقة ، حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أنها سحرته في جف طلعة ، وهو تحت راعوفة البئر 0 فاستخرج وزال عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك العارض ، وقد قال الله تعالى مكذباً للكفار فيما ادعوه من ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال جل من قائل : "وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا" سورة الفرقان ، الآية 8) ثم قال : (ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين تلعباً بالحشو الطغام ، واستجرارا لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم السلام ، والقدح فيها)13 . وقال أبو بكر الأصم : (إن حديث سحره صلى الله عليه وسلم هنا متروك لما يلزمه من صدق قول الكفرة أنه مسحور ، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهم الله فيه ، ونقل الرازي عن القاضي أنه قال : هذه الرواية باطلة ، وكيف يمكن القول بصحتها والله يقول : "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ" سورة المائدة ، الآية 67 0 وقال تعالى : "وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أتَى" سورة طه ، الآية 69 ، ولأن تجويزه يفضي إلى القدح في النبوة ، ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى ضرر جميع الأنبياء والصالحين ، ولقدروا على تحصيل الملك العظيم لأنفسهم ، وكل ذلك باطل ، وكان الكفار يعيرونه بأنه مسحور ، فلو وقعت هذه الواقعة لكان الكفار صادقين في تلك الدعوى ، ولحصل فيه عليه السلام ذلك العيب ، ومعلوم أنه غير جائز)14.

5.    ومن المعلوم أن السحرة يتواطؤون مع وسطاء من البشر يساعدونهم بتحقيق مآربهم بأن يوصلوا المادة المؤذية إلى جسد الذي يريدون سحره ، أو يعملون أعمالاً ترسخ عنده الوهم بأنه مسحور فعلاً ، إلى غير ذلك من الطرق والحيل التي يتوسل بها السحرة من أجل تحقيق مآربهم الخبيثة ، وسجلات الشرطة حافلة بمثل هذه الجرائم وهذا التواطؤ !

وهكذا نجد أن القرآن الكريم قد تدرج بالعقل البشري لكي يخلصه من الأفكار الخاطئة حول السحر والسحرة ، مبيناً أن تأثير السحر ينحصر بالإيحاء ، أو باستخدام مواد تصل إلى الشخص فتؤثر فيه ، وأن السحرة عاجزون عن تسخير الجن ، وعن قلب حقيقة الأشياء ، وأن الأعمال الخارقة للعادة التي تجري على أيديهم ما هي إلا وَهْمٌ وتخييل وخداع ، وقد أصبحت هناك اليوم معاهد عديدة في أنحاء متفرقة من العالم لتعليم الحيل السحرية ، وتخريج الحواة المحترفين ، وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة ، من كهرباء وميكانيك وأشعة ، التي توفر إمكانيات كبيرة لتحقيق مشاهد خارقة للعادة يعرضونها على خشبة المسرح والسيرك وأماكن اللهو من أجل التسلية وكسب المال ، ولا يبعد أن يستخدم هؤلاء الحواة بعض الحيل لإيذاء الناس لصالح أناس آخرين تحت مسمى السحر ، والإيحاء للطرفين بأنهم يسخرون الجن والقوى الخارقة في هذه الأعمال !

***

يبدو واضحاً مما عرضناه حول أبرز الظواهر الخارقة للعادة التي عرفها البشر عبر تاريخهم الطويل أن عصر الخوارق قد انتهى بختم الرسالات السماوية ( وبما أنَّ نبيَّ الإسلامِ هو آخرُ الأنبياءِ والرُّسُلِ فقد انتهت الخوارقُ بالمرة بوفاتهِ ، لأنه لو جازَ ذلك بعد موت النبيِّ لأشْكَلَ الأمرُ .. وكان ذلك إشكالاً في الدين ، وتلبيساً من الله تعالى على جميع عباده ، أولِّهم عن آخرهم ، وهذا خلافُ وَعْدِ اللهِ تعالى وإخباره بأنه قد بيَّن علينا الرشدَ من الغَيِّ )15 ، فإذا رأينا ظاهرة خارقة للعادة وجب علينا أن نتعامل معها تعاملاً علمياً صحيحاً ، بأن نخضعها للملاحظة العلمية الدقيقة حتى نكتشف حقيقتها ، ولا يجوز أن نستمر بتعاملنا مع هذه الظواهر كما كان البشر يتعاملون معها في الماضي ، إذ كانوا يردون كل ظاهرة مجهولة السبب إلى القوى الخفية ، من جن أو سحر أو غيره ، ونلاحظ من تتبع تاريخ هذه الظواهر أن المنهج العلمي في الملاحظة والبحث قد أدى بمرور الوقت إلى تقلص المساحة المنسوبة لبعض القوى الخفية الخفية المزعومة من سحر وجن ، فيما راحت مساحة العلم تتوسع أكثر فأكثر بفضل الأدوات المعرفية التي يسَّرها الله عزَّ وجلَّ للإنسان ومكَّنه بها من اكتشاف الكثير من أسرار هذا الوجود .

15 ـ ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل ، 5/2 .

               

[1] - انظر كتابنا : أزمتنا الحضارية في ضوء سنة الله في الخلق ، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، قطر 1990 ، وقد ناقشنا فيه بالتفصيل خصائص السنن الإلهية التي تحكم ظواهر هذا الوجود .

[2] - القاموس المحيط ، وحاشية البيجوري على جوهرة التوحيد ، والتعريفات للجرجاني .

[3] - القرطبي : الجامع لأحكام القرآن 17/126 .

[4] - أخرجه أبو داود 5112 من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، واللفظ له ، وأخرجه أحمد 2098 .

[5] - محيط المحيط ، مكتبة لبنان 1978 .

[6] - الموسوعة الفقهية 29/120 .

[7] - انظر تفسير القرطبي وابن كثير لهذه الآية .

[8] - انظر : ( الجامع لأحكام القرآن ) للقرطبي 3/355 . وابن كثير ( تفسير القرآن العظيم ) 1/426 .

[9] - انظر : الموسوعة الطبية الفقهية ( مادة : جن ) .

[10] - رواه مسلم في صحيحه 542 ، من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه ، وأبو يعلى 5951 و 6122 ، والنسائي في السنن الكبرى 11340 ، وأبو داود وأحمد .

[11] - ابن منظور : لسان العرب .

[12] - ابن القيم : الطب النبوي 1/225 .

13- أحكام القرآن 1/49 .

14 ـ نقله عن شارح المجموع 19/243 .