همسة آخر الليل، إحذر.. إنهم يقتلوك بحقنة اليأس

من مكر أعدائك وخصومك بك أنهم يعملون على تذكيرك دائما بما لا تملك، وبما لا تقدر على فعله أو الحصول عليه أو الوصول إليه، ليقنعوك بعجزك!.. وسيحققون غايتهم متى اقتنعت بدعايتهم وسلمت بذلك لهم.

في الحقيقة نحن كأفراد ومجتمعات تسلل اليأس إلى نفوسنا كما يتسلل المطر إلشديد إلى أساس البيت القديم، وبتنا مقتنعين بأننا لا نملك.. لا نقدر.. وإن كل ما علينا أن نُسلِّم (بقدَرنا) وأن ننتظر معجزة إلهية، أو تنزّلا ملائكيا، أو دعاءا بتعجيل مجيء المخلص!

هل فعلا هذا قدرنا؟

هل الضعف والجهل قدر؟!

هل التواكل والكسل قدر؟!

هل التخلف الذي نعيش فيه - وعلينا أن نعترف به - قدر؟!!

أم هي نتائج لأسباب بعضها ظاهر وبعضها خفي؟

بداية دعونا نتفق، أنه لا يوجد مخلوق أو مجتمع يملك كل شيء، ويقدر على كل شيء، فالكمال للخالق وحده، ومن يصور نفسه كذلك فهو واهم، أو يحاول أن يوهمنا ليشعرنا بالنقص واليأس أمامه! والسؤال: كيف نتصدى لهكذا دعاية محبطة؟

علينا أن نحول أنظارنا فورا إلى ما عندنا لا إلى ما نفقده..

وإلى ما نستطيع الوصول إليه والحصول عليه، مع التركيز على الوسائل والأدوات التي توصلنا.. وما نستطيعه كثير لو تأملنا إمكانياتنا وإمكاناتنا وقوانا الكامنة ..

عندها لن تهدد السيول أساس بيوتنا

وعندها لن يتسلل اليأس إلى عقولنا

وعندها فقط سنستعيد ثقتنا بأنفسنا.

ثقوا بقدراتكم فذلك أول طريق الظفر

و "لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم"

إحذر أن تيأس

فيأسك موتك، ولو كنت تدبُّ على الأرض

وعزمك حياتك وشخصيتك..

وسوم: العدد 797