جهنم

مصطفى العلي

[email protected]

كم اشتقنا إلى يوم تشفين فيه صدورنا,تذهبين غيظ قلوبنا .... إلى لهبك, زفيرك , زقومك , مُهلك, سلاسلك , سجّيلك , جام غضبك تصبينه على أعداء الله والحياة من غسلت إنسانيتهم بأعتى ماتوصلت وما لم تتوصل إليه بعد عبقرية عالم المنظفات من أي ضمير أو إنسانية أو وجدان . أنت أملنا الوحيد في إطفاء ما يتأجج في دواخلنا من غضب وغيظ لا يشبهه إلا ما يحتدم في داخلك من غليان يأكل جوفك على من تفننوا في قهرنا , إذلالنا , تجويعنا ...هدم منازلنا على رؤوسنا .. قتل عشراتنا , مئاتنا , ألوفنا , مئات ألوفنا.... لا أمل لنا على الإطلاق في عدل الدنيا الذي لايستطيع أن يزيد في أعلى درجات سلّمه على قتل القاتل على مبدأ النفس بالنفس !...  فكيف من قتل أكثر من نفس  !؟ بل ما لا يحصى من النفوس !؟ وهل بوسع عدل الدنيا أن يقتص أكثر من مرة من نفس القاتل !؟ ثم ما الذي يمكن أن يجنيه المقتول إذا قتل به قاتله!؟

مَن أذلّنا عشرات السنين هل ننتظر عشرات السنين حتى نقتص منه على مبدأ العين بالعين!؟ ثم ماجزاء من فتك ونهب وسلب وسجن ومثّل واغتصب - هل نفتك مثله!؟ ونمثل مثله!؟ ونغتصب مثله!؟ كم ترانا سنسجنه بمئات الآلاف ممن صادر منهم نعمة الحرية التى وهبها الله لكل من نفخ فيه الروح !؟

نحن في شوق لك للاقتصاص لنا على طريقتك  لأن في دركاتك وحميمك وغساقك وسلّم عقوباتك المُدَرّج إلى ما لا نهاية لخير جزاء وفاق لكل من لا يتسع لجرائمه عدل الدنيا المحدود .

 نعرف أن أجسادنا التي خلقها الله من لحم ودم يُجفلها مجرد ذكر اسمك فكيف بها تقترب منك لا سمح الله ! ولكننا نعلم في ذات الوقت أنك مخلوق من مخلوقات الله مثلنا  تعبدين ذات الخالق الذي نعبد تأتمرين بأمره تسبحينه وتسجدين له  كما نسبحه وكما له نسجد ولكن على طريقتك فلذلك لا نخشاك ولا نهابك بل نخشى من خلقنا وخلقك أن يسلطك علينا بذنوبنا فإذا كنا موحدين مثلك فنحن سواء ! ... ألا تقولين يوم يعبر المؤمن الصراط الذي ينصب على متنك يوم الحساب "جز يا مؤمن لقد أطفأ نورك لهبي "!؟

 إن شوقنا لرؤية ظالمينا مسربلين في قطرانك يلفح وجوههم سعيرك يأكلون زقومك يشربون من مهلك وصديدك ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ أعيدوا فيها .... كلما نضجت جلودهم بدّلهم الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ... لا يعدله إلا شوقنا للنعيم الذي أعده الله لعباده الصابرين المؤمنين..

كم نحن في لهفة  ليوم تنتصرين فيه لنا وتشفين غيظ قلوبنا ... تحرقين قلوبهم ... فنرى مصداق قوله عز وجل واقعا نحياه في ظل الرحمن إذ يقول " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضو علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرّمهما على الكافرين".......  إنا لفي غاية الشوق لذلك اليوم يا أَمَةَ الله !.. يا عدالة الله يا جهنم!!