البنيان المرصوص

البنيان المرصوص

أحمد زيزان

[email protected]

(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).

فالثورة السورية جاءت عقاباً للعصاة ومأساة للطغاة، وأيضاً لإصلاح الناس أنفسهم, فالأغنياء تطيب لهم الحياة والفقراء يعيشون في مأساة، ولا يشعر بهم الأغنياء..

لماذا!

فهذه الحياة التي يعيشونها نهانا عنها الله سبحانه وتعالى, فكلنا بشر خلقنا من تراب (كلكم لآدم وآدم من تراب).

قال تعالى(ولمن انتصر بعد ظلمه ما عليهم من سبيل).

إذا أردنا النصر يجب أن نكون كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى .. مثل ضربه النبي- صلى الله عليه وسلم- للمسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم.. كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً ..

فأين الجسد الواحد؟ وأين البنيان المرصوص؟ وأين... (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض).

أين(( المسلم أخو المسلم, لا يخذله ولا يُسلمه))؟

أي يد أثيمة امتدت إلى شبكة الأعصاب في الجسد الواحد .. فعاثت فيها فساداً؟!

ألسنا بحاجة إلى مراجعة حقيقة إسلامنا .. ودلالات إيماننا .. ومقتضيات الأخوة الإسلامية .. وحق المسلم على المسلم .. ومعنى الدنيا .. والآخرة..؟

ألا يوجد في هذه الأمة حكيم يرشد الناس إلى الصواب ولكن المشكلة أننا لا نفهم معنى وأهمية الحكيم..

الحكيم هو صاحب الرؤية الواضحة, والقدرة العقلية المتميزة التي تجعله قادراً على تشخيص الواقع  من الزاوية التي ينظر منها, ومن الموقع الذي هو فيه, وتجعله قادراً على اقتراح برامج الإصلاح التي تناسب الخلل الذي شخصه.

والحكيم الذي أعنيه ليس رجلاً موسوعياً يعرف كل شئ, بل هو الذي يدرك بعض ما تعنيه هذه الأمة ويكون قادراً على تقديم الدواء الذي يرجى أن يكون شافياً.

وهذا يعني أننا بحاجة إلى استنهاض حكماء السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والفقه والفكر .. وكل جوانب الحياة ليكون مجموعهم كأنه شخص واحد تتكامل الصورة في مراياهم لتشكل مرآة كاشفة شاملة.

لذلك فإن الحل الوحيد الذي يوصلنا إلى الواقع المراد تحقيقه (إسقاط النظام) :الوحدة وتوحدنا في الرجوع إلى الله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).