عريقات.. والمفاوضات

عريقات.. والمفاوضات

عبد الرحيم صادقي

[email protected]

أسرع إليه الصحافي عند خروجه من قاعة المؤتمر وسأله:

-         لو سمحت سيدي، هل حققتم مكسبا ما؟ وكيف تُقومون نتيجة المفاوضات؟

-         المفاوض عريقات: مكسب فقط؟؟ لقد حصلنا على اعتراف خطير ولأول مرة في تاريخ المفاوضات.

-         الصحافي: أي اعتراف من فضلكم؟

-         المفاوض: اعتراف بأن الأرض أرضنا.

-         الصحافي: أحقا؟ هل اعترف العدو أخيرا بأن الأرض أرضكم؟

-          المفاوض: ليس العدو، ولكن...

-         الصحافي: مَن إذن؟

-         المفاوض: صديقي محمد وجاري أحمد وابن عمي أسعد.

-         الصحافي: آه! فهمت، فهمت، اعتراف كسابقه إذن!

-         المفاوض: أتقصد الإدانة الجماعية لجامعتنا؟

-         الصحافي: بل أقصد الذي قبلها.

-         المفاوض: آه! تعني البيان الختامي لغير المنحازين؟

-         الصحافي: هو بالذات.

-         المفاوض: ذاك أيضا مكسب عظيم! ولكن الذي حدث في مفاوضات اليوم أكبر من هذا بكثير. لن تصدق، بل لن يصدق العالم أجمع.

-         الصحافي: وماذا حدث سيدي؟ [يسأل بلهفة، ويغمغم: إنها فرصة العمر، فهذا الذي يسمى السبق الصحافي!].

-         المفاوض: لقد أبدى الأمين شخصيا تعاطفه مع قضيتنا.

-         الصحافي: صحيح؟ [يقولها ساخرا وقد أصيب بخيبة أمل].

-         المفاوض: ألم أقل لك إنك لن تصدق؟

-         الصحافي: سؤال أخير سيدي؟

-         المفاوض: تفضل! تفضل!

-         الصحافي: هل تنوون الاستمرار في المفاوضات؟

-         المفاوض: كيف لا، ونحن كلما مر يوم من عمر المفاوضات إلا وحصلنا على اعتراف بعد اعتراف؟ والفضل في هذا –طبعا- للمفاوضات.

-         الصحافي: شكرا سيدي.

-         المفاوض: العفو. [يخطو خطوات نحو سيارة خاصة تنتظره بالباب، وإذا بعضو من الجناح المنشق يستوقفه ويقول]

-         العضو: ولكن العدو لا زال هناك.

-         المفاوض: سيرحل.

-         العضو: متى؟

-         المفاوض: قريبا جدا.

-         العضو: أتقول قريبا جدا؟

-         المفاوض: نعم.

-         العضو: كيف؟

-         المفاوض: عندما تنتهي المفاوضات.

-         العضو: ومتى تنتهي؟

-         المفاوض: عندما ننتهي من صياغة البيان الختامي.

-         العضو: وهل فيه اعتراف؟

-         المفاوض: بأن الأرض أرضه.