صباح الخير على الورد الذي تفتح في جنائن مصر
الشيخ خالد مهنا *
أين كنا قبل أسابيع وأين نحن اليوم؟
قبل أسابيع من انتفاضتي تونس ومصر كان اليأس رفيق درب الشارع العربي،لا أمل له في مستقبل وغد مشرق..
وكأنه لا خلاص له مما هو فيه من فقر وشتات وتمزق..
إلى ما قبل أسابيع كثير من أبناء هذه الأمة كانوا يخجلون من انتمائهم وعروبتهم،وكأننا كنا خارج ردة الفعل والإرادة وخارج العصر..
فانطلقت تونس من غير توقع لتفتح الطريق وحطمت تلابيب الخشية والذعر والخوف والتحسب..لتفتح عصراً جديداً وتدق إيقاعاً جديداً ،وتدبج سمفوفية جديدة.
وإن هي إلا أيام وإذا بقطب الأمة ومركزها وعمودها الفقري،تستجيب لنداءات أختها،وإذ بالزلزال العربي الذي لا يبقى ولا يذر خلفه مستبداً او طاغية تزرع تباشيره تونس، وتحفره وتدشنه مصر الأزهر ومصر الفتوحات بزخم مليوني يسد أفق التبلد والعجز،وهي تصرخ بالدم والتضحية والفداء أن أبشروا واستعدوا... نعم فعلها شعب مصر..
فعلها وانطلق قاطرة للأمة،ومدحلة تعبد طريق الحرية المندفع، والمتجه إلى اقتلاع محطات الاستبداد وخرائبها،وممالك الرعب،وأوكار المافيا وعصابات السلب،وسراديب الرعب وقتل الأدمية،إذ بالأجيال الصاعدة تتصدى بالصدر الغازي،والإيمان العارم لآلات الفتك والهمجية وإذ بالشباب النابض بالحياة من الجنسين يسبقنا جميعاً ويعلننها انتفاضة واضحة الأهداف والمعالم ومبرمجة الخطوات..
وإذ بدنيا عربية جديدة تفتح الأبواب والمنافذ،وتدعو الكل للانصهار في بوتقتها والإسهام في عصر الشعوب........
عصر قبر الاستبداد،والنهب والفساد،والقمع ،والمافيا... وإذ بالملايين تتدفق سيلاً عارما يكتسح جحافل التخويف،وجيوش الأجهزة الأمنية ومصفحاتها وأسلحتها وما بنته عير العقود،وإذ بممالك الرعب التي أرهبتنا وأفزعتنا وروعتنا وخوفتنا مجرد أطلال كرتونية هشة يملؤها القيح والصديد والتفسخ والجبن، وغبار التلاشي، ولا تحتاج لأكثر من نفخة مصممة،وإرادة عازمة على التواصل والجرأة..
هذه مصر بلغت اليوم من العظمة والشموخ والعنفوان مبلغاً يتصاغر أمامه الكبراء ويتضاءل العظماء، ويقصر الشامخين،بل وكأن العظماء إلى جانب مصر باتوا كأنهم ظل عظماء،وبدت وكأنها قوة أفعال وأرادات لا بد من فعلها في كل حي تحت أفق السماء... ومعاني شموخها وألقها ونفسها الكبيرة تنتشر في الهواء ليتنفسها كل المقهورين..إنها بحق قوة مرسلة لا يمكن إمساكها.. ماضية في سبيلها لا ترد...مقدوره لا يحتال عليها بكل الحيل والمخادعات..
هي المختارة اليوم لتكون أب وسيد كل الثروات والانتفاضات..
مصر وحدها ستفلح طال الوقت أم قصر أن تكون أستاذة المقاومة لهذه الأمة.....ستنسخ قوانين وتوجد قوانين خلاقّة مبدعة.
وتعجب ثوار العالم على الإعجاب بإنجازها وتدفعهم إلى طريق مستقبلهم يبدعون إبداعهم فيه..
يا طير المثل الأعلى القادم من مصر الهابط للأرض المعذبة بروح الغيث..لقد تجردت للأبدية والسرمدية لتعطي بلادك إما شهيد مجد في الآخرة،وإما شهادة تقدير وفخر في الدنيا..
هل علمت أنك بمجيئك القوي من قلب الضعف كأنك بصوتك وأزيزك الهادر بين ذئاب الأعاصير ونمور السحاب، وسباع الغيم، ذوات اللبدة الكثيفة المتشعثة، تطلق على وحوش الفلاة من المتجبرين مدفعاً رشاشاً لا يبقي..
وهل تعلم أن الريح التي ستهب لتعصف بكل المافونين ستقول عنك...ريح من صنع الإنسان المصري ...وان النجوم ناظرة إليك لتقول: نجم ارضي توهج وبهتت بازائه نجوم الجوزاء....
سلاما يا مصر قاهرة المعز ...لقد أجا لت الأيام قداحها فخرجت القرعة عليك لتكوني القدوة والنموذج الفذ....فلله درك ايما قدوة فلعلك تكوني أيضا رسول الغيم العابس لهذا المشهد العربي البائس، ومبعوث البرق والرعد لهذا السكون ....أو لعلك تفسير صحيح لعقيدتنا المغلوطة في الاستكانة واليأس والإحباط...
أما والله لقد غمرتنا بموجة هواء جديدة ، ونفخت روحك في أفئدتنا نفخة فجعلتها كلها ترفرف كان لك في ضلوع كل العرب مكانة خاصة بامتياز من غير منافس...
قالوا عن شباب العرب ان اللهو والعبث قد استخف بهم حتى ثقلت عليهم حياة الجد ، وان الزجاجة من الخمر أحب إليهم من فتح مبين ونصر مؤزر ، وان فيه شيخوخة الهم والعزائم ، وان رجولة جسمه تحتج على طفولة أعماله وتصرفاته وسلوكياته .....فجاء شباب مصر ليكذبوا ما قيل ظلما وبهتانا!!!بعد ان جعلوا رسالتهم اما ان تحيا مصر عزيزة ...واما ان تموت ...فاختاروا لها الحياة الحرة الكريمه ...وان هي الا ساعات حتى يبزغ الفجر الصادق ليدحر الليل البهيم..فهيا استعدوا لتطربونا وتنشدوا
معنا:
((صباح الخير
صباح الخير علي الورد اللي فتح
في جناين مصر
صباح العندليب يشدي
بالحان السبوع يا مصر
****
صباح الدايه واللفه
ورش الملح في الزفة
صباح يطلع بأعلامنا
من القلعة لباب النصر
***
سلامتك يا مه يا مهره
يا حباله
يا ولادة
يا ست الكل يا طاهرة
***
سلامتك
من آلام الحيض
من الحرمان
من ألقهره
سلامة نهدك المرضع
سلامة بطنك الخضرا
هناكي وفرحة الوالدة
تضمي الولد
يا والده
يصونهم لك
ويحميهم
يكترهم
يخليهم
يجمع شملهم
بيكي
يتمم فرحتك
بيهم
صباح الخير علي ولادك
صباح الياسمين والفل
تعيشي ويفنوا حسادك
ويسقوهم
كاسات الذل
وبلغ يا سمير غطاس
يا ضيف المعتقل سنوي
بصوتك دا اللي
كله نحاس
****
صباح الخير
على الثانوي
وأهلا بيكو في القلعة
وباللي في الطريق جايين
ما دامت مصر ولاده
حتفضل شمسها طالعه
برغم القلعه
والزنازين))
* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..
رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.