أَلَا يزال " وُلْد عبد العزيز " على موعده بزيارة دمشق ؟

ففي الخبر أن الرئيس الموريتاني أعلن في: 30/ 12/ 2018م، أنه يزور سورية في الشهر الأول من سنة: 2019، حيث أكدت مصادر رسمية موريتانية في حينها، أن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمد وُلْد عبد العزيز لدمشق، تأتي تتويجًا للعلاقات الأخوية التي تربط البلدين، التي لم تنقطع رغم ما مرت به سوريا من أوضاع في السنوات الماضية.

وكان مفترضًا أن يكون الرئيس الموريتاني أول رئيس عربي يزور سورية، لكن دخوله في إجازته السنوية حال دون ذلك، لكنه سيقوم بزيارته الرسمية إلى دمشق في العاشر من يناير/ 2019.

وستكون هذه الزيارة الأولى للرئيس ولد عبد العزيز لسورية، منذ توليه مقاليد السلطة في أغسطس/ 2008، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الإخبارية الروسية عن مصدر مطلع في نواكشوط.

وقال المصدر: كان هناك توجه بأن يكون ولد عبد العزيز أول رئيس عربي يزور سورية، قبل زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المفاجئة، لكن جرى إرجاء الزيارة إلى ما بعد انتهاء عطلة يقضيها الرئيس في صحراء تيرس شمالي موريتانيا.

و أنّ زيارته تلك ستكون قبيل مشاركته في القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية، التي استضافتها بيروت، ما بين: 16 ـ 18/ 12/ 2018، حسب المصدر.

و كان الرئيس السوداني، عمر البشير، قد زار دمشق، و التقى، الرئيس الأسد: يوم 16/ 12/2018، وجاءت تلك الزيارة للبشير بعد أن دعا البرلمان العربي جامعة الدول العربية، إلى العودة للعمل المشترك مع سورية، مشيرًا إلى أن المنظمة " يمكنها التحرك لإعادة تمثيل سورية في مؤسساتها بعد تعليق أنشطتها قبل 7 سنوات".

و هي الزيارة التي عدّها وزير الخارجية " وليد المعلم " خطوة إضافية لكسر الحصار على سورية، غير مستبعد إمكانية أن تشهد دمشق زيارات لرؤساء عرب آخرين.

يذكر أن كلًّا من موريتانيا و السودان من الدول التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سورية، و قد استمر أنشطة سفارتهما لدى دمشق في سنوات الأزمة السورية.

مثلما يذكر أن زيارة البشير تلك قد رعتها موسكو، و حضت عليها طهران؛ مناكفة لمحور دول الخليج المناهض لنظام الأسد، و كانت زيارة " وُلْد عبد العزيز " ستكون ضمن هذا الإطار أيضًا.

و لم تمض أيامٌ قليلة بعد تلك الزيارة للبشير حتى اندلعت اضطرابات، انتهت بالزجّ به في سجن كوبر في العاشر من نيسان/ 2019، و قد عزاها مراقبون إلى أنّ لعنة سورية قد أصابته، مثلما أصابت شخصيات أجنبية أخرى زارت دمشق مؤخرًا.

و هو الأمر الذي حمل " وُلْد عبد العزيز " على التخلّف عن الزيارة، و إخلاف موعده الذي قطعه على نفسه في إتمامها، و في موعد عُدَّ مستعجَلاً في حينها.

هذا فضلاً على معلومات تسربَت بأن واشنطن أرسلت عدة رسائل إلى دول المنطقة، مفادها بأن كسر العزلة عن نظام الأسد ما زالت دونه أشواط؛ الأمر الذي جعل وزير خارجية لبنان " جبران باسيل " يقف مكتوف اليدين بعد إصرار غير طبيعيّ منه على أن تكون سورية حاضرة في قمة بيروت، مثلما جعلت أمين عام الجامعة العربية " أحمد أبو الغيط "، يخرج في مؤتمر صحفي، يذكر مبررات عدم دعوة الرئيس الأسد لشغل مقعد سورية في قمة تونس في: 31/ آذار ـ الفائت.

بعد الذي جرى للرئيس البشير، فإنّ شرائح عريضة من الموريتانيين باتتْ تُلحّ على الرئيس " وُلْد عبد العزيز " أن يفي بوعده بزيارة دمشق، و ألاّ يتخلف عنها، على الرغم من طول مدة الانتظار، فذلك سيُحسب له؛ بأنه لم يبالي بأن يلقى مصير البشير، فما أصابه لم يكن ليُخطئه، فموريتانيا غير السودان.

وسوم: العدد 822