وصية عمر لسعد بن أبي وقاص

وصية عمر لسعد بن أبي وقاص

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

إني قد وليتك حرب العراق ، فاحفظ وصيتي ، فإنك تقدم على أمر شديد كريه لا يخلِّص إلا الحق ، فعود نفسك ومن معك الخير ،  واستفتح به ، واعلم أن لكل عادة عتادا ، فعتاد الحرب الصبر ، فالصبر ما أصابك أو نابك ؛ يجتمع لك خشية الله . واعلم أن خشية الله تجتمع في أمرين : في طاعته واجتناب معصيته ؛ وإنما أطاعه من أطاعه ببغض الدنيا ، وحب الأخرة . وعصاة من عصاه بحب الدنيا وبغض الآخرة ؛ وللقلوب حقائق ينشئها الله إنشاء ؛ منها السر ومنها العلانية .

فأما العلانية فأن يكون حامده وذامه في الحق سواء ، وأما السر فيعرف بظهور الحكمة من قلبه على لسانه ، وبمحبة الناس ؛ فلا تزهد في التحبب ، فإن النبيين قد سألوا محبتهم ، وإن الله إذا أحب عبدا حببه ؛ وإذا أبغض عبدا بغّضه . فاعتبر منزلتك عند الله سبحانه وتعالى بمنزلتك عند الناس ، مما يشرع معك في أمرك .

من معاني الكلمات :

1-      إذا أحب الله عبدا فتح قلوب الناس فأحبوه ، وإذا كره عبدا هيء الناس لكراهيته .

2-      أي أنك تستطيع أن تعرف مكانك عند الله ، ومدى حبه لك بمدى حب الناس لك واعتزازهم بك.