رحيق المنابر 22

رحيق المنابر

(22)

محمد جمعة أبو الرشيد – بريطانيا

الإيمان مصدر السعادة

الحمد لله والصلاة والسلام على أسعد خلق الله نبينا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .

قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أما بعد :

جُبِلَتْ النفسُ الإنسانية على حب الشهوات كما قال الله تعالى في سورة ( آل عمران /14)

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).

وانطلاقا من دافع الحب الشهواني هذا يظن الإنسان أن سعادته مرتبطة بالحصول عليها ، فمن الناس مَن يشعر بأنّ سعادته في أن يتزوج النساء الحسناوات، ومنهم مَن يظن أنّ سعادته في إنجاب البنين والبنات، ومنهم من يعتقد أنّ سعادته في ان يمتلك رصيدا كبيرا في البنك، ومنهم مَن يحسب أنّ السعادة في امتطاء السيارات الفارهة، والخيل المسوّمة، ومنهم مَن يظن أنّ سعادته فيما يمتلك من مزارع وأنعام وأراض وعقارات وضيعات، بيد أنّ هؤلاء جميعاً لم يعرفوا مصدر السعادة الحقيقية.

ما هي السعادة إذن يا عباد الله ؟ :

السعادة هي شعور في داخل النفس يصبغ الإنسان بالراحة والرضا ، وليس مرتبطا بالوضع الإجتماعي والمادي ، فقد تجد من يملك القصور يشعر بالهم والغم ، ومن يسكن في القبوريشعر بالسعادة والسرور. ونبينا- عليه افضل الصلاة وازكى التسليم- كان يتعوذ من الهم والحزن ، والهم و الحزن شعور سببه مشاكل، ومصاعب، وكوارث قد مضت،أو متوقع حدوثها ، ويظل اثرها ، ووجعها ، وانينها في داخل النفس . قد تقابل صديقك مُكْفهر الوجه فيقول لك : ( ما مرتاح ) ولو فكرت وتأملت وبحث سبب قلقه قد تجده ملأ بطنه اكثر منك ، وقد يفوق رصيده في البنك رصيدك ،وقد تكون زوجته أبر من زوجتك ، وقد تكون وظيفته مربحة أفضل من وظيفتك، وقد يكون ثمن سيارته أضعاف سيارتك، فما الذي اغمك وأهمك وطرد الكرى عن عينيك يا من تفضل الله عليه بالنعم؟ .

فقير يملك الدنيا ومَلياردير الذهب لا يشبع :

يقول صلى الله عليه وسلم : {عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا}. أخرجه البخاري.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب).

فهل تأملت الفرق بين من يملك قوت يوم واحد ، ومن يملك واديين من الذهب ؟ سبحان الله !!! الأول قنوح يحس كأنه ملِك في عرشه ، والآخر نَهِمٌ يحسُ بالقلق في تأمين المستقبل ، وضمان الحياة الكريمة ، ويستقلل وديان الذهب ، وقد لا يملأ فاه التراب ( أي لا يقنع ابدا ).

اذن ربما القناعة هي مصدر السعادة ؟

وإليكم هذه القصة التي كتبها الشيخ عائض القرني حفظه الله :

خرج الأمير علي بن المأمون الخليفة العباسي , فأشرف من شرفة القصر ذات يوم ينظر إلى سوق بغداد... ينظر من القصورالعاجية..فطعامه...شهي, ومركبه...وطي, وعيشه...هني ,يلبس أفخر الثياب ويأكل ما لذ وطاب.. وما جاع يوما ولا ظميء أبدا...فأخذ ينظر إلى الناس في السوق..هذا يذهب وهذا يأتي..فلفت نظر الأمير

حمالا يحمل للناس بالأجرة وكان يظهر عليه الصلاح..فكانت حباله على كتفه, والحمل على ظهره, ينقل الحمولة من دكان لآخر ومن مكان إلى مكان .

فأخذ الأمير يتابع حركاته في السوق.. فعندما إنتصف الضحى ترك الحمال السوق وخرج إلى ضفاف نهر دجلة وتوضأ...وصلى ركعتين.. ثم رفع يديه وأحذ يدعو....ثم عاد إلى السوق فعمل إلى قبيل الظهر.. ثم إشترى خبزا

فيأخذها إلى النهر فيبلها بالماء ويأكل...فإذ إنتهى توضأ للظهر وصلى.. ثم نام ساعة..وينزل للسوق فيعمل.. ثم يشتري خبزا..ويعود لمنزله وفي اليوم التالي عاد وراقبه الأمير علي.. وإذ به نفس البرنامج السابق..والجدول الذي لا يتغير...وهكذا اليوم الثالث والرابع.. فأرسل الأمير جنديا من جنوده إلى ذلك الحمّال ليستدعيه لديه في القصر, فذهب الجندي وإستدعى الحمال, فقال في نفسه : مالي ومال جنود بني العباس؟ مالي ومال الخلفاء؟؟

قال الجندي: أمر الأمير أن تحضر الآن عنده .... فظن المسكين أن الأمير يحاسبه أو يحاكمه.. فقال : حسبي الله ونعم الوكيل.. وهذه الكلمة هي سلاح الفقراء والمظلومين ولكنها تكسر رؤوس الطغاة فدخل الحمال الفقير على الأمير , فسلم عليه.. فقال الأمير : ألا تعرفني ؟ فقال: ما رأيتك حتى أعرفك ، قال : أنا ابن الخليفة....

فقال: يقولون ذلك . قال: ماذا تعمل أنت؟؟ فقال : أعمل مع عباد الله في بلاد الله . قال الأمير: قد رأيتك أياما.. ورأيتُ المشقة التي أصابتك, فأريد أن أخفف عنك المشقة... فقال : بماذا ؟ قال الأمير: أسكن معي وأهلك بالقصر.. آكلا..شاربا.. مستريحا.. لا همّ..ولا حزن.. ولا غمّ ... فقال الفقير: يا ابن الخليفة, لا همّ على من لم يذنب ,

ولا غمّ على من لم يعص ِ..ولا حزن على من لم يُسيء.... أما من أمسى في غضب الله وأصبح في معاصي الله... فهو صاحب الغمّ والهمّ والحزن فسأله عن أهله... فقال: أمي عجوز كبيرة..وأختي عمياء حسيرة وهما تصومان كل يوم وآتي لهما بالإفطار ثم نفطر جميعا ثم ننام . فقال الأمير: ومتى تستيقظ ؟

فقال : إذا نزل الحي القيوم إلى السما ء الدنيا . فقال :هل عليك من دين ؟ فقال : ذنوبٌ سلفتْ بيني وبين ربي .

فقال : ألا تريد معيشتنا ؟ فقال : لا و الله, لا أريدها . فقال: ولم ؟ فقال : أخاف أنْ يقسو قلبي , وأن يضيع ديني . فقال الأمير : هل تفضل أن تكون حمالا على أن تكون معي في القصر؟

فقال: نعم . فأخذ الأمير يتأمله وينظر إليه وهو مشدوه... بعد أن ألقى عليه محاضرة عن الإيمان ودرسا عن التوحيد . فتركه...وذهب ..... وفي ليلة استيقظ الأمير بل إستفاق من غيبوبة.. وأدرك أنه كان في سبات عميق وأن داعي الله يدعوه.. لينتبه . فاستيقظ الأمير وسط الليل.. وقال لحاشيته : أنا ذاهب إلى مكان, وبعد ثلاثة أيام أخبروا أبي الخليفة المأمون أني ذهبت وقولوا له بأنّي وإياه سنلتقي يوم العرض الأكبر . قالوا : ولم ؟ فقال : نظرتُ لنفسي وإذ بي في سبات وضياع وضلال وأريدُ أن أُهاجرُ بروحي إلى الله . فخرج وسط الليل وقد خلع لباس الأمراء ،ولبس لباس الفقراء ومشى واختفى عن الأنظار .. ولم يعلم الخليفة ولا أهل بغداد أين ذهب الأمير...وعهد الخدم به يوم ترك القصر.. وأنه راكب إلى واسط كما يقول التاريخ.. وقد غير هيئته كهيئة الفقراء وعمل مع تاجر في صنع الآجر . فكان له ورد في الصباح يحفظ القرآن الكريم..ويصوم الأثنين والخميس ، ويقوم الليل ويدعو الله عز وجل وما عنده من مال يكفيه يوما واحدا فقط.... فذهب همه وغمه وذهب حزنه وذهب الكبر والعجب من قلبه . " أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج ٍ منها " (الأنعام:122 ) ، ولما أتته الوفاة أعطى هذا التاجر خاتمه وقال : أنا ابن الخليفة المأمون.. إذا متُ.. فغسلني.. وكفني.. واقبرني.. ثم اذهب لأبي وسلمهُ الخاتم . فغسله وكفنه وصلى عليه وقبره وأتى بالخاتم للمأمون.. و أخبرهُ خبره وحاله... فلما رأى الخاتم شهق وبكى الخليفة المأمون.. وارتفع صوته.....وبكى الوزراء ... وعرفوا أنه أحسن اختيار الطريق.... لكنهم.....لم يسيروا عليه.

الأنصار رضي الله عنهم وموقفهم يوم الطائف :

أيها المؤمنون،بعد غزوة هوازن حيث فتح الله على نبية والمؤمنين بالنصر المبين ، فبدء - عليه الصلاة والسلام- يقسم الفنائم وأغدق على المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار- رضي الله عنهم وأرضاهم- شيئًا، فوجدوا في أنفسهم: كيف يعطي النبي كل القبائل ونحن لنا السابقة في الإسلام ولم يكن لنا نصيب من تلك الغنائم؟!!! فذهب سيدهم وزعيمهم سعد بن عبادة رضي الله عنه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فشكا له الأمر، وبيّن له ما وجد أصحابه في نفوسهم، فقال: يا رسول الله، إن الأنصار وجدوا في أنفسهم، أعطيت كل أحياء العرب ولم تعطهم شيئًا! قال: ((وأين أنت يا سعد؟)) قال: يا رسول الله، ما أنا إلا إمرؤ من قومي ، قال: ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة))، فجُمِع الأنصار رضي الله عنهم فقال لهم-عليه الصلاة والسلام - : ((يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم؟ وَجْدة وجدتموها عليّ في أنفسكم، ألم آتكم ضُلاّلاً فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألّف الله بين قلوبكم؟!)) وهم لا يزيدون رضي الله عنهم على أن يقولوا: لله ولرسوله المنّ والفضل، قال: ((ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟!)) قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المنّ والفضل، قال: ((أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقْتُم ولصُدِّقْتُم: أتيتنا مُكذَّبًا فصدّقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلاً فآسيناك. أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعَاعَة من الدنيا تألّفتُ بها أقوامًا ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟! ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟! فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا وسلك الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار))، فبكى الأنصار رضي الله عنهم حتى أَخْضَلُوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله – صلى الله عليه وسلم- قسمة ونصيبًا. الله أكبر

هكذا يفعل الإيمان ، يغير النفوس المتمردة ، ويشفي القلوب المتشككة ، ويداوي العلل الكامنة ، ويُهَدِءُ فورة الغضب ، ويزيل أسباب ثوران الشهوات .

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل:97]

الحياة المعاصرة افرزت أمراض نفسية أخطر من مرض فقدان المناعة:

الست تري أخي المؤمن وأختي الفاضلة كيف زهد الناس في فعل الخير ؟ وبدأت تتحكم فيهم الأنانية ، ألست ترى التهافت على الدنيا ؟ وهم كل انسان أن يكسب المال فقط ، ولا يهمه مصدره ، الست ترى كيف ضاعت قيمة الإيثار ؟ ألست ترى كيف انجرف الناس بعيد عن رياض الجنة ومجالس القرآن ؟ ألست ترى الحساد المر من القلق، والأرق ،والإضطرابات النفسية. (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) [طه]

يقول أحد حكماء الصين : ( حينما ينغلق أمامك باب الأمل.. لا تتوقف لتبكي أمامه طويلاً؛ لأنّ في هذه اللحظة انفتح خلفك ألف باب تنتظر أن تلتفت إليه) .

وصَفَاتْ السعادة :

أولا : الإيمان الصحيح: وذلك بأن تعلم بأن الخير بيد الله ، وأن مقادير الأمور بيده ، وانه مقسم الأرزاق ، وأن الناس لا يحصلون في المال بسبب قوة سواعدهم ، ولا حدة ذكائهم ، ولا فراستهم ، ولا لوجود الوساطات، والرشا، والفساد الذي ينخر في جسد الأمة في كل مكان ، بل الرزق من عند الله ، فهو مقسم الأرزاق يبسط لهذا ويقبض عن هذا (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير ( 27 ) سبحانه انه بعباده خبيرا بصيرا .

ثانيا : بلسم القرآن الشافي:

إنه شفاء لما في النفوس وهدي ورحمة ، وبركة وخيرا ، يلين الله به القلوب والجلود ، وينير الأفئدة والوجوه، فهو مصدر السعادة ، وراحة النفوس ، وجلا الهموم والغموم .

يا أيها الكَلم العلى الشأن *** يا من أضأتَ غياهبَ الإنسا

يا خير ما نطقت به الشفتان *** ما دمت فينا لن يتوه سفيهنا

فالحرف نور في يد الربان *** من عند ربي قد أتيت مفصلاً

وبقيت وحياً دائم التبيان *** تؤتى ثمار الأمن في كل المدى

فالغرس نور والشذى نوراني *** لك في صدور المسلمين رحابة

ولك الفيوض تموج بالأزمان *** يا حظ من حفظَ الكتاب بقلبه

يا سعده بتلاوة القرآن *** يلقى من المولى الكريم وصاله

ويفوز بالفردوس والرضوان *** هو حبلُ ربى للوجود جميعه

جَمع الأمور وصاغَ كل بيان *** هو قول حق غير ذي عوج أتى

أَنْعِم به قد جاء من منان *** وتكفّلَ اللهُ الحفيظُ بحفظه

ليعيش صرحاً كامل البنيان *** يا أيها العطشى تعالوا نرتوي

ونعيش أمناً في رُبى الفرقان.

ثالثا: الدعاء والذكر : القلب الولهان بالحبيب لا يستطيع للحظة أن يحبس نفسه عن التفكير في محبوبه ، فهو دائم الذكر له ، فمابالك إن كان هذا الحبيب هو من خلقك وخلق حبيبك ، ومصيركما بيده ، وتحت تصرفه ومشيئته ، فأيهما اولى بالذكر ، والثناء ، وأيهما أولى أن يسكن القلب ، ويشغل الفؤاد ، بلا ريب رب العالمين هو اولى بذكرنا ، واولى بنفوسنا وأرواحنا ، واولى من كل شيئ ، وأحب من كل شيئ ، سبحانه جلا جلاله ، لا نحصي ثناءا عليه هو كما أثنا على نفسه . وينبغي من أجل أن نوفق لذكره أن نلهج له بالدعاء ، ونسأله التوفيق .

رابعا : الكلام الطيب ولين الجانب :

الكلام اللين يجعل القلب لين ، والقلب اللين يجعل تعامل الناس لين ، ومن لان له الناس فهو الملكُ المتوج ، والسيد المسود ، والأمير المطاع ، لين قلبه حمله لين جانبه ، ومن لان جانبه عرف بالتواضع ، ومن تواضع لله أعزه الله .

خامسا : الإحسان للفقراء والمساكين .

من أدخل السرور على أي انسان أحس بذلك السرور في قلبه ، ومن أشبع جائعا احس بالشبع ، ومن أروى عطشانا إرتوى من غير رشف المياه ، إنها سلوكيات تجلب السعادة ، ومعاملات تدخل السرور ، من عاش للناس عاش سعيدا ، ومن عاش لنفسه عاش كئيبا .