رسالة إلى الصديق كائن ما ( 3 )

أحمد علي عولقي

[email protected]

صديقي كائن ما

الكاتب الساحر الساخر

فارس القلم سيد الكلمة 

منذ زمن لم أكتب لك حرفا

لأنني كسَرت أقلامي

ومزقت أوراقي

لا تحتاج ..

ان أشرح لك معاناتي

على ما يجري في بلادي

وكل بلاد العُرب بلادي

جاهل  يقرأ القرآن

ولا يعي  ما فيه

يفتي بتفجير الإنسان

وعالم يفتي بشرعية الطغيان

وحاكم يمتلك  خبره

ودهاء في سياسة الغباء

وطن .. ينزف دما

يشكي  ويبكي يردد..دائما

أرووا تربتي بالماء لا بالدماء

**

الأرض لا زالت في دورانها

 

القلب لا زال ينبض

رغم ما يعاني كبَد

الحياة  لا زالت سائرة في دائرة

والإنسان لا زال

يحمل كرها في قلبه

لأخيه الإنسان

خطباء المساجد بحة أصواتهم

لا زالوا مستمرين في دعائهم

الموت لأحفاد القرود

والهلاك والدمار للأمريكان

العرب منتظرين صاعقة

تأتي من السماء تهلك عدوهم

لأنهم لا يجيدون إلا قتل بعضهم

وهم من أبدع ما يكون

في خدمة  أعدائهم

 

صديقي لا تحزن

فأمر الأمة لن يصلح

فالحكام لا زالوا أوصيا

على شعوبهم القصَر

الذي لم يبلقوا سن الرشد

الموت مستمرا في مهمته

بهمة عالية

ونشاط منقطع النظير

الفقر يزداد انتشارا

المواطن يزداد افتقارا

لا يخلو بيتا من الأمراض

أسراب من الموتى

الى المقابر في تواتر

على أثر ذلك..

الأنظمة العربية

أصدرت بيان هام

تبرئ  نفسها

وتخلي مسؤولياتها

عن موت أي مواطن

لم يجد ثمن الدواء

او يموت جوعا

أو يقتل نفسه قهراً

 

صديقي لا تيأس

فلا زالت فينا نخوة

وبقايا شجاعة  جاهلية

موروثة من حرب البسوس

و داحس والغبراء

العربي والمسلم

بكل ما أوتي من جهلا

لا يتردد أبداً

في قتل أخيه

عربيا كان أو مسلم

 

الأمل لم يأتي  بعد

يقال انه فارق الحياة

دفن مع الحرية

في قبر واحد

تحت قصر السلطان

هذه وصيتي لمن يأتي بعدي

انبشوا هما من تحت الثرى

من تحت قصر الشيطان

فالأمل لا زال يراودني

بان ولدي أو حفيدي

سيعيد أمجاد أسلافي

دموع القلم

كلمات محارب قديم ترك سيفه واستبدله بقلمه

لأن سيوفنا صارت موجهة الى صدورنا

بعد ان تسيدت على أمتنا من لا يفقهون

ولا يفهمون معنى العزة والكرامة

 ولا يفرقون بين الإذلال والشموخ

وبين ما تحتاجه شعوبهم وبطونهم

**

*   خواطر مفتوحة بلا تحديد