مخالفة مرور

أبو سنان

كانت أمي –رحمها الله- تقول لي دائما أني مرضيّ وتدعو لي الله أن يحميني وأن يصرف عني أولاد الحرام.

الذي لا أفهمه بعد كل هذا الدعاء لماذا يوقفني البوليس للمرة الثالثة خلال شهر واحد ليعطيني ثلاث مخالفات سرعة؟!!! الله يرحمك يا أمي، لو كنت لازلت حية لقبلت يديك الطاهرتين بحرارة وسالتك أن تزيدي في دعائك لي ليصرف الله عني شرطة المرور ويجعل من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً.

إني أعترف بأني أسرع في أغلب الاحوال، ومع ذلك أصل متأخراً الى مواعيدي، ماذا أفعل؟ الالتزامات كثيرة والوقت قصير، وغالبا ما أجد أمامي في الطريق عجوزاً دردبيساً تقود سيارتها ببطء وتحجز عني الطريق إلى أن يلهمها الله أن تنعطف بعيدا عن طريقي فانطلق أسابق الريح إلى مكان عملي لاجد مديري الذي لا يعرف وجهه الابتسام واقفا بالباب ليعطيني درسا بضرورة الالتزام بمواعيد الدوام تحت طائلة حسم نسبة من الراتب الممسوخ بطبيعته.

ما هذا؟... ألوان حمراء وزرقاء تلمع في مرآة سيارتي!! إنه شرطي المرور ورائي للمرة الرابعة في هذا الشهر.

سيدي إن سرعتك بلغت 95 كم في شارع سرعته القصوى 60 كم، هل يمكنني أن أرى أوراقك الثبوتية؟ ...

تسلمت المخالفة صاغراً، وعدت إلى الطريق أسأل نفسي لماذا لم يشتغل دعاء أمي ورضاها علي؟

في نفس الليلة رأيت أمي في المنام وشكوت لها حالي وسالتها أن تدعو لي مرة أخرى بحرارة وإخلاص، فاجابتني بلهجة كلها حب وحنان، صغيري الحبيب، لم يعد دعائي ينفعك فقد غادرت عالمكم إلى جواري ربي، لكنني سأدلك على أمر آخر لوفعلته لنسي شرطة المرور شكلك، فاجبتها بلهفة وما هو هذا الامر؟ أرجوك أخبريني، قالت لي وكلها ثقة، أضف إلى كل موعد تذهب إليه بالسيارة ربع ساعة إضافية من الوقت.

أكاد لا أصدق، لقد جربت نصيحتها رحمها الله ولم يعترضني أي شرطي مرور بعد ذلك والحمد لله...