الخاطرة ١٩٦ : اللغة الإلهية (الأسماء : محمد)

خواطر من الكون المجاور

في الأجزاء الماضية من سلسلة " اللغة الإلهية " بدأنا بتفسير رموز أسم (آدم) والذي هو أسم اول نبي في تاريخ الإنسانية ، ثم إنتقلنا إلى تفسير إسم (يوسف) الذي هو أسم آخر أنبياء سفر التكوين الذي هو أول كتاب سماوي مقدس في تاريخ البشرية ، واليوم سنحاول تفسير اسم (محمد) الذي هو اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين .

اسم (محمد) يحمل في مضمونه صور روحية عديدة تفسر لنا قصة الخلق وقصة الإنسانية بأكملها ، ولكن للأسف حتى الآن لا نعلم عن هذا الأسم سوى معناه الحرفي في اللغة العربية ، وحتى أن معناه الحرفي الذي نقرأه في المعاجم العربية للأسف مذكور بطريقة لا تفيد في أي شيء يساهم في سبب ظهور هذا النبي في تلك الفترة وما علاقته بالأنبياء الذين أتوا قبله ، وكذلك لا تفيد بفهم نوعية هذا الدين الذي أنزله عليه لنشره للإنسانية وما هي علاقته بالديانات التي سبقته ، فكما ذكرنا في المقالات الماضية أن اسم الشخص وخاصة أسماء الأنبياء ليست صدفة ولكن هي من عند الله وهي بمثابة صور روحية عن هؤلاء الأشخاص تساعد في فهم التكوين الروحي للإنسانية لتجعل العلماء بشتى فروعهم ينظرون إلى الكتب المقدسة نظرة فلسفية عميقة تساعدهم في رؤية ما لا يستطيعون رؤيته فيما يتعلق بالتكوين الروحي للإنسان وتطوره عبر الزمن .

في هذه المقالة سنحاول كشف بعض الصور الروحية التي وضعها الله في اسم (محمد) لتساعدنا على فهم جوهر التكوين الإنساني وأسباب وجوده خارج الجنة .

اسم محمد في اللغة العربية هو اسم عربي مذكر، وهو صيغة مبالغة من الحمد ، ومعناه المشكور ، المثنى عليه ، مرضي الأفعال ، المفضل . ومن هذا الأسم أشتق العرب الأسماء ، أحمد ، ومحمود ،وحامد، وحماد، وحميد، وحمدي.

الحكمة الإلهية أعطت اسم (محمد) لخاتم الأنبياء ورسول آخر ديانة سماوية ، ليساعد معنى هذا الأسم في تفسير المرحلة الروحية في تطور الإنسانية في فترة ظهور الإسلام ، فطالما أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون هو آخر رسل الله وعليه سيتم نشر آخر ديانة سماوية فهذا يعني أن الإنسانية وصلت إلى مرحلتها الأخيرة في التطور الروحي ، أي بمعنى أن الإنسانية بعد جهود جبارة إستطاعت أن تطهر نفسها من شوائب تلك الخطيئة التي سببت في طرد الإنسان من الجنة ، فأسم (محمد) والذي يعني كما ذكرنا (مشكور ، مثنى عليه ،مرضي الأفعال ..،إلخ) جميع هذه المعاني هي في الحقيقة رمز لما حققته الإنسانية وما ستحققه الحضارة الإسلامية في تطوير الإنسانية ، فكما ذكرنا في الخاطرة ١٧٤ (الأنبياء ومراحل تطور الإنسانية الجزء ٦) أن الحضارة الإسلامية تمثل آخر مرحلة من مراحل الطفولة ، فأسم محمد الذي هو اسم الرسول صلى الله عليه وسلم يعبر عن طهارة جميع أطفال العالم من الشوائب الشيطانية ، فكل طفل يولد هو عند الله كائن يحمل في تكوينه تلك الصفات الإنسانية التي وضعها الله فيه ليكون كائن يحمل صفات أهل الجنة ، ولكن ماذا سيحصل به من تغيرات بعد دخوله في سن المراهقة والبلوغ ومدى محافظته على طهارته من الشوائب الشيطانية فهي مسؤوليته ومسؤولية كل شخص له نفوذ يستطيع بها التأثير على سلوك المجتمع .

ربما الكثير من المسلمين وغير المسلمين قد لا يجدوا أي ترابط بين اسم (محمد) ومراحل التطور الإنسانية كما شرحناه في الأعلى ، لذلك سنحاول عرض صور أخرى من مضمون اسم (محمد) لنأخذ صورة أوضح عن شخصية محمد (ص) الروحية :

الله عز وجل بدأ خلق الإنسانية بآدم وحواء ، إذا حسبنا القيم الرقمية لكل اسم حسب النظام البسيط للغة العربية سنجد أن أسم (آدم) له القيمة الرقمية ٣٤ حيث :

الرقم ٣٤ يتألف من رقمين ، الرقم ٤ في اﻷرقام الهندية التي يستخدمها العرب له شكل أذن إنسان ، أما الرقم ٣ فله شكل فم إنسان ( كما توضح الصورة ). فرمز اسم آدم يعبر عن الفم والأذن في تكوين وجه الإنسان ، أي أن أسم آدم يعبر عن حاسة الطعم (الفم) وحاسة السمع (الأذن).

أما إسم حواء فله القيمة الرقمية ٦٢ حيث :

الرقم ٦ في اﻷرقام الهندية له شكل جبين وجه انسان ينظر إلى السماء ، أما الرقم ٢ فله شكل عين اﻹنسان كما توضح الصورة. فرقم القيمة الحرفية ﻹسم حواء يعبر عن جبين للإنسان المستقيم وأيضا عن حاسة البصر ، وكما ذكرنا في الخاطرة ( ١٠٦) أن الجبين المستقيم هو رمز السلام ، فمع إجتماع الجبين المستقيم (رمز السلام) مع رمز العين (رمز الرؤية) سنحصل على رمز جديد وهو رمز البصيرة ، لذلك كان رمز حواء مطابق لمعنى كلمة ( إمرأة ) في اللغة العربية حيث هذه كلمة امرأة تتألف من قسمين (أم - رأت) أي اﻷم بدأت ترى. بمعنى أن طرد الإنسان من الجنة كان بسبب حواء التي ارتكبت الخطيئة بسبب ضعف بصيرتها ، ولكن في فترة ظهور الإسلام كانت النساء (خليفة حواء في الأرض) قد إستطاعت إكتساب البصيرة ثانية لذلك سميت في اللغة العربية (إمرأة) لتعبر عن هذه صفة البصيرة.

هذه الرموز في الأسمين (آدم وحواء) ليست صدفة ولكن حكمة إلهية تعبر عن الفرق بين تكوين الرجل وتكوين المرأة ، فنتائج الأبحاث العلمية الأخيرة توافق تماما صحة الرموز التي ذكرناها عن آدم (رجل) وحواء( المرأة)، حيث أثبتت التجارب أن المرأة تمتلك ذاكرة بصرية أقوى من الرجل حيث أن عين المرأة تستطيع أن تحتفظ بالملامح و اﻷشياء واﻷلوان الموجودة سواء في لوحة أو على الطاولة أو في وجه إنسان بشكل أفضل من عين الرجل لذلك تعتبر العين حاسة أنثوية ، أيضا حاسة الشم في أنف المرأة أفضل من أنف الرجل ، لذلك اﻷنف يعتبر حاسة أنثوية ، وكذلك حاسة اللمس في أصابع يد المرأة أفضل من يد الرجل ، لذلك تعتبر حاسة اللمس حاسة أنثوية. أما حاسة السمع فقد أثبتت التجارب أن نوعية السمع في أذن الرجل أفضل من أذن المرأة لذلك تعتبر اﻷذن حاسة ذكرية ، وكذلك حاسة الذوق في لسان الرجل أقوى من لسان المرأة، لذلك يعتبر اللسان أيضا حاسة ذكرية. لذلك يقول الحديث الشريف " الجنة تحت أقدام الأمهات " أي النساء وليس الرجال ، لأن تكوين الرجال مناسب في الإدراك المادي (علوم مادية) بينما تكوين النساء فهو مناسب للإدراك الروحي ( معارف ومشاعر روحية) .

إذا حسبنا القيمة الرقمية لإسم نبي اﻹسلام ( محمد ) سنجد أنها تعادل ٦٢ حيث :

الرقم (٦٢) الذي هو القيمة الرقمية لإسم ( محمد ) هو نفسه القيمة الرقمية ﻹسم ( حواء ) ، وهذا ليس صدفة ولكن حكمة إلهية لها معنى أن رسول الله أخذ دور المرأة في التطوير الروحي للإنسانية ليمهد طريقها نحو الجنة ، وهذا يعني أن رأي علماء المسلمين الذين يعتمدون على كون جميع اﻷنبياء رجال ليؤكدوا على أن الرجل أرقى في تكوينه من المرأة هو رأي خاطئ ويعارض جميع القوانين الكونية ، فالسبب الحقيقي لإختيار الأنبياء رجالا هو ﻷن الوضع العام للمرأة في العصور الماضية كان غير مناسب لتقوم هي بدور اﻷنبياء ﻷنها إمرأة وكل شيء كان ضدها في ذلك الوقت بسبب ضعف قوتها الجسدية ، فنظام المجتمعات القديمة كان من النوع الذكوري (باتريقي) حيث معظم الرجال كانوا ينظرون على أن مكانة المرأة أقل من الرجل في المجتمع لذلك كان من الصعب على المرأة أن تقوم بدور القيادة وخاصة في نشر أي دين جديد. ومن أجل ذلك أخذ اﻷنبياء دورها في التطوير الروحي للإنسانية.

ليس من الصدفة أن الله كان يرسل مع كل نبي نبي آخر يساعده في نشر الدين الجديد ، حيث اﻷول يأخذ الدور الروحي ( دور المرأة ) والثاني يأخذ الدور المادي ( دور الرجل ) ، ففي الديانة اليهودية مثلا كان موسى و هارون عليهما السلام ، حيث أخذ موسى دور المرأة وهارون دور الرجل ، لذلك إذا تمعنا في آيات سفر الخروج نجد أن جميع المعجزات التي خرجت من عصا موسى والتي حدثت لتدمير فرعون وأتباعه كانت تخرج عندما يعطي موسى العصا لهارون أي أن تدمير أعداء الله كان يحصل من يد هارون وليس يد موسى ﻷن هارون أخذ دور الرجل في حماية اليهود بينما موسى صنع المعجزات المفيدة لليهود - كخروج الماء من الصخر ليرتوي اليهود منه - ﻷن موسى أخذ دور المرأة ، والمرأة كائن مسالم دوره تنمية الخير والسلام وليس تدمير الشر. وأيضا في الديانة المسيحية كان عيسى ويحيى عليهما السلام ، عيسى أخذ دور المرأة ويحيى أخذ دور الرجل ، لذلك في اﻹنجيل نجد النبي يحيى يقول بأنه يعمد بالماء ( تطهير الجسد ) أما عيسى فيعمد بروح القدس ( تطهير الروح ) .

وأيضا في اﻹسلام نجد محمد وعلي ، محمد صلى الله عليه وسلم أخذ دور المرأة لذلك لم يشارك بشكل فعلي في المعارك والحروب ، أما علي رضي الله عنه فقد كان من أقوى المقاتلين في جيوش اﻹسلام لذلك لقب بأسد اﻹسلام . وإن إنقسام اﻹسلام إلى سنة وشيعة له هذا المعنى ليعبر عن أهمية مكانة علي رضي الله عنه في اﻹسلام ، وقد أعطى الله دليلا على ذلك ،حيث القيمة الرقمية للأسم الثاني لمحمد صلى الله عليه وسلم (أحمد) في نظام الكابلا للغة العربية تعادل (٣٥٨) وهو الرقم المناظر له هو الرقم (٨٥٣) والذي يمثل القيمة الرقمية لأسم (علي) :

حتى نستطيع رؤية معنى آخر في مضمون أسم (محمد) علينا الذهاب إلى سفر (رؤيا يوحنا اللاهوتي) ، فإذا تأملنا اﻵية ( 18) من اﻹصحاح 13 في هذا السفر والتي تتكلم عن رمز المسيح المزيف (الأعور الدجال)، رأيناها مكتوبة وفي جميع اللغات العالم ( ما عدا اليونانية ) بهذا الشكل :

" هنا الحكمة ، من له فهم فليحسب عدد الوحش، فإنه عدد إنسان وعدده ست مئة وستة وستون ".

الأية هنا تذكر وبدون أي تفاصيل بأن الرقم 666 هو رقم المسيح المزيف . ولكن إذا عدنا إلى النسخة اليونانية والتي منها تم ترجمتها إلى جميع لغات العالم ، نجد أن هذه اﻵية مكتوبة بطريقة مختلفة قليلا، فهي مختومة بهذه العبارة :

"..... فإنه عدد إنسان وعدده هو ΧΞΣ (ست مئة وستة وستون ) " .

أي أن عدد الوحش هنا هو ( ΧΞΣ ) أما الرقم 666 فهو تفسير لهذه اﻷحرف. أي أن عملية استخدام الحكمة والفهم يجب أن تتم هنا بتحليل ودراسة اﻷحرف ( ΧΞΣ )، ونتيجة هذا البحث توصلنا إلى الرقم 666، هذا الرقم لم يكن مذكورا حين كتبه القديس يوحنا اللاهوتي ،ولكن تم الوصول إليه عن طريق المسيحيين اﻷوائل الذين كانت لهم معارف عالية في النظام الرقمي للغة اليونانية. فإذا تمعنا في هذه اﻷحرف ( ΧΞΣ ) التي تمثل روح اﻷعور الدجال 666 وجدنا أنها أحرفا يونانية ، وحسب نظام الكابالا اليونانية التي إستخدمها الفلاسفة الفيثاغوريون في أبحاثهم الفلسفية ، رأيناها لا تعادل الرقم 666 ولكن 860 :

وهذا يعني أن الحرف الثالث Σ قيمته 6 وليس 200 ، ولكن إذا تمعنا جيدا في أشكال كتابة هذا الحرف سنجد أن أحد أشكاله مشابهة تماما للرقم 6 ( Σ. ς. σ. C ) ، مما يعني أن القسم الثالث من رمز أعور الدجال ليس حرفا يونانيا ( σ) ولكن رقم عربي 6. كما هو في رمز روح الله ( Λ ا ) تماما حيث نصفه يوناني ( Λ) ويتألف من خطين متحدين في القمة ، ونصفه اﻷخر عربي ( ا ) يتألف من خط واحد . أي أنه عندما كتب يوحنا اللاهوتي هذا السفر ذكر رمز أعور الدجال بهذا الشكل ( ΧΞ 6 ) ليعبر عن الرمز ( ا Λ ) المعاكس لرمز ( Λ ا ) . حيث الرمز ( ا Λ ) يعبر عن الحاجات المادية ، إي له معنى أن السعي إلى تأمين الحاجات المادية فقط دون اﻹهتمام بالحاجات الروحية يدفع سلوك اﻹنسان إلى إشباع شهواته الحيوانية، وهذه هي من أهم أهداف أعور الدجال. لذلك أعطاه اﻹسلام رمز ( أعور ) أي أنه يرى بعين واحدة فقط وهي العين اليسرى التي ترى مادية اﻷشياء واﻷحداث فقط ، أما روحية الأشياء فهو لا يعلم عنها شيئا لذلك فهو لا يملك المقدرة على رؤية مضمون الأشياء والأحداث الذي يفسر سبب وجودها. ولذلك أيضا فهو عاجز عن رؤية المخطط اﻹلهي في تطور اﻷحداث لأنه أعمى البصيرة . ولهذا السبب كانت القيمة الرقمية لأسم رسول الله (محمد) لها قيمة رقمية تعادل الرقم (٦٢) والذي يرمز ل(عين البصيرة) .

فكما رأينا ان رمز المسيح المزيف (الأعور الدجال) يتألف من قسمين القسم اليميني(σ) يتالف من شيء واحد , والقسم اليساري(ΧΞ) يتألف من شيئين إثنين . الآن أذا حسبنا مجموع عدد آيات سفر(رؤيا يوحنا اللاهوتي) من بدايته وحتى نهايته سنجد أنه يعادل (٤٠٤) آية ، وإذا حسبنا مجموع تراتيب اﻹصحاحات من البداية وحتى اﻹصحاح اﻷخير (٢٢) سنجد أن المجموع يعادل (٢٥٣) . فإذا جمعنا رقم مجموع اﻵيات مع رقم مجموع اﻹصحاحات :

الرقم ٦٥٧ الذي حصلنا عليه هو القيمة الرقمية ﻹسم ( محمد ) بنظام الكابالا العربية

وهذا يعني أن سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي يذكر إسم النبي (محمد ) الذي سيأتي بعد عيسى عليه الصلاة والسلام بطريقة رقمية ، وبهذا الرقم نفسه أيضا يحدد موعد إنتهاء بعثته حيث الرقم ٦٥٧ محسوبة هنا بالسنوات القمرية وهي تعادل 638 سنة شمسية وهو عدد السنوات من عام ولادة عيسى ( 6 قبل الميلاد ) وحتى عام 632 يوم إنتهاء نزول القرآن الكريم.

انظروا جيدا إلى القيمة الرقمية ﻹسم محمد ( ٦٥٧ ) ..... في البداية قد لا نشعر بمعانيه الروحية ، ولكن إذا طبقنا عليه مبدأ رمز روح الله ،الذي يعتبر رمز معاكس لرمز روح أعور الدجال ( ΧΞ 6 ) ، أي علينا أن ننظر إلى الرمز الرقمي لأسم محمد على أنه يتألف من قسمين ، القسم اليميني هوالرقم سبعة وخمسون (٥٧) والقسم اليساري هو ستة (٦) ، فإذا حولنا القسم اليساري من رقم هندي إلى رقم عربي(6) ، عندها سيصبح الشكل الرمزي ﻹسم ( محمد ) بهذا الشكل (6OV) هذا الشكل هو الرمز المعاكس شاقوليا لرمز القيمة الرقمية لكلمة شيطان 9ΟΛ تسع مئة وثمانية وخمسون :

من هذه التحليلات تكشف لنا الحكمة اﻹلهية في تصميم الكتب المقدسة بأن كلمة ( محمد ) تتألف من قسمين ، القسم اﻷول هو (مح ) أي أختصار لكلمة ( محى ) كما يذكر الرسول عن نفسه في الحديث الشريف( ...أنا الماحي. ..) ، والقسم الثاني هو (مد ) أي ( مد ووسع )، فالمقصود بإسم ( محمد ) بشكل عام انه الشخص الذي سيتابع محي الشوائب الشيطانية من روح الأطفال وهو الذي سيتابع في تطوير ( توسيع ) الروح لتصل إلى شكلها الكامل . لذلك كان إسم الدين الذي انزله الله عليه لنشره في الناس هو (إسلام) ومعناه فرض حب السلام على المؤمنين لأن تكوينهم الروحي عند ولادتهم كانت خالية تماما من الشوائب الشيطانية لذلك يجب عليهم ان يحافظوا على طهارتها وأن يبتعدوا عن العنف والقتل . فنجد أنه في السنوات الاولى من ظهور الإسلام منع الرسول المسلمين من أستخدام العنف رغم الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها ، ولم يسمح لهم بتكوين جيش إلا عندما أتاه أمر بذلك من الله عز وجل. فالسماح للمسلمين بالقتال كانت علامة على أن الشوائب الشيطانية في المجتمع كانت لها القدرة على تغيير تكوين الطفل بمجرد دخوله بسن البلوغ . لذلك وجب على المسلمين حمل السلاح لمنع أتباع روح السوء في السيطرة على التطور الروحي للمجتمع.

أيضا سفر التكوين ( الكتاب اﻷول في التوراة ) يعطينا نفس المعنى الذي ذكرناه عن أسم (محمد)، حيث أن هذا السفر ينتهي بقصة يوسف ، فنجد ان راحيل أم يوسف عندما ولدته قالت هاتين العبارتين :

اﻷولى : إن الله قد نزع العار منها ( محى الشوائب عنها)

الثانية : طلبت من الله أن يعطيها المزيد من اﻷبناء، إسم يوسف بالعبرية له معنى ( يزيد ، يوسع ) . فسفر التكوين الذي يرمز إلى تكوين الإنسان من بدايته إلى نهايته ، نجده ينتهي بالصفتين (محي ومد) . فالإنسانية ستصل إلى الكمال الروحي والجسدي عندما يستطيع الإنسان أن يبقى مسالما وعفيفا طوال حياته.

وسوم: العدد 797