مفاهيم ربانية 3

مفاهيم ربانية

(3-3)

نبيل جلهوم

[email protected]

اليوم نستعرض إن شاء الله الجزأ الثالث والأخير من مفاهيم ربانية.

(8) صَلاحُك أولاً .. مفهوم ربانى نحو صلاح بنوك وأهل بيتك :

____________________________________

هل تعتقد أن يتحقق صلاح الأبناء فى حين أن مُربيّهم وراعى بيتهم كثيرا ما يظهر بحال بئيس أمامهم.

فهو يكذب ويسرق ويخادع ويؤذى جيرانه بالضَجّ والضجيج والصَخَبِ الشديد ..

 يرتشى فى عمله ويكسب من حرام .

هل تعتقد أن الأبناء من الممكن أن ينصلحوا دون أن تنصلح قدوتهم ..

ألست معى أيها الأب المربى أن صلاحك فى الدنيا وقاية لأبنائك بعد مماتك ..

حسب قول الله تعالى : ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ) النساء 9 .

فإذا أردت الحفظ والوقاية لأولادك بعد مماتك فأصلح حالك أنت فى حيانك وكن تقيا صالحا مصلحا.

(9) نهوضك مع الخالق .. مفهوم ربانى نحو نهوضك مع الخلائق :

_________________________________

 هل تعتقد أن أنفسنا ستعلو وأن فكرتنا ستنهض وأن قلوبنا ستطمأن بدون أن ننهض إلي ربنا

 فى كل حال , فنقيم الصلاة علي وقتها دون نظر أو إعتبار لأي كائن , ونعطى للعبادات حقها كما

 يرغب ربنا ويرضى .

وأنه عندما تكون غايتكناومبتغانا هو الله , فإنه يجب أن تتكسر أمامها كل الغايات الأخري .

ألست توافقنى الرأى فى الإعتقاد بأن نظافة يدك وطهارتها وتعففها عن المال الحرام هو خطوة أكيدة نحو تكسبك لرزق حلال طيب مبارك طاهر يكون لك سببا فى إستجابة دعائك عندما ترفع يديك إلى مولاك و خالقك .. ( ياسعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) رواه الطبرانى.

صدّقنى أخى الكريم ..

إن خوفك من الله سيكون خطوة أكيدة نحو تخويف الخلق منك وأمانك منهم وذيوع سلطانه لك عليهم

صدقنى أخى الكريم ..

 إن جمال علاقتك مع الله سيفرز حتما جمالا فى علاقتك مع الناس .. أو يجب أن يفرزها كنتاج حتمى .

 (10) حُبّ العمل لدينك .. مفهوم ربانى نحو نجاتك :

______________________________

هل تعتقد أن تكون مسلما بحق دون أن توقن وتفهم وتعلم وتطمأن تماما بأن الدين عند الله الإسلام

وأنه لا نجاة فى غيره طريقا ومنهجا فهو السبيل الوحيد الذي يستطيع أن يصل بنا وبغيرنا وبكافة الدنيا بأمن وأمان إلي جنات الله في الدنيا قبل الآخرة , فالإسلام دين يتميز بشموله الرائع فهو أخلاق وصدق وذكر وثقافة وريادة ووسطية وإجتماع ومحبّة وإخاء وسلام ولين وٌبعد عن الجفاء والتشدد والتعصب والمزايدات والتنطع , وهو دين فيه الحلول لمشاكل الأخلاق والإقتصاد والإجتماع والمال والنفس والعائلة .

 مما يجعلك منوطا بالعمل لرفعة دينك ونشر سماحاته وذوقياته وأخلاقياته وشرائعه وهدى نبيه فى كل مجال وبأى مكان وعلى مر الدهور والأزمان .. فالنجاة فى أن تنهج نهج الأنبياء والمرسلون الذين تحمّلوا الأمانة وأبلغوا الرسالة .

وقد كان نبينا وقودتنا محمد صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة الأنبياء الدعاة الكرماء الذى ما توقف لحظة وما شغله شاغل عن العمل لدين ربه فبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وأذهب عنها الغُمّة وتركها على المحجة البضاء السمحة الجميلة التى لايزيغ عنها إلا هالك ...

فكن كمحمدا ناصحا للناس مُبلّغا رحيما خَلُوقاً مبشراً غير منفراً محبا للناس محببا غير مؤذيا

لغيرك , تنجو باذن الله وتسعد وتلقى ربك وهو عنك راضيا .

(11) تواضُعك وذَوقُك .. مفهوم ربانى نحو إمتلاكك للقلوب :

__________________________________

هل تعتقد أنك من الممكن أن تنال حب الناس بدون أن تتواضع وتلين لهم القول وتتبشش فى وجوههم وتصنع لهم الخير وتحب لهم ماتحبه لنفسك وتبذل لهم المعروف وتنصح لهم بالحسني والرفق وتخاف عليهم من النار مثلما تخاف علي نفسك وتعتقد فى أن الناس بالناس والكل بالله رب الناس وتسعى لهم في حوائجهم وتحفظ لهم أموالهم وتستر عليهم في دنياهم ومعايبهم وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر وتدعو بالخير لهم وتحمل همّهم وهمّ خلاصهم من قيودهم الدنيويّة التي هي طالما تكالبت على أعناقهم فكبلتها وأثقلتها فلم يعد أمامهم سوى صرخات التضرع والتذلل لخالقهم ومولاهم .

فياأيها الحبيب .. إذا أردت حُب الناس فلا تؤذى جارك ولا تَرُدّ سائِلُك ولاتغفل عن زيارة المريض ولاتسفّه رأيه ولاتُثقّل عليه دمك وكن كالنحلة ضع شهدا وعسلا كلما ذهبت هنا أو هناك وكن ذا أثر وكن ممن إذا غاب عن الناس تشوّقوا لرؤيته وتمنَّوا لُقْيَتَه والإستمتاع بإشراقته وطَلّتِه.. 

وإعلم أنك إذا أحرزت نجاحا فى ذلك فإن ذلك يعنى أنك تكون قد وقفت علي بداية طريق أصحاب الدعوات الصادقة واللآليء المشرقة .