هكذا يريدون الحاكم

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز – في تعليقه على أحداث مصر-

1-    أنه يفضل حكما غير ديمقراطي-  في إشارة إلى نظام الرئيس المصري حسني مبارك - على حكم ديني متطرف.

2-   وأنه يكن احتراما كبيرا لمبارك

3-   وأن إسرائيل مدينة له ، فقد حافظ على السلام في الشرق الأوسط .

-       فالديموقراطية  - في زعم الرئيس الإسرائيلي - يحتاجها الغرب والصهاينة وكل العالم – عدا العالم العربي والإسلامي ، لأننا حين نكون أحراراً نوَلّي الشرفاء الحكمَ في بلادنا فإن السيادة لنا ، وسنكون في مصافّ الدول القوية . وهذا يعني أن اقتصادنا وثرواتنا لأبناء شعوبنا ، وأن قرارنا تابع لنا ، نابع منا لا يستطيع الشرق ولا الغرب أن يمليه علينا .

-       بينما لا يرتضي الإسرائيليون والغرب لأنفسهم غير الحرية والديموقراطية فهم الذين يستحقون – بزعمهم – الحياة الحرة الكريمة ، أما الشعوب العربية فينبغي أن تعيش مقهورة لا تملك من أمرها شيئاً يتسلط عليها الأغبياء والوصوليون من جلدتنا الذين باعوا أنفسهم للعدو بثمن بخس ليمكنهم من التصرف بنا كما يحلو لهم وكأن ّالأمة حيوانات في مزارعهم يفعلون بها ما يشاءون ، يسرقون وينهبون ويكدسون الثروات والأموال في بنوك الغرب حتى إذا سقطوا في لحظة ما كانوا يحسبون لها حساباً صارت هذه الأموال التي اغتصبوها – بقدرة قادر – ملكاً لأسيادهم الذين نصبوهم أزلاماً علينا ، فباء هؤلاء العملاء بخسران الدنيا والآخرة . فهل يعي هؤلاء السفهاء هذه الحتمية التي درج عليها أسلافهم ، ثن تراهم يتابعونهم هم عليها بغباء منقطع النظير؟! .

-       مهما عاش هؤلاء الساديون الذين انتموا إلى عدوهم التاريخي حياة الترف والغنى فإنهم في داخلهم يحيَون حياة الخوف ويعيشون عيشة الوهم ، فما من سعادة حقيقية للحاكم إلا حين يشعر أنه في بيئته التي ينتمي إليها قلباً وقالباً يخدمها وتحميه ، يفديها بروحه وتحتضنه بأرواح الأمة لأنه رأسها السليم وقلبها الدافئ ورمزها المضيء ، أما أن يكون السيف المسلط عليها يحكمها بالنار والحديد وينفذ فيها أهداف الأعداء فيكفيه من الغنيمة بالهروب كجرذان الغائط لا تجد من سيدها نفسه غير الطرد والنفي ، فأي حياة لهؤلاء السخفاء الذين باعوا الحق بالباطل ورضوا بالدنية وهو يظنون الوصولَ إلى غايةِ ما يصبون إليه ؟! .

-       ولو سألنا أنفسنا وسألنا الأحرار ، بل وسألنا حاكم تونس المطرود عما جناه لنفسه بعد خمسة وعشرين عاماً لأجاب بلسان الحال إنْ لم يكن بلسان المقال : لقد ضاع وضيّع . ولو سألنا البقرة الضاحكة في مصر - وهو الآن البقرة الكئيبة – عن شعوره وهو يسمع إصرار المصريين الذين اكتووا بنار جرائمه وفساده ( ارحل عن مصر ) لقال لسان حاله إن لم يلفظ لسانه  : لم أستفد سوى العار والشنار والخلود في أتون الخونة والعملاء . فأي نهاية تافهة لعميل تافه باع نفسه لمن رفعوا أيديهم عن مساعدته وعونه ، فتزلزلت به أرض مصر وكان فرعونها الأوحد؟!.

-       وسيده بيريز يصرح أن حسني غير المبارك ما أوجده أسياده إلا لقتل الدين والإيمان في أرض مصر المباركة ، فهو خادم اليهود في بلده ومنفذ مآربهم ، فمن الصواب الإعلان عن يهودية إسرائيل ، ومن الخطإ أن تكون بلادنا إسلامية !! ومن الحق أن يعتز اليهود بدين محرّف ، ومن الإجرام أن يسطع نور الله الحق في أرض الله!!  ، وعلى هذا درج أقزام أمتنا يئدون الإيمان في القلوب – وهيهات أن ينالوا مآربهم - فقد تحدى الخالق عز وجل أن يحققوا ما أرادوا " ريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون "  .

-      

--       ولا شك أن حسني خدم إسرائيل كأفضل ما يفعل الخادم النغل إذ شدد الخناق على المسلمين في مصر وفي غزة ، وقاد أقزام العرب في الحرب العراقية لصالح الإدارة الأمريكية مرتين ( 1991- 2003) وكان عرّابهم في كل حركة وسكنة ، وباع وما يزال غاز مصر لليهود بثمن بخس دراهم معدودة ، وكان فيه لهم من الخادمين الأمناء ، ونشر الفساد والبطالة في مصر ، وحاول قتل روح الرجولة في أبناء مصر البطلة ، وهيهات أن يستطيع ، فمصر وأهلها زخم الأمة كلها وسندها الأوفياء . وما السلام الذي حافظ عليه الرئيس العميل سوى السلام لإسرائيل  ليس غير .

-       فليذهب إليهم وليكن منهم – وهو منهم روحاً وهدفاً – فمصر لأبنائها البررة ، ومصر وأهلها للأمة العربية والإسلامية الدعمُ والقيادة ُإلى الحق وفي الحق . عاشت مصر حرة كريمة ، وسقط الصنم . سقط الصنم .