هذه هي الخطة القذرة إذن

حسام مقلد *

[email protected]

في ظل ثورة الشعب المصري المباركة ورغبته العارمة في تغيير النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية الحقيقية جرى الإعداد لخطة قذرة ومؤامرة خبيثة ترمي إلى اختطاف هذه الثورة المباركة، وهذه المؤامرة الخبيثة عنوانها الفوضى، وأسلوبها السلب والنهب والتخريب والترويع لإلقاء الرعب والفزع والهلع في القلوب، وكان مثيراً للشك والريبة منذ البداية الانسحاب التام لرجال الشرطة وجنود وزارة الداخلية من الشارع، والجميع يعرف أن منسوبي هذه الوزارة من الضباط وأمناء الشرطة والجنود يعدون بمئات الآلاف فأين ذهب كل هؤلاء؟! وكيف انسحبوا من الشارع بهذه الصورة المريبة؟! ولِمَ لا يقومون بدورهم في حفظ الأمن؟! وما سر اختفائهم بهذه الطريقة المفاجئة؟! وهل اختفوا بالفعل أم تحول دورهم لإحداث الاضطراب والفوضى وحرق أقسام الشرطة وإخراج المجرمين والبلطجية والمسجلين خطر لإحداث موجات من التخريب والتدمير والإحراق والسلب والنهب؟!! كل الشواهد تدل على أن النية كانت مبيتة لاختطاف ثورة الشعب المصري وتخويفه بالفوضى والفلتان الأمني!! وتخويف الشعوب العربية من القيام بثورات مماثلة!!

والسؤال الآخر هو أين ذهب المسؤولون المصريون خلال اليومين الأولين من الثورة؟! لماذا لمْ نستمع لأي واحد منهم؟! لماذا تُرِكَت الدولة لهذا الفراغ السياسي والأمني المتعمد والخطير؟! إن الثورة المصرية ثورة شعبية سلمية قام بها شباب مصر المثقفون الشرفاء من الطبقة الوسطى بمختلف شرائحها، فلِمَ يتم تصويرها على أنها ثورة للجياع؟! ولِمَ يتم تخويف الناس من غضبة الرعاع والبلطجية وسكان العشوائيات؟! والله إن هذه لخطة قذرة ومؤامرة شريرة خبيثة، مؤامرة خارجية وداخلية لاختطاف الثورة المصرية والالتفاف عليها، وتشويهها حتى لا تُؤتِي ثمارها الإيجابية، ولا تكون نموذجا ومثلا تقتدي به الشعوب الأخرى في المنطقة.

لكن أيها الشباب أيها الرجال أيها المصريون الشرفاء اثبتوا وتماسكوا، أيها الأحرار الشرفاء كونوا على قدر الحدث، كونوا على مستوى وطنكم، وعلى قدر ثقله وحجمه التاريخي ووزنه العربي ومكانته الدولية، أيها الأبطال احموا ثورتكم، لا تستكينوا، لا ترضوا بالحلول الوسط، لا ترضوا بأي تغيير شكلي لا يحقق مطالب الشعب، الكل يريد رحيل مبارك ونظامه الفاسد المستبد الذي ضيع مصر وشعبها وكان سببا في انعزالها عن أمتها العربية، وتخلفها عن ركب الحضارة والتطور، وتأخرها في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير الحرية والكرامة لكل مصري ومصرية!! فاثبتوا واصبروا وتماسكوا واتحدوا،والأمن مستتب رغم حالات النهب والسلب التي ارتكبتها الشرطة السرية والمجرمون والبلطجية الذين أخرجوهم من سجونهم لكن الشعب تصدى لهم، فلا تصدقوا الإعلام المضلل، واعلموا أن الشعب كله بكل رجاله ونسائه معكم والأمة العربية تنتظركم.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل عمران : 200].

                

 * كاتب إسلامي مصري