خواطر فؤاد البنا

يمكن القول بأن النُّظُم السياسية والاقتصادية، هي الجسور التي تَعبُر عليها القيم وجهود الناس لعمارة الأرض وصناعة الحياة، وبدونها سيبقى الناس وصناعة الحياة يسيران في طريقين متوازيين لا يلتقيان.

*****************************************

لا يزال اليائسون ينتظرون (المَهدي) ليحررهم من هذا الوضع المُزري وليملأ الأرض التي ملأوها جوراً يملأها عدلاً، وبصرف النظر عن حقيقة المهدي، أو ليس رجلاً مثل مئات الملايين من رجال المسلمين؟ وهل سيبعثه الله ليُحرِّر العاجزين من عجزهم ويُنقذ اليائسين من يأسهم؟.. ولا شكّ بأن من كانوا رجالاً بصفاتهم وأفعالهم فلن يحتاجوا لانتظار المهدي، وسيكون كل واحد منهم حينئذٍ مَهدياً!

*****************************************

يمكن القول بأن النُّظُم السياسية والاقتصادية، هي الجسور التي تَعبُر عليها القيم وجهود الناس لعمارة الأرض وصناعة الحياة، وبدونها سيبقى الناس وصناعة الحياة يسيران في طريقين متوازيين لا يلتقيان.

*****************************************

عندما يستشرف المتشائم المستقبل فإن رِجْله تعرج من شوكة الغد، وصدره يَسعل من برد الأسبوع القادم!

*****************************************

هناك علاقةٌ وثيقة بين التغيير الفوقي والتغيير التّحْتي، فكُلُّ واحدٍ منهما يَصلُح سبباً ونتيجة في آن واحد، إذ بينهما تقاطع يشبه ما يَحدُث في حَلّ الكلمات المتقاطعة، ومن ثم فإن كل مشكلة يتم حلها في المجال الأفقي تساعد على حَل مشكلة في المستوى الرأسي، والعكس صحيح، فلماذا نستهلك أوقاتنا في الاختلاف من أين نبدأ؟!

*****************************************

لكون القرآن الكريم المعجزة العظمى لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين، فإن من تَدبَّروا نصوصَه سيجدون فيه (سفينة نوح) التي تقيهم من الغرق في (لُجَج الغواية)، وسيجدون (ناقة صالح) التي تسقيهم (لَبَن الهداية) سائغاً للشاربين، وسيجدون (عصا موسى) التي تُفرِّق بين (الحق والباطل) ولذلك كان الفرقان أحد أسمائه، وسيجدون فيه (يَد عيسى) التي تُبرئ الأكمه والأبرص وتُحيي الموتى بإذن الله، فهو (شفاء للناس)، حيث يُبرئ الناس من أدواء الصَّمَم والعَمَى والخَرَس حتى أنهم يَسمعون صوت الله، ويرون آياته، ويقولون الحق ولو على أنفسهم ومن يُحبِّون، وبعد ذلك فإنه يُحييهم من مَوات؛ ولذلك قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم}!

*****************************************

ظلّت يد ابني مُتورّمة لمدة أسبوع، نتيجة فشل المُختبري في العثور على الوريد، رغم ضغطه على اليد وتأمّله الطويل، لكن البعوض يعثر عليه بكل سهولة في أي مكان من الجسم وفي الظلام، رغم أنه لم يَدرس في الجامعة التي درس فيها ذلك المُختبري، فمتى يتبادل هذان المقاعد؟!

*****************************************

اللهم هَبْ لنا جَناحَي العلم والإخلاص؛ حتى نأتي أمَّتنا بخَبر يَقين.

*****************************************

من غرائب الداعمين لانقلابات العسكر ضد الديمقراطية، أنهم يَتحجَّجون بأن الإسلاميين يَنوون الانقلاب على الديمقراطية، مع أن العسكر قد داسوا الديمقراطية ببَيَّاداتهم طيلة عشرات السنين، بينما لم يتم تجريب الإسلاميين إلا في تركيا، ومن المعلوم أن انتخاباتهم هي الأَنْزَه في العالم الإسلامي!

*****************************************

صحيح  أن الديمقراطية ليست مصطلحا شرعيا، غير أن بإمكانها أن تقدم خدمة جليلة لمقاصد الشريعة الإسلامية،  بما تمتلك من آليات تستطيع أن تُجسِّد  مقاصد الشورى في حياتنا، والشورى هي مضغة النظام السياسي الإسلامي، ولو نجحنا بتوطينها في بلداننا فإن حياتنا ستستقيم على العدل وسنعيش تحت أشعّة الحرية، بينما سيذهب الاستبداد إلى مزبلة التأريخ، حيث تستطيع الديمقراطية أن تُقلِّم أظافر المستبدين وتنتزع مخالب الطغاة، بل وتستطيع أنْسَنتهم قبل أن يتوحشوا ويخرجوا عن السيطرة، هذا إن تعاملنا معها بحكمة تمنعنا من الرفض الأعمى أو القبول المطلق.

وسوم: العدد 806