إنهم يقتلون..
وآخر ضحاياهم فرانسو الحاج
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
( لم تكن الاغتيالات السياسية لرموز لبنان أمراً عبثياً ، بل هي أومر مخطط لها؛ ويجري تنفيذها بدقة عالية، والجهة التي تُعطي الأوامر هي معروفة ولم تعد تُخفى على أحد ، وكذلك الجهات المُنفذة هي أيضاً مكشوفة لاداعي للإشارة إليها، فمن غير المنطقي أن نتهم مثلاً عالم الجن أو عوالم الغيبيات ، أو يذهب تفكيرنا الى أماكن بعيدة، فلابد أن يكون لكل شيء من سبب ، و استشهاد العميد فرانسو الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني اليوم يأتي في سياق الأعمال الإجرامية المتتالية التي يشهدها هذا البلد الحبيب ، وهذا الاغتيال يأتي في أعقاب تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ليبرهن على أنّ نظامه صار اليوم أقوى من يوم خروجه عبر حلفاءه ، وأنّ إرادة المليشيات والمجموعات والعصابات المُسلحة التابعة له هي أقوى من سلطة الجيش والدولة ، التي هي أضعف من أن تستطيع حماية نفسها ، فكيف ستستطيع سحب سلاح تلك المُنظمات بما فيها حزب الله ، هذا بالإضافةً إلى أن فرانسوا الذي كان المؤهل الأول لقيادة الجيش بعد ميشيل سليمان مرشح الرئاسة ، فكان هذا الاغتيال بغية إحداث الإرباك في المعادلة اللبنانية الصعبة)
وجريمة اليوم لا تستهدف المؤسسة العسكرية فحسب ؟ بل إنها تستهدف التوافق اللبناني ومُبادرة الرئيس برّي والنائب الحريري ، التي توصل اليها الطرفان بثقل من وراءهما من المعارضة والموالاة ، والتي تنص في أهم بنودها على التوافق على شخص الرئيس مُقابل التخلّي عن حكومة الوحدة الوطنيه والنصف +1 ، وبالتالي تمّ الإجماع على شخص قائد الجيش ميشيل سليمان ، في نفس الوقت الذي يعمل فيه ميشيل عون على التنصل من هذا الإلتزام عبر تبنيه مواقف حزب الله المُتشددة ، ووضعه العراقيل للحيلولة للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي ليعبر الى شط الآمان ، وتصريحاته المُتكررة بأنه لامشكلة عنده بأن يستمر الفراغ الرئاسي إلى أسابيع وأشهر والى مالانهاية ، وهذا يعني بأنه يُريد أن يعكس هذا الفراغ على كل مؤسسات الدولة وإدارة أعمال المواطنين حتى في الحدود الدنيا ، بغية إحداث حالة الشلل للبلد لتنفيذ مخططه وأتباعه للاستيلاء على السلطة ، وهذا مالا يرضاه أيّ عاقل حر، ولا أي وطني غيور على مصلحة لبنان
وإزاء هذا التطور ، أعلن تيار 14 أذار أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام مايجري من تطورات تُسيء للبلد وتُعرقل حركته الديناميكية والسياسية والحياتية ، وأعلن عن استعداده للقيام بما يتوجب عليه من التزامات لملئ الفراغ الدستوري بما يخوله به القانون كأكثرية منتخبة حاكمة ، وحذر من مغبّة الاستهتار بمبادراته التي تنازل فيها عن بعض مستحقاته لصالح الوطن وفهمها البعض على أنها ضعف ، وأكدّ التيّار على قيامه في الوقت المناسب الى الدعوة لانتخاب الرئيس بما يُخوله له الدستور بأغلبية النصف +1 ،لحلّ مشكلة الرئاسة ، ثمّ الانتقال إلى غيرها لفرفطة
مسبحة العُقد وإنقاذ لبنان وأخيراً : أضع أسئلة برسم الإجابة لميشيل عون لأقول له ، إلى أين يريد أن يصل بلبنان•
هل إلى إعادة الاستخبارات السورية وسلطة القمع من النافذة بعد طردهم من الأبواب
• هل إلى إعادة لبنان إلى أجواء الحرب الأهلية وإشعال الفتنة من جديد إرضاءً
لنزوات عون الشخصية أم طمعاً بالنقود الإيرانية
• أم إلى إحلال سلطة العسكر التي يتم إطماعه بها ليكون على رأسها ، كما في
نظام الوصاية السوري الداعم له وفرض حالة الطوارئ في لبنان
• أم أنّ هناك وعوداً إيرانية له ، إن تمّت سيطرتها على هذه المنطقة الشامية
بمساحتها الطبيعية ، أن تجعله الآمر عليها مسيحياً وبالتالي يتوسع نفوذه من خلال معسكر حلف طهران ، أم غير ذلك من الأمور وختاماً أهمس في أُذن عون لأقول له ، بأنه قد لاتصل الأمور إلى مايصبوا اليه من خلال أمانيه ، فلا ينال عنب اليمن ولا بلح الشام ، إذا ماقرر حُلفاءه إشعال لبنان والمنطقة من خلال اغتياله والتخلص منه ، لأنه باختصار ياعون ، إذا مانتهت مهمتك عندهم ، فلاتستغرب أن يأتيك دور الاغتيال ليأتي من سيقع عليه الاختيار للمرحلة المُقبلة ، لأن في عالم السياسة لايوجد قلب ولا رحمة وإنما هي عبارة عن مجموعة مصالح تُزيل من يقف أو يكون إمامها عقبة في الوصول إلى غايات من يُسيرها، وحينها سيؤرخ التاريخ لعون وأمثاله بأنهم لم يكونوا إلا عملاء أو على أقل تقدير وصوليون قد ضلّوا الطريق ، ووقفوا ضد مصالح بلدهم لبنان.