التردد

أبو هشام

التردد صفة مذمومة , ولا يصح أن يكون المؤمن متردداً , والتردد يدل على ضعف في الشخصية و قد يكون سببه نقص و ضعف في المعلومات ,و إن أي شخص عليه أن يتخذ قراراً في أي أمر يعرض له  ,عليه أن يناقش هذا الأمر بينه وبين نفسه ولا يضيع الوقت في التمحيص , إلا إذا كان هذا الأمر مصيرياً ويترتب عليه أمور مستقبلية وخطيرة

, عندها يجب التروي و البحث والتمحيص وسؤال أهل الخبرة , والمهم أن يتخذ الإنسان قراره , ثم يتحمل كامل النتائج المترتبة عليه .

والحزم صفة القيادة الناجحة و التردد صفة الفاشلين وضعيفي الإيمان , وهذه الصفات تتشكل عند الإنسان في سني حياته الأولى , من هنا كانت أهمية التربية للأولاد و البنات في الطفولة , وهذه مسؤوليتنا جميعاً تجاه النشء فأطفال اليوم هم قادة الغد

وتربيتهم على اتخاذ قراراتهم والاعتماد على أنفسهم منذ نعومة أظفارهم , تفتح لهم طرق الفلاح والنجاح في مستقبل أيامهم و حياتهم المهنية و العملية , و تجعلهم يتخذون جميع القرارات الصائبة في حياتهم الدنيا و ما يتصل بها أيضاً لحياتهم الآخرة.

المطر ...من زاوية أخرى

يريده المزارع لزراعته , ويريده المواطن لشربه وحاجاته , ويريده المريض للشفاء من علته , ويريده التاجر لزيادة غلته , ويريده المواطن للتخفيف من ضريبته , ويريده من يريده للتخفيف من أزماته .لكن ربة المنزل لا تريده حتى يجف الغسيل , وحتى تنتهي من التعزيل , وحتى يعود صغيرها الجميل , جافاً بلا تبليل .ووزارة الزراعة تنتظره كي يملأ السدود , ويعم الخير على الأطفال و الجدود , أما إدارة المرور فالأفضل لها تأجيله أسابيع , حتى من ترتيب المراسم تستطيع .فهل سيسمع رب العالمين المالك للسموات والأراضين لهؤلاء أم هؤلاء أم هؤلاء ؟ ؟ , أم أنه - في عالي سمائه - هو من يأمر بتسيير السحاب والمطر والماء , وكل شيء عنده بمقدار , وعنده العلم والحكمة والقرار , فدعوا أمر التدبير للخالق , ولا تتعدوا على صنعة الخالق , وليكن كل واحد منا مع الله صادق , وليبادر إلى التوبة والاستغفار بلسان خافق , وليستمر بالدعاء قبل أن يأتي شر ماحق , فالخير كل الخير ما يأتي من عند الله الواحد القهار , حتى ولو أسقط علينا من السماء الشهب و الأحجار , أو أيبس الزرع أو حتى أحرق الأشجار , فهو المتصرف وحده بملكه وهو العزيز الجبار , وإن لم نؤمن بهذا ففي إيماننا نقص بمقدار , وعندما يتساوى عندنا خير الله بإنزال المطر , وشر البركان أو الزلزال المستطر , سينزل علينا إن شاء الله المطر.