صراعات سلطان ودبور

تسارع الاحداث وتكراره داخل المخيمات حملت ، رسائل مفتوحة وواضحة السطور والمعالم ، ومضمونها مكشوف دون الحاجة الى قراءة العنوان . فاشتباكات متكررة في عين الحلوة ، تخرج عن قواعد اللعبة السابقة ، واستنفار اعلامي يسبق ذلك يمهد ويحرض، تشكيلات فتحاوية عكس المرتجى والمامول ، في مقدمتها عودة اتباع سلطان ابو العينين الى رأس القيادة الفتحاوية في لبنان ، وهذا كان اخر التوقعات ، وكما يقال غلطة الشاطر بالف ، وهذه غلطة لرئيس حركة فتح الرئيس ابو مازن.

   العجوري( ابو غسان العزي ) القائد العسكري لصيدا ، المفترض ان يلعب دورا محوريا في المستقبل و قد تسلم اللجنة الامنية ، بعد ان تم عزل عبد الاسدي بسبب تخاذله في موضوع خالد الخميني ، واتهامات له من قبل قوات الامن الوطني لفتح بانه جبان ولا يحق له تسلم قوة امنية في اكبر مخيم فلسطيني في لبنان ، ومن بعده تعيين وعزل السيكو ، وتم تحويله للتحقيق حول علاقته بمنير المقدح وفريقه ، والاعلام يقول انه سيذهب الى رام الله او يتم ارسال بعثة تحقيق من رام الله الى لبنان ، واتهامات للسيكو بالتنسيق مع الاجهزة الامنية لمواضيع تتعلق ببيع اسلحة للمنظمات وغيرها من افراد ابناء المخيمات .

  ايضا فان القائد الفتحاوي منير المقدح ، ومعه مئات الكوادر ، يرفضون الانصياع للاوامر من قبل اشخاص يدينون لاتباع ابو العينين الذي يتهمه المقدح انه السبب المباشر في تفجر الاحداث وتكررها في مخيمي عين الحلوة والمية ومية ، وسقوط مخيم نهر البارد بمؤامرة لبنانية فلسطينية وكان قادرا على حل الموضوع لكنه تأمر نكاية وكيدية بعباس زكي الذي كان سفيرا معتمدا من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس .

   ابو العينين ، الذي كان بالسابق يقوم بخبرته المالية بعملية الحسومات والخصومات على الرواتب والموازنات ، بعد رفض القيادة اعطاءه صلاحية الامساك بالوضع المالي ، يعيش ازمة نفسية بهذا الجانب اضافة الى مرضه بالسرطان ، ويتوعد اذا لم تنقل له الصلاحية المالية لغير اتباعه وابنائه سيعمل على تغيير قواعد الشراكة الفتحاوية بينه وبين اشرف دبور ، وبالاخص في موضوع الهلال الاحمر لان ابنه (رياض) مدير مستشفى الهمشري وعضو بلجنة الهلال الاحمر في لبنان . كذلك يعمد ومن خلال نفوذه السابق في لبنان الى تنصيب ازلامه وعشيرته واحلالهم بدل من يقصيهم السفير اشرف دبور من كوادر حركة فتح الذين لا ينسجمون والعمل معه ، ان كان في صور او صيدا او طرابلس

   الاقليم الفتحاوي يعيش ازمة خانقة ، حسين فياض ابو هشام يعتبر ان ابو العينين لم يستطع ان يحضر له قرارا رسميا من اجل ان يتم انتخابه مسؤول الاقليم في المرحلة المقبلة ، بل يكتفي بفرض سياسات الامر الواقع على ساحة لبنان وتعيينه امينا لسر الاقليم لمرحلة مؤقته لحين نضوج ابنه رياض واستلامه مسؤولية اقليم لبنان الفتحاوي مع تخوف سلطان العينين ان يتم استبعاد ابنه رياض من تشكيلة الهلال الاحمر وحتى من مسؤوليته كمدير لمستشفى الهمشري ، بوجود قيادة من اعضاء المجلس الثوري تتضارب فيها الوظائف والمهام بينهم وبين مهام اعضاء الاقليم ومن بينهم امنة جبريل مسؤولة اتحاد المراة في لبنان وعضو بمجلس ثوري فتح في رام الله ، وفتحي ابو العردات مسؤول ساحة لبنان وعضو مجلس ثوري فتح في رام الله ، ورفعت شناعة مسؤول اعلام ساحة لبنان وعضو مجلس ثوري في رام الله ايضا ، مع النزاعات المتكررة بين قيادة لبنان وسفير السلطة الوطنية عضو المجلس الثوري اشرف دبور لانه يعتبر نفسه اعلى سلطة تنفيذية في لبنان لانه سفير ومدعوم من رمزي خوري ومن عزام الاحمد .

     يظن اتباع السفير دبور جازمين ، ان القيادة الفلسطينية لا تأخذ كثيرا بعين الاعتبار المصالح اللبنانية – السورية ولا ترجو علاقة جيدة وقوية معهما ، لخلافات سابقة مع النظام السوري واتباعه في لبنان ، وتأمل وتنتظر جماعة دبور خراب لبنان وتفجر الفوضى بمدنه وقراه من اجل استمرار وجود فتحاوي مؤثر لدبور واتباعه في لبنان فاشرف دبور المتحالف مع اقطاب السلطة الوطنية واجهزة التنسيق الامني ، اصبح وجوده يشكل خطرا على لبنان الجاهد الى ضرب كل شبكات التعامل مع الاسرائيليين . وكذلك سوريا التي تعتبر لبنان خاصرتها الامنية ، وغير مسموح اللعب بالامن القومي .

   ومن ناحية ثانية ينسق ابو العينين لانجاح اولاده في نهب ثروات الهلال الاحمر و مستشفى الهمشري ، مع دحلان ومعاهم الطيراوي وهما رجلان يضعان مصلحتهما الشخصية فوق كل اعتبار . واليوم ابو العينين ممنوع لبنانيا دخول اي مخيم باستثناء مخيمات صور التي تقع في اطار القرار الدولي 1701 والتي تشكل حالة هامشية في الصراع الداخلي الفلسطيني. وعين الحلوة اكبر المخيمات ، والاكثر ترشحاً لاحداث امنية ، في وقت يتجول فيها مسؤول حماس احمد عبد الهادي ويلتقي مع اقطاب من المنظمات الاسلامية  وفصائل المنظمة والتحالف .

   ماذا يفيد وجود دبور في لبنان ، سوى الامعان في تدمير حركة فتح ، وتهديم ما بني من علاقات سابقة مع لبنان خلال السنوات الماضية قبل دبور و من قبله السفير السابق عبد الله عبد الله ، الا اذا سحب الرئيس الفلسطيني ابو مازن اوراق القادة الفتحاويين المفسدين من لبنان قبل ان تذهب تشكيلة فتح و منظمة التحرير الى الهلاك وضياع الشعب الفلسطيني ومخيمات لبنان .فالرئيس ابو مازن، معني ان يحافظ على فلسطينيي لبنان كما يحافظ على شعب فلسطين في كل مكان ، وابناء فتح امانة في اعناق ابو مازن واللجنة المركزية ، فانقذوها ممن يدعون انهم الحريصون.

وسوم: العدد 1071