لا تتخلى عنهم

من يريدك لن يتخلى عنك ، و لو باعدت بينك و بينه المسافات ، ستراه قريبا منك إن لامستك الخطوب بآلامها، ستراه يدنو منك لو هبت ريح عاتية ، سيلبسك واق لو مرّ  هواء ساخن .

و إن لامستك السهام الألسنة ، فلن يصغي لأحد ، لا يسرق أخبارك من الوشاة ، بل يجمع أنفاسه ، يسمع منك أنينك ، يسمع همساتك ، فيأخذ الحقيقة من عينيك ، تخبره نبضات قلبك أسرارك المغيبة عن الأنظار .

يسدي خدماته بلا منٍّ أو  معروف أو صدقة ، بل يخفي أفعاله عن الأنظار، كي لا يوجع كرامتك ، يحفظ عنك ذل الأيام و غدرها .

لا يدوس بأقدامه كرامتك إذا ضعف عزمك ، و خارت قواك ، بل تراه المسعف المنقذ ، يجمع شتات ضعفك ، يلملم جرحك فيقويك .

أحيانا تسرقنا الأيام ، فلا نبصر من يهتم بنا ، من تسعده أفراحنا ، و تألمه أتراحنا، من الواجب علينا  أن نبصر حولنا برويّة  ، فنكتشف من يحطونا باهتمامه و رعايته  .

يشعر أحدنا بألم كبير حين يفرط  وصال  خل أو قريب أو صديق ، أو صاحب معروف ، نشعر بألم ،  إذا عجزنا أن نرد شيىا من  المعروف المسدى أو الاهتمام المعطى ، فالحر( لا ينسى وداد ساعة ) لا ينسى مودة من أحسن إليه و لو بابتسامة صادقة أو مؤانسة  في يوم ضيق ، أحسب أن الحر لا يتخلى عنهم .

وسوم: العدد 1044