"أبو رغال" أخطر علينا من الشبيحة

"أبو رغال" أخطر علينا من الشبيحة،

فكيف نتقي أذاهم؟

الخائنون والجواسيس الذين أعانوا على إخوانهم وأسلموهم لعدوهم، كيف نتعامل مع هؤلاء؟

محمد علي - دمشق

عندما خرج أبرهة يريد غزو مكة وهدم الكعبة ، اصطحب معه رجلاً من العرب يدعى أبو رغال ، ليدله على الطريق إلى مكة، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس قريباً منها ، ومات هناك أبو رغال فرجمت العرب قبره ولعنته وما يزال ملعوناً إلى يوم الدين .

أبو رغال الملعون يتكرر في كل زمان وفي أي مكان ، وهو موجود في الثورة السورية الشعبية الكبرى ، يصطحبه عصابات الأمن والشبيحة ، ليدلوهم على الناشطين والمطلوبين ، وهم يتجسسون على الثوار ، وينقلون أخبارهم إلى أجهزة الأمن . آباء رغال هؤلاء أشد خطراً علينا من الشبيحة أنفسهم ، وهم قتلة بالمشاركة الفعلية والأذن المتجسسة والعين الخائنة والتسبب والدلالة على عورات إخوانهم وموالاة المجرمين والتواطؤ على الثوار إما طمعاً بمبلغ تافه من مال زائل يشترون به لقمة مغمسة بدماء إخوانهم أو جهلاً بعظم وخطر ما يفعلونه وأن مصيرهم النار وغضب جبار السموات والأرض وأحيانا قد يدفعهم حقد على الثوار أو حسد !. فكيف نتعامل معهم ؟.

الشدائد تكشف المعادن وتميز الخبيث من الطيب ، من المثقفين والشيوخ والفنانين والنجوم والرموز والوجهاء والزعران ، وكثيرٌ ممن نظنهم يثبتون لا يثبتون والعكس صحيح ..... والمحن تفضح المنافقين  ، وتكشف العورات ، وقد كشفت الأحداث والوقائع اللثام عن بعض المتخاذلين والساقطين والخائنين والجواسيس الذين أعانوا على إخوانهم وأسلموهم لعدوهم ، والسؤال : كيف نتعامل مع هؤلاء ؟. ولدي بعض الاقتراحات أضعها بين أيديكم :

1- مقاطعتهم ( كيف ؟. ) إذا كان صاحب دكان لا نشتري منه ، وإذا كان صاحب تجارة لا نتعامل معه ، وإذا كان طبيباً لا نتداوى عنده ، وإذا كان صاحب باص سرفيس لا نركب معه ، وإذا كان مدرساً لا نتلقى دروساً خصوصية عنده وإذا كان عنده عرس أو دعوة لا نجيب دعوته ومن باب أولى ألا ندعوه بل يجب إهماله ونسيانه حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت ، وإذا لقيته في الطريق لا تسلم عليه ، وإذا مرض لا تعوده ، وإذا استقرضك لا تقرضه ، وباختصار مقاطعة كاملة لهؤلاء حتى يتوبوا ويرجعوا إلى الله وتستقيم أحوالهم . طبعاً لا تزر وازرة وزر أخرى فقد يكون الأب منافقاً خبيثاً ويكون ابنه طيباً خالصاً ، فلا يؤخذ الصالح بجريرة الطالح ولا المحسن بذنب المسيء ، ولم يؤاخذ الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول بما صنعه أبوه وكان رأس النفاق وقد قال الحق سبحانه :{ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } المائدة / 8 .

2- فضحهم في داخل البلدات والمدن ، ليحذرهم الناس مع التهديد بفضحهم إعلامياً إذا استمروا في غيهم سادرين ، أما من مرد على النفاق ولا ترجى توبته وتبديل حاله فهذا ينبغي التشهير به في المواقع والقنوات على شريط الرسائل خاصة وكذلك في المنابر والمجالس ، ولا حرمة له ولا كرامة ، وغيبته جائزة بل واجبة لدرء خطره وأخذ الحذر منه .

3- مراقبة هؤلاء خاصة العيون والجواسيس منهم ومتابعة تحركاتهم والتضييق عليهم وتجنيد عيون عليهم يقيمون علاقات معهم ويستخرجون ما في قلوبهم من معلومات عن نوايا العدو وتحركاته . كذلك تقديم معلومات مغلوطة مفيدة محسوبة النتائج لينقلها هو بالمقابل إلى أسياده لنعمي عليهم ونحمي كوادرنا وناشطينا!!.

4- تهديدهم وزجرهم وترهيبهم مما قد يتعرضون له من بعد انتصار الثورة من محاكمة عادلة لهم وقد يصل الحكم أحياناً إلى الإعدام والقصاص ، لأنهم أعانوا على قتل إخوانهم وتسببوا في ذلك .

5- كتابة أسمائهم في قائمة عار ، وتعليقها على أبواب المساجد والمدارس وفي المواقع الألكترونية ونحوها .

6- لكن لا ينبغي الاستعجال ، بل مطلوب :

7- التثبت التثبت التثبت التثبت .................!!! حتى لا نصيب قوماً بجهالة فنضره ونندم وقد نصنع منه عدوا وهو صديق وقد نفتنه وهو بريء !.

8- لا بأس قبل ذلك بعرض التوبة عليه وفتح صفحة جديدة فلربما يتوب الله عليه وقد ينقلب عدواً للنظام الذميم وربما استطعنا أن نجنده عيناً لنا على الأمن أنفسهم .

9- دراسة كل حالة على حدة ، وهب أن إهانة تتوجه لفلان سترعد لها أنوف عشيرة بأسرها ، لمكانه أو مكانته ونحوه فهذا نهمله ونكتفي بهجره .

10- لا ينبغي اللجوء إلى ضرب أو إيذاء أو حبس ونحوه فهذا سيفتح علينا جبهات ومعارك اجتماعية تستهلك جهدنا وأعصابنا وتفتت وحدتنا بل تعطي مبررا للدولة ودعاية سلبية ضدنا وأننا عصابات تروع أمن المواطنين ، وأذكرهم بتعامل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع المنافقين وكبيرهم ابن سلول .

11- تحصنوا أيها الثوار بالأذكار والمأثورات وخاصة ورد الحراسة ( أعوذ بكلمات الله التامات .... بسم الله الذي لا يضر ....... حسبنا الله ..... ) ألا أدلك على الوسيلة الكافية في تحصيل العافية في الدارين ؟! تقول : ( اللهم إني أسألك العافية ) فلا يفتر لسانك – أيها المجاهد - عن هذا السؤال .   

هذه بعض الأفكار أرجو النظر فيها ونقدها أيضاً وتصحيحها والزيادة عليها ، وتحلوا بالحكمة وبعد النظر وليكن همكم نجاح ثورتكم لا حظوظ أنفسكم ، بالغاً ما بلغ إيذاء هذا المخبر ! المهم مصلحة الثورة واستمرارها والحرص على قاعدتها الشعبية ووحدة الصف ، فالثورة بلا سند من الناس مثل النبتة بلا تربة ، هل تنمو وتعيش ؟. هل يمكن استنبات بذور في الهواء ؟.

ساهموا في الثورة بفكرة ساهموا بكلمة ساهموا بدعوة ولا تستقلوا أثر الفكرة أو الكلمة أو الدعوة ، واعلم – أخي - أن كل من عمل بفكرتك وتأثر بكلمتك واستجاب لدعوتك هو في ميزان حسناتك وصحيفة أعمالك ، وتقبل الله .