ما سر عدم كشف بعض منابر الجمعة عندنا سبب نهي خطبائها عن تخصيص النصف من شهر شعبان بصيام يومه وقيام ليله ؟

ما سر عدم كشف بعض منابر الجمعة عندنا سبب نهي خطبائها عن تخصيص النصف من شهر شعبان بصيام  يومه وقيام ليله ؟؟؟

محمد شركي

سأنطلق من خطبة الجمعة الفارطة التي حضرتها، دون أن تكون النية التي علمها عند الله عز وجل هي استهداف الخطيب الذي حضرت خطبته ، وأنا أثني على جهوده المشكورة في صدق إرشاده، ودون أيضا  استهداف غيره احتراما للجميع ، لأنني كنت بدوري خطيبا ، إنما من أجل أن أقف عند نهي يتكرر سنويا  من طرف العديد من خطباء الجمعة عن تخصيص النصف من شهر شعبان بصيام يومه ، وقيام ليله . ومع أنهم يُذّكرون رواد المساجد بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم  من كثرة صيامه في شهر شعبان الذي تعرض فيه الأعمال على رب العزة جل جلاله ، وهو مما صح عنه عليه الصلاة والسلام .

 وعند وقوفهم على فضل النصف من هذا الشهر ، ينهون عن  صيام نهاره ، وقيام ليله دون  توضيح تبرير ذلك ، الشيء الذي يشكل على كثير من الناس ، إذ لا يفهمون لماذا يستثنى يوم النصف من هذا الشهر بعينه من بين  أيامه التي  يحث على صيامها كما كان يفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟

ولقد استفسرني أحدهم عند بوابة المسجد بعد الانتهاء من صلاة الجمعة عن هذا الإشكال باعتباري خطيب جمعة سابق ، فحاولت أن أدفع حيرته بتوضيح سبب النهي عن صيام يوم النصف ، وقيام ليله ، مما كنت أذكره حين أتحدث عن هذا اليوم  في خطبي ، وأنا  على يقين أن الخطيب كان ذلك هو قصده ، ولكنه لم يفصح عنه، لأنه ربما لو فعل لتوصل على جناح السرعة باستفسار يعقبه بأسرع منه قرار بعزل نهائي، كما كان حال الوزارة الوصية على الشأن الديني  معي يوم عاتبت في خطبة لي تطبيع دول خليجية مع الكيان الصهيوني ، وقد صار اليوم  هذا التطبيع مرفوضا لدى الرأي العام الوطني ،يعبر عن رفضه في مظاهرات ووقفات حاشدة  في ربوع الوطن ، وذلك  بسبب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

و لقدعلمت فيما بعد أنني أم أكن الخطيب الوحيد الموقوف لنفس السبب . ولا أدري هل لا زال وزير الشأن الديني، يصر على موقفه من عزل كل خطيب  يتعرض لموضوع  التطبيع ، بالرغم من كل  تلك المظاهرات والوقفات، أم أنه قد عدل عن ذلك  . وعلى احتمال أنه  قد فعل، فهل سيملك الشجاعة الأدبية لتقديم اعتذار ليس غير إلى من أوقفهم من خطباء بسبب تعرضهم لهذا الموضوع  احتراما للرأي العام  ؟

وأعود إلى المسكوت عن سبب تحذير خطيبنا  من صيام  نهار النصف من شعبان ، وقيام ليله للكشف عنه علما بأنه لا يجهله، بل يعزى إلى الخوف من عقوبة العزل والتوقيف، لأن من على رأس وزارة الشأن الديني، لا يقبل أن يتعرض الخطباء لبدع ابتدعت في النصف من شعبان من طرف جهات محسوبة على اليطرقية التي لن أعينها ، فهي معروفة  لدى الجميع ،بل أذكر أنها باسم الدين وافتراء عليه ، تقوم بأعمال ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، وهي بدع  صارخة . واحترازا من أن تصادف تلك البدع في النصف من شعبان صياما  أو قياما  ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن  بعض خطباء الجمعة ـ دون قصد  التعميم ـ يحذرون من ذلك ، لأن من تلك البدع  ما يسمى بشعبانة، وهي ابتداع له طقوس منها  قيام بصلاة فيها ابتداع في عدد ركعاتها ، وفيما يتلى فيها ، تزين للناس من خلال إطماعهم في أنها تضع ما كان عليهم من ذنوب خلال العام ، وكأن ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شهر شعبان، وعن ليلة النصف منه، لا يشفي غلة أصحاب هذه الصلاة  المبتدعة ، ولهذا افتروا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ابتدعوه فيها . وفضلا عن هذه الفرية ، فهناك طقوس أخرى ، الإسلام براء منها ، وهي مما يسمى موروثا شعبيا من قبيل الشطحات على إيقاع الطبول والمزامير ... وغيرها، تقوم بها فرق فلكلوية  تدعي الانتساب إلى بعض الطرق الصوفية ، وبعضها يزعم أنها عن طريق تلك الشطحات، تطرد  أرواح  الجن الشريرة الساكنة في أجساد  بعض الناس كما يزعمون ، أو يفترون  ، ولا تغادرها إلا في ليلة النصف من شعبان عبر طقوسهم  . وإلى جانب الرقص والإيقاع ، هناك  ما يسمى بالإنشاد الذي يموه عن ضلاله بذريعة مدح شخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم . وفضلا عن ذلك، هناك طقوس شعوذة تعتمد أنواع من البخور، يزعم من ابتدعوها أنها تبطل السحر ، وتطرد الحظ  العاثر ، وتجلب الموفق ... ، وتدفع العنوسة ، وتدفع الفاقة ، والعين ،وتجلب الرزق ... إلى غير ذلك من البدع الضالة المضلة .

فهل يستطيع خطباء  الجمعة القيام بفريضة النهي عن تلك المنكرات، دون أن يعرضوا  أنفسهم لسخط الجهات المسيرة  للشأن الديني ، وهي طرقية الهوى والمنزع ، وللتوقيف والعزل ؟  وكم من منابر جمعة ،كان  خطباؤها يقومون بهذه الفريضة  الشرعية، كما أمر الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فعزلوا ، وأقيم مكانهم غيرهم ممن يخشى العزل والتوقيف  ، وله عبرة فيمن عزلوا  من خطباء ، ولا يحضره شيء من خوف الله  تعالى وخشيته . ولم تعد الكفاءة هي معيار انتقاء الخطباء، بل صار الخضوع لإرادة التيار الطرقي المهيمن على تدبير الشأن الديني، هو ما يضمن بقاء الخطباء فوق منابرهم . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .  

سأنطلق من خطبة الجمعة الفارطة التي حضرتها، دون أن تكون النية التي علمها عند الله عز وجل هي استهداف الخطيب الذي حضرت خطبته ، وأنا أثني على جهوده المشكورة في صدق إرشاده، ودون أيضا  استهداف غيره احتراما للجميع ، لأنني كنت بدوري خطيبا ، إنما من أجل أن أقف عند نهي يتكرر سنويا  من طرف العديد من خطباء الجمعة عن تخصيص النصف من شهر شعبان بصيام يومه ، وقيام ليله . ومع أنهم يُذّكرون رواد المساجد بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم  من كثرة صيامه في شهر شعبان الذي تعرض فيه الأعمال على رب العزة جل جلاله ، وهو مما صح عنه عليه الصلاة والسلام .

 وعند وقوفهم على فضل النصف من هذا الشهر ، ينهون عن  صيام نهاره ، وقيام ليله دون  توضيح تبرير ذلك ، الشيء الذي يشكل على كثير من الناس ، إذ لا يفهمون لماذا يستثنى يوم النصف من هذا الشهر بعينه من بين  أيامه التي  يحث على صيامها كما كان يفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟

ولقد استفسرني أحدهم عند بوابة المسجد بعد الانتهاء من صلاة الجمعة عن هذا الإشكال باعتباري خطيب جمعة سابق ، فحاولت أن أدفع حيرته بتوضيح سبب النهي عن صيام يوم النصف ، وقيام ليله ، مما كنت أذكره حين أتحدث عن هذا اليوم  في خطبي ، وأنا  على يقين أن الخطيب كان ذلك هو قصده ، ولكنه لم يفصح عنه، لأنه ربما لو فعل لتوصل على جناح السرعة باستفسار يعقبه بأسرع منه قرار بعزل نهائي، كما كان حال الوزارة الوصية على الشأن الديني  معي يوم عاتبت في خطبة لي تطبيع دول خليجية مع الكيان الصهيوني ، وقد صار اليوم  هذا التطبيع مرفوضا لدى الرأي العام الوطني ،يعبر عن رفضه في مظاهرات ووقفات حاشدة  في ربوع الوطن ، وذلك  بسبب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

و لقدعلمت فيما بعد أنني أم أكن الخطيب الوحيد الموقوف لنفس السبب . ولا أدري هل لا زال وزير الشأن الديني، يصر على موقفه من عزل كل خطيب  يتعرض لموضوع  التطبيع ، بالرغم من كل  تلك المظاهرات والوقفات، أم أنه قد عدل عن ذلك  . وعلى احتمال أنه  قد فعل، فهل سيملك الشجاعة الأدبية لتقديم اعتذار ليس غير إلى من أوقفهم من خطباء بسبب تعرضهم لهذا الموضوع  احتراما للرأي العام  ؟

وأعود إلى المسكوت عن سبب تحذير خطيبنا  من صيام  نهار النصف من شعبان ، وقيام ليله للكشف عنه علما بأنه لا يجهله، بل يعزى إلى الخوف من عقوبة العزل والتوقيف، لأن من على رأس وزارة الشأن الديني، لا يقبل أن يتعرض الخطباء لبدع ابتدعت في النصف من شعبان من طرف جهات محسوبة على اليطرقية التي لن أعينها ، فهي معروفة  لدى الجميع ،بل أذكر أنها باسم الدين وافتراء عليه ، تقوم بأعمال ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، وهي بدع  صارخة . واحترازا من أن تصادف تلك البدع في النصف من شعبان صياما  أو قياما  ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن  بعض خطباء الجمعة ـ دون قصد  التعميم ـ يحذرون من ذلك ، لأن من تلك البدع  ما يسمى بشعبانة، وهي ابتداع له طقوس منها  قيام بصلاة فيها ابتداع في عدد ركعاتها ، وفيما يتلى فيها ، تزين للناس من خلال إطماعهم في أنها تضع ما كان عليهم من ذنوب خلال العام ، وكأن ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شهر شعبان، وعن ليلة النصف منه، لا يشفي غلة أصحاب هذه الصلاة  المبتدعة ، ولهذا افتروا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ابتدعوه فيها . وفضلا عن هذه الفرية ، فهناك طقوس أخرى ، الإسلام براء منها ، وهي مما يسمى موروثا شعبيا من قبيل الشطحات على إيقاع الطبول والمزامير ... وغيرها، تقوم بها فرق فلكلوية  تدعي الانتساب إلى بعض الطرق الصوفية ، وبعضها يزعم أنها عن طريق تلك الشطحات، تطرد  أرواح  الجن الشريرة الساكنة في أجساد  بعض الناس كما يزعمون ، أو يفترون  ، ولا تغادرها إلا في ليلة النصف من شعبان عبر طقوسهم  . وإلى جانب الرقص والإيقاع ، هناك  ما يسمى بالإنشاد الذي يموه عن ضلاله بذريعة مدح شخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم . وفضلا عن ذلك، هناك طقوس شعوذة تعتمد أنواع من البخور، يزعم من ابتدعوها أنها تبطل السحر ، وتطرد الحظ  العاثر ، وتجلب الموفق ... ، وتدفع العنوسة ، وتدفع الفاقة ، والعين ،وتجلب الرزق ... إلى غير ذلك من البدع الضالة المضلة .

فهل يستطيع خطباء  الجمعة القيام بفريضة النهي عن تلك المنكرات، دون أن يعرضوا  أنفسهم لسخط الجهات المسيرة  للشأن الديني ، وهي طرقية الهوى والمنزع ، وللتوقيف والعزل ؟  وكم من منابر جمعة ،كان  خطباؤها يقومون بهذه الفريضة  الشرعية، كما أمر الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فعزلوا ، وأقيم مكانهم غيرهم ممن يخشى العزل والتوقيف  ، وله عبرة فيمن عزلوا  من خطباء ، ولا يحضره شيء من خوف الله  تعالى وخشيته . ولم تعد الكفاءة هي معيار انتقاء الخطباء، بل صار الخضوع لإرادة التيار الطرقي المهيمن على تدبير الشأن الديني، هو ما يضمن بقاء الخطباء فوق منابرهم . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .  

وسوم: العدد 1071