ماذا بعد الصدمة يا شعبنا السوري العزيز

ماذا بعد الصدمة يا شعبنا السوري العزيز....؟؟؟

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

لو استعرضنا واقع الشعب السوري بعد مجازر الثمانينات والتي قام فيها النظام السوري ضد شعبه , وقد يكون من النادر أن خلت عائلة من همه وحزنها على طوال مساحة الوطن وعرضه

هذه القسوة جعلت شعبنا السوري يرضخ لواقع الحال في القهر والذل والخضوع , وتكاد تكون الحركة في الداخل السوري معدومة منذ أكثر من عشرين سنة وحتى الآن , واستسلم الشعب السوري لقدره وتغير رأس النظام القديم وجاء الوارث اللاشرعي فخرجت في بداية عهده أصوات متفرقة ومعدودة تنادي بالإصلاح , ولكن النظام لم يقدم شيئاً

فكانت حياة الشعب السوري كأنه يعيش في (كومة )حسب التعبير الطبي كالتي يعيشها شارون الآن , وخرجت الشعوب العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا من تلك الكومة , ولكنها كانت صاحية تماما ومنها من وصل لأهدافه ومنها من لم يصل بعد ولكن الذين لم يصلوا بعد لن يعودوا للكومة بعد ذلك أبدا

مع كل ماجرى ويجري في الوطن العربي والشعب السوري بعيد عن تلك الأحداث بالقناعة والتي زرعت في داخله أنه لايستطيع عمل شيء لافي الحاضر ولا المستقبل

وكان الصوت القادم من دمشق ببعض المئات من السوريين , يصل إلى أذان الساكنين , وتفاجؤا بالأمر وخرجوا مذعورين خائفين يتساؤلوت فيما بينهم وبين أنفسهم السؤال التالي:

هل خرج أولئك من كومتهم حتى يزعجوننا ويخرجوننا من كومتنا والكثيرون منهم يقولون (قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ) ولكن البعض منهم هبوا من نومتهم تلك وانتفضوا وقالوا هذه سنة الله في الأرض , وكانت الصرخة الأولى من أطفال في المدرسة الإبتدائية في درعا (الشعب يريد اسقاط النظام ), وتبع صرخة الأطفال الشباب والشابات وهب الجميع صغيرهم وكبيرهم وصرخوا الحرية لسورية فليسقط الظلم والظلام

وتطهرت الأرض بأول دم شهيد فيها وتبعها شهداء أيضا , وكان اعتقال النساء واللواتي كن قد صحين وعرفن أن هذا المرقد الطويل للآباء والأجداد وهم في أحضانهم أصبح مملاً فخرجن بصرخة تمثل صرخة الأم والأخت والأبنة والحبيبة نريد وطنا الأحرار لاوطن الظلم والذل والعبودية والفساد

النظام وقف عاجزا ,كانت له الضربة القاصمة في الصميم من أصوات النشاما في درعا الحبيبة , بنفس الحيرة وقع فيها الشعب السوري في المحافظات الأخرى يفرك بعينيه, نفسه تحدثه على أن لا يكون القادم من درعا حقيقة , يريد العودة للنوم , لمرقده الذي بعث منه واعتاد عليه , يرى الحقيقة يغمض عينيه ,الأصوات لاتدعه ينام يفرك عينيه بقوة , يجد نفسه صغيراً صغيرا حتى النملة يجدها بنظره فيلا , يجد الغفلة التي كان فيها , يكتشف مرقده الذي كان يرقد فيه مرقد حقير وذليل , يحاول الحركة يود التحرك يود النطق , لكن يجد عضلاته ضعيفة جدا من مدة البقاء الطويلة في مرقده الحقير والذي أدى عنده إلى ذلك الضعف الكبير

مالمطلوب في هذا الوقت بالذات ؟

ليس للشعب السوري منقذ بعد الله إلا أهلنا في درعا , إخواني الشرفاء في درعا الثوار الأبطال , عليكم الصبر والثبات على موقفكم فالنصر صبر ساعة , وصبركم ينجيكم من الموت والاعتقال , صبركم في الميدان والتحدي والحرية التي تحلمون فيها , بهذا الصبر , سوف تعطون المجال للمفاصل التي يبست للشعب السوري من طول مدة الرقاد في أن تعود لحركتها , إنكم ستعطون المجال لخروج الشعب في المحافظات السورية من تجاوز مرحلة الصدمة والخوف حتى يصحوا ويكون لكم الداعم والقوي لإسقاط الطغاة

المطلوب منكم يانشامى درعا وحوران . الصبر والتحدي وعدم الانجرار وراء المفاوضات لتلبية بعض الطلبات , فالمعروف عن سلوكيات هذا النظام أنه لايمكن أن ينفذ مطلبا واحدا للشعب السوري يعم الخير عليه فيه

حياكم الله ياثوار محافظة درعا وكل من وقف بجانبكم , والنصر قادم إن شاء الله , وأنتم حملة راياته فاثبتوا وصابروا واتقوا الله والله ناصركم لامحالة فهو فخر لكم في الدنيا وعز في الآخرة إن شاء الله تعالى.