يا ذاك الأحمر

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

يا ذاك الأحمر .. ابتعد عنا ولا تقترب .. خطيئةَ زيارتنا لا تقترف .. بك أنت ، أنت .. لا نعترف ..ليس لأنك لست من ثقافتنا وحسب ..

ليس لأننا لا نعرف معنى الحب و درب الحب و فرحة الحب .. 

ليس لأننا ننكر أو نستنكر جمال وطهر و صدق الحب ..

ليس لأننا لسنا نحن منبع و رمز و رسالة الحب ..

ولكن .. لأن من صدّروك لنا رسالة حب مزعومة ، هم أنفسهم من أوقدوا النار في قلوبنا المكلومة .. هم من صبغوا رسالة حبهم الكاذبة بأحمرنا الذي سفكوه و هدروه في مذابح أطماعهم و وحشيتهم و دمويتهم .. هم من لونوا أزهارهم و قلوب حبهم من مُهج أفئدتنا .. و زفرات حرّاتنا .. هم من يظنون أن الحب لهم وحدهم و ليس لنا !!

لم نعرفك بلغتهم لغة حب .. بل أدركناك بلغتنا ..وخزة مؤلمة من حرب

وخزة تستعر في بلادنا و تلون عالمنا بلون كلونك .. ليس لون فرحة و بهجة و سرور .. بل لون لوعة و حزن في القلب يغلي و يمور ..

يا ذاك الأحمر ..  قف بعيدا .. فلست تليق بنا .. و لسنا نليق بك ..