انتصاراً للأقصى: تذكير ببعض حقائق صراعنا مع يهود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

خطبة الجمعة 23/ 10/ 2015م

9 محرم/ 1437هـ

"انتصاراً للأقصى: تذكير ببعض حقائق صراعنا مع يهود الصهاينة" - أ.د. محمد سعيد حوى

الخطبة الثانية:

"مشروعية جهاد أهلنا في فلسطين" - أ.د. محمد سعيد حوى

خطبة الجمعة 23/ 10/ 2015م                             9 محرم/ 1436هـ

انتصاراً للأقصى

تذكير بحقائق صراعنا مع يهود

أ.د. محمد سعيد حوى

في ظروفٍ قاسية جداً يمر بها أهلنا في فلسطين؛ ينطلق الشباب المؤمن دفاعاً وتضحيةً لأجل المسجد الأقصى مسرى رسول الله، وهم يشعرون الخطر الشديد، ينطلقون دفاعاً وقد رأوا كيف يقتل العدو أبناءنا بدمٍ بارد، يقتلون أطفالنا، نساءنا، يصادرون حقنا في العبادة، يعتدون على حرمات المسجد الأقصى، فكان حقاً أن ينتفض أهلنا في فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى، عن الحرمات والدماء.

فحال عدونا الصهيوني وأمثالهم كما قال تعالى:

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 114] وفضلاً عن جرائم التهويد والعبث التاريخي، وتشويه وتغيير المعالم، والحصار والمستوطنات، والتدمير والهدم.

في هذه الاجواء التي يتعرض فيها أهلنا ومقدساتنا إلى الخطر الشديد والقتل تتحرك

 عنصرية مقيتة مجرمة تقول: إن كراهية العرب وقتلهم من قيمهم التي يعتزون بها)

لابد أن ندرك تماماً ما هي العقلية التي تحرك يهود الصهاينة؟

وماهي العقد التي تحركهم؟

هم المعتدون ابتداءً القاتلون يعمقون العنصرية وإثارة الحقد والكراهية ويعتزون بذلك، ويدعون إلى إبادة العرب والفلسطينين.

إنهم يحركهم جملة من العقد الدينية والتاريخية الباطلة، وإذا لم نفهم هذه العقلية كما هي لن نستطيع التعامل معهم والتصدي لهم والانتصار عليهم.

1-             فهم لم يسلم من  اعتداءاتهم  الأنبياء ؛ كأسوأ أنموذج لأخلاقياتهم:

عندما يقولون: إن لوطاً سقته بناته خمراً وضاجعنه" سفر التكوين إصحاح 19.

أما كذبهم على داود واتهامه اتهامات باطلة في سفر صموئيل 11.

واتهامهم سليمان بالرجس، سفر الملوك إصحاح 11.

وقولهم: إن يعقوب صرع الله في البرية واستطاع الله النجاة بعض يعقوب. (تعالى الله عما يقولون) سفر التكوين إصحاح 32.

وسطر القرآن بعض جرائمهم، من ذلك:

﴿ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ، وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً ﴾ [النساء:155- 156]

﴿ وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾ [المائدة: 64]

                                                                

2-             في عنصرية مقيتة هم ينطلقون من استباحة كل شيء لغير اليهود:

 فجاء في سفر التثنية إصحاح 33، 34 (للأجنبي تقرض بربا).

وفي التلمود: (مسموحٌ غش الأجنبي ، وسرقة ماله بواسطة الربا الفاحش)، وفيه: (اقتل الصالح والمجد من غير اليهودي) وكل هذا الذي سطرناه قد بينه القرآن العظيم، فقد بيَّـــن من حالهم ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 75].

3-             وهم يحتقرون ويستحلون دماء من سواهم:

في التلمود (وأرواح اليهود عزيزةٌ عند الله، وأرواح غير اليهود شيطا نية تشبه أرواح الحيوانات).

وفيه: ( محرمٌ على اليهودي أن ينجي أحداً من الأجانب من هلاكٍ أو يخرجه من حفرةٍ يقع فيها ... إلخ).

﴿  كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]

4-             ولذلك عندما نراهم يبنون الجدر فهي جزء من عقيدتهم العنصرية وتعبر عن نفسية الجدار عندهم حين تقسّم البشرية إلى قسمين اليهودثم بقية البشر خدم إسرائيل

إن عقدة الشعب المختار التي نص عليها سفر الخروج حيث قال: (هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر) تحركهم

وحين تبلغ كراهية الآخر ذروتها عند الصهاينة يقيمون الجدران(لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر).

﴿ وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ المَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18]

﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، وَلاَ يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة:6- 7]

5-             ثم اخترعوا اللاسامية كتهمة ابتكرتها الصهاينة لإرهاب كل من يعترض على مخططاتهم.

وهكذا تأتي الفتاوى المعاصرة لتعبر عن عنصريتهم المقيتة وعقدهم التاريخية إذ يدعون أنهم شعب الله المختار، ويدعون إلى إبادة من سواهم.

فقال عوفاديا يوسف وهو أحد أكبر حاخامات اليهود، دون أن يعترض عليه أحدٌ، أو يتهمه آخر بأنه عنصريٌ أو متطرف، أن العرب والفلسطينيين شرٌ مطلق، وأنهم يضرون ولا ينفعون، بل هم كالأفاعي السامة، يقتلون ويغدرون، ويؤذون ولا ينفعون، وأنه ينبغي على اليهود وضع الفلسطينيين في زجاجةٍ مغلقة، ليمنعوا شرهم، ويصدوا خطرهم، ثم ليموتوا خنقاً فيها

فقد أفتى الحاخام الإسرائيلي نسيم مؤويل، وهو أحد أهم المرجعيات الشرقية اليهودية، بوجوب اقتلاع أشجار الفلسطينيين، وجواز تسميم آبارهم، ولذلك يمعن المستوطنون في خلع أشجار الزيتون، واتلاف المحاصيل وحرقها، إيماناً منهم أنهم يعملون الخير، وينفذون وصية الرب، التي يقول بها حاخاماتهم ورجال دينهم، وفي كثيرٍ من الأحيان يطلقون خنازيرهم البرية خاصةً في مناطق الأغوار الأردنية، لتعيث فساداً في الحقول والبساتين، وتخرب كل شئٍ تدوس عليه أو تمر فيه.

كما دعا الحاخام شلومو ريتسكين، وهو مدير المعهد العسكري الديني في مستوطنة كرنيه شمرون بمحافظة قلقيلية شمال غربي الضفة الغربية المحتلة، طلابه من جنود الجيش وعناصره في كل المستويات العسكرية، إلى نهب محاصيل الزيتون من الفلسطينيين، وحرق أشجارهم، وجواز تسميم آبار مياههم، ومنعهم من الاستفادة من الآبار اليهودية، تماماً كما كان يفعل أجدادهم قبل مئات السنوات، عندما كانوا يحرمون جيرانهم العرب من الاستفادة من آبارهم إن استطاعوا، فإن لم يتمكنوا، فإنهم كانوا يقومون بردمها أو تسميمها، لمنع غيرهم من الورود عليها.

وأصدر الحاخام اليهودي دوف ليئوور، فتوى مشهورة تبيح قتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير غزة بالكامل، حتى لا يستمر الجنود "الإسرائيليون" في المعاناة. وقال ليئور في فتواه: "إن كل سكان غزة أعداء وهدف في القتال، وإنه في كل الحروب التي يتعرض فيها شعب لهجوم من حقه الرد بشن الحرب على الشعب الذي خرج منه المهاجمون، وليس ملزما بفحص إذا ما كان هو بشكل شخصي يتبع للمقاتلين"وأضاف: «لهذا في أوقات الحرب مسموح للشعب الذي يتعرض للهجوم بمعاقبة سكان العدو واتخاذ الخطوات العقابية التي يجدها مناسبة، كمنع تزويد الكهرباء أو قصف وتدمير كل المنطقة». كما ذكر: «أنه لا ينبغي تعريض الجنود للخطر بل يجب العمل على اتخاذ خطوات رادعة وساحقة لإبادة العدو، ويسمح لوزير الأمن بأن يأمر حتى بتدمير كل غزة، لكي لا يستمر الجنود في المعاناة، ولمنع المس بأبناء شعبنا الذين يعانون منذ فترة طويلة من الأعداء المحيطين.

6-             وهم يستحلون أعراض وحرمات كل من سواهم:

 وفي التلمود: (اليهودي  لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية)..  

7-             ومن عقدهم: تجدهم أيضاً اخترعوا الهولوكست لتبرير هدم المدن وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتطالب الدول الأوروبية بالسلاح والمال؛ تكفيراً للمذبحة ليذبحوا الشعب الفلسطيني الذي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمشكلاتهم ومذابحهم المزعومة( وآخر افتراءاتهم وكذبهم وعنصريتهم أن يتهم الحاج أمين الحسيني رحمه الله أنه هو الذي أمر هتلر بحرق اليهود في فرية أخرى قد تدخل التاريخ لتصبح جزءاً من العقائد والعقد الكاذبة والخرافية التي تحرك يهود الصهاينة.).

8-             ثم عقدة التوارث التاريخي والحقوق التاريخية

 مع أن أي منطق يفند ذلك:

أولاً: فمن يقول: إن الأحفاد يرثون كياناً مرَّ به أجدادهم مروراً عابراً قبل ثلاثة آلاف سنة لو سلمنا أن اليهود مروا بهذه المنطقة.

ثانياً: من يقول إن يهود اليوم هم أحفاد يهود السابقين؟

ثالثاً: بأي حقٍ يقول: أو نقبل إن المستعمر القادم من روسيا أو لتوانيا يملك الحق في طرد العربي الفلسطيني الذي توارث المكان عن أجداده من غير انقطاع منذ خمسة آلاف سنة.

رابعاً: ثم إن حفرياتهم التي امتدت على عشرات السنين لم تستطع قط أن تقف على آثرٍ واحد.

باطل وحق:

وهكذا تنهار مزاعمهم وخرافاتهم لكن بعض العرب يتراجع عن الحق ساعة انهيار الباطل.

إذن من واجبنا أن نفهم كيف يفكر يهود الصهاينة وكيف أن عقد العنصرية والكراهية والادعاءات الدينية والتاريخية الباطلة هي التي تحركهم، لنسأل أنفسنا ماذا أعددنا أمام ذلك كله؟ وماذا أعددنا للتعامل مع هذا العدو؟

موقفنا ولماذا نحاربهم:

لا نعادي أحدأ لدينه أو عرقه او جنسه ... إنما فقط يحركنا قوله تعالى:

﴿ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 9]

إن عقدة الشعب المختار التي نص عليها سفر الخروج حيث قال: (هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر) مازالت تحركهم مع أنهم أي اليهود لو أخلصوا في المدينة للنبي محمد  صلى الله عليه وسلم لتغير وجه التاريخ وعاشوا بإنسانية وسلام كما يقول مونتي غمري في كتابه محمد في المدينة، ولتغير وجه التاريخ، ولكن عقدهم التاريخية والدينية الباطلة هي التي تحركهم.

إنه للأسف عندما نغفل عن طبيعة التفكير الصهيوني وما يحركه من عقد باطلة وعنصرية مقيتة لا يمكن أن نحسن مواجهتهم، يصبح حالنا كمن رأى جريمة فنسيها وأخذ يتحدث عن فروع، كلصٍ استولى على منزل فأخذ أصحاب المنزل يتحدثون عن تحطيم الزجاج، وتمزيق الستائر بينما المنزل كله ضاع وأصحابه قتلوا، ومن ثم إن من يتحدث عن مشكلة حدودية أو سياسية بيننا وبين يهود ينسى أصل الجريمة ويغفل عن فهم العقلية الصهيونة اليهودية ولن يفهم كيف يتعامل معهم.

السياسة والدين العنصري:

فضلاً  عن الإعلام المحرض على الكراهية، وما امتلأت به مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى قتل كل عربي، وتفتخر أن كراهية العرب قيم أصيلة عندهم وليست عنصرية؛ وذكر الباحث فى الشئون الصهيونية الدكتور صالح النعامي: نتنياهو وصف الحاخام دوف ليؤور بأنه "السرية التي تقود شعب إسرائيل"، مشيرًا إلى أن ليؤور مسؤول عن معظم الفتاوى التي تحث على قتل العرب وتدمير الأقصى.

القرآن يعلمنا ويكشف عنصريتهم وعقدهم وأخلاقياتهم:

وكل هذا الذي سطرناه قد بينه القرآن العظيم، فقد بيَّـــن من حالهم ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 75]

كما نقلنا سابقاً عن تلمودهم وتوراتهم: (مسموح غش الأجنبي).

﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً، أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ﴾ [النساء:53- 54]

﴿ وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]

﴿ وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ المَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18]

﴿ لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14]

﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُـكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]

إذن الحل معهم

بعد أن يفهم عنضريتهم وعقدهم التي تحركهم، فالحل القوة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأعراف: 167]

والحل إما أن يخرجوا من هذه الأرض التي اغتصبوها أو سيذوقوا الوباء والبلاء كما قال تعالى في سورة الحشر ﴿ وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ﴾ [الحشر: 3] والسنَّـــة ماضية ﴿ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ ﴾ [الحشر: 13].

فتاوى جاهلة اليوم:

جهلة يدينون جهاد أهلنا في فلسطين، ويعتبرونهم خوارج، وهمج، ويصفون عملهم بالانتحار، وأنهم يخالفون ولي الأمر، وأنه خلاف السنة

أولاً من يفتي لا بدَّ أن يكون عالماً بالكتاب والسنة وباللغة وفقهها ودلالاتها وبالأصول والمقاصد وقواعد الشريعة والفقه المقارن والواقع.

ثانياً لا بدَّ أن يتحدث لماذا يحدث ما يحدث، ومن المجرم الحقيقي؟ ومن المعتدي؟

ثالثا: ثم لا بدّ أن ننظر إلى آثار هبة شعبنا التي ألقت الرعب في قلوبهم وبينت للعالم أن الأقصى خطره ومكانته عظيمة عند المسلمين وأن الاعتداء عليه لن يمر.

رابعا: ثم نحن نجد في السنة شواهد عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا، فَكَانَ مَعَهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟» قَالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ: دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ اللهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ» صحيح مسلم.

ومن هذه المشاهد أن المرتدين احتموا بحديقة ( حديقة الموت)وأغلقوا عليهم (سميت حديقة الموت لكثرة من قتل بداخلها)، فنادى البراء بن مالك في جند المسلمين: "يا معشر المسلمين، ألقوني في الحديقة، فاحتملوه فوق الجحف ورفعوها بالرماح، حتى ألقوه عليهم من فوق سورها، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه ..(فهل هذا انتحار)

خامساً: أما أنهم خوارج فخرجوا على من؟ فإن ولي الأمر قد أدان الصهاينة وحملهم مسؤولية ما يجري.

إذن لن نستغرب أن نسمع من جديد عبارات العنصرية اليهودية التي تدعو إلى كراهية العرب والاعتزاز بذلك، وتعتبرها قيم من قيمهم، كما لن نستغرب أنهم جبناء، ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أْن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 96]

 كما أنه لا ينفع معهم بعد فهم عقيدتهم وكيف يتصرفون إلا القوة ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ﴾ [الإسراء: 5]

﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأعراف: 167]

وسوم: 639