وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ

أشرف إبراهيم حجاج

"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"

( فداك أبي وأمي يا رسول الله )

أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

[email protected]

[email protected]

رسالة إلى كل مسلم ظلم نفسه بعدم الاشتراك في الدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرى الى كل من ساهم في الدفاع عن الظالمين ممن خربوا بلادنا وبلاد المسلمين ، وكانوا هم سببا رئيسيا في كل النكسات التي هبطت علينا : " إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ " , وإِذَا وسْدَ الأَمْرُ غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ " .

وما قدمناه يمثل لؤلؤةٌ نفيسة ، وجوهرا نقيا, ومعدنا أصيلا في يد صائغٍ نبيل , كما قالت بَرِيْرَة عن أم المؤمنين عائشة, وقد ترعرعت في كنف النبي صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله, والله ما علمت منها إلا ما يعلم الصائغ على تِبْر الذّهب الأحمر), وقال صلى الله عليه وسلم: (الناس معادن ، خيارهم في الجاهلية ، خيارهم في الإسلام ) .

والأمانة تقوم في شرع الله ، وفي حنايا النفس ، وفي حياة الناس :

" الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)" الحج .

 فالصلاة أمانةٌ إذا ضيّعها العبد فهو لما سواها أضيع , ولقد بكى أنس بن مالك لمّا رأى تضييع الصلاة على عهد الحجاج . وقد قيل : (دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي, فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً ممّا أَدْرَكتُ إلاّ هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيِّعَت). والزكاة أمانة قاتل الصديق مانعيها وأطلق عليهم وصف الرِدَّة, والصيام أمانة (إذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يصخب, وإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل إني أمرؤٌ صائم), والحجّ أمانة (فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ). والدعوة إلى الله أمانة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لقومه: (الرائد لا يكذب أهله).

والأمانة ثباتٌ على الذِّكر, ووفاءٌ لصاحب الأمر، صلى الله عليه وسلم , ودوامٌ على الدين إلى آخر العمر .

والأمانة قيامٌ بحقوق المسلمين، وتحمّلٌ لحاجات المساكين، وخدمةٌ للمحتاجين، وتلك صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلاّ والله لا يخزيك الله أبداً إنّك لَتَصِل الرَّحم وتحمل الكَلَّ وتُكسِب المَعدوم وتُعِين على نوائب الحقّ). وقالت عائشة: (كان خلقه القرآن), و(كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته...) .

والأمانة شهادةٌ لله، ونصيحةٌ للمسلمين, وبيانٌ للحق .

والأمانة تركٌ للادعاء الكاذب فإن (المتشبع بما ليس عنده كلابس ثوبي زور) .

وكأن غير أهل الأمر تآمروا علينا وكانوا قد حققوا قول النبي صلى الله عليه وسلم فهو الصادق المصدوق من لا ينطق عن الهوى ، جعله الله نورا على هذه الأرض يمشي ، وجعل رسالته هي الخالدة وجعلها ربنا جل وعلا في لوح محفوظ .

فانظر إلى ما يصنع الكافرون هم يسيئون ولكنهم لم يقدورا على أن يغيروا ، ومن هنا نعلم أن الحق قادم والإسلام عائد وبقوة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " سيعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبا " صدقت حقا يا حبيبي يا رسول الله .

والرسالة الأخيرة أذكر بها أهل الإيمان :

فأقول للمؤمنين : لا تؤمنوا حتى تحبوا النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسكم التي بين أجنابكم ، وتكونوا قدر الأمانة التي حملتموها على أكتافكم . وتدافعوا عن حبيبكم صلى الله عليه وسلم .

وأخيرا  :

 " إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) ". الشعراء  .

. وحسبنا الله ونعم والوكيل  .