هل سيتغير النظام أم عملية ديكور وأثرها على المواطن
هل سيتغير النظام أم عملية ديكور
وأثرها على المواطن
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
كل
الأوساط السياسية المُتابعة تقول أن لا امل في النظام السوري لكي يُغير شيء من نهجه
، وكذلك الجماهير السورية والقوى الوطنية قد غسلت يدها من أي تغيير يُذكر ، ولكن
السياسيين مع ذلك فإنهم لايودون بفقد الأمل ، ولأن كان في السابق قد امتنع النظام
السوري عن أي تحرك اصلاحي بدعوى الضغوطات ، فاليوم هو أكثر ارتياحاً من السابق
لتنفيذ برنامج الرئيس الذي اقسم عليه اليمين عند أول استلامه للسلطة ولم يفعل منه
أيّ شيء ، بل ماكان عملياً مُخالفاً لكل خطاب القسم ، فبعد أن أفرج عن العديد من
السجناء ، وسمح لبعض النوادي والجمعيات السياسية بالعمل ، وسهل على المغتربيين
والمنفيين قسراً عن بلادهم بمنحهم للوثائق المطلوبة ، تمهيداً لما توقعه البعض
لتنفيذ وعوده ، إلا أنّ المؤتمر القطري العاشر عام 2005 كان مُخيباً للآمال ، بما
سُمّي بالإنقلاب الجذري على نفسه وشعاراته ، لتمضي سورية بعده نحو الظلام والقهر
والإجراءات التعسفية ، في سابقة لم تشهد لها البلاد مثيلاً منذ أحداث بداية
الثمانينيات
واليوم وقبيل انعقاد المؤتمر القطر الحادي عشر لحزب البعث ظهرت اشارة قد يفهمها
البعض على أنه سلبية ، والبعض الآخر يراها ايجابية ، وهي أنّ
تغييرات جذرية ستطال مفاصل تاريخية في حياة الحزب يتصدّرها إسقاط مصطلح
"الاشتراكية" من أدبيات الحزب الشهيرة (الوحدة والحرية والاشتراكية)، والتي لم
يتحقق منها شيء رغم مضي قرابة سبعة عقود على إنشائه ، فاليوم الشعب السوري منقسم
اكثر من اي وقت مضى ، حيث نشهد تأزمّاً كبيراً وانفصالاً تامّا مابين السلطة وما
بين المواطنين ، ولم تستخدم السلطة سياسة الإقناع لتهدئة الخواطر بل لغة القمع ولا
غير، مما يزيد الأمور تعقيداً ، ونشهد سقوط الشهداء تلوى الشهداء ، وآخر الضحايا
ماكان في الرقة بعيد النيروز
وأمّا عن الحرية : فلا أحد في بلادنا يقول إنّ هناك أدنى حد للحريات ، لتمتلأ سجون
النظام من جديد ، ولم يُفرق من خلالها بين طفل وشيخ أو إمرأة ، في سوابق لم نشهد
لها مثيلاً مما طالت معظم فئات الشعب ، لكلمة قالها ، أو لرأي عبّر عنه ، أو لتصرف
مشروع أغضب أصحاب القرار ، وكان آخر المُعتقلين الشابّتين الطالبتين الفتيتين طل
الملوحي وآيات عاصم أحمد التي تأنف الأعراف القيمية والمجتمعية الدينية والإنسانية
عن مثل هذا العمل المرفوض والمنبوذ أخلاقياً وقيمياً واجتماعياً القيام به ، وكذلك
استمرار اعتقال شيخ الحقوقيين الثمانيني الرمز الوطني الشامخ القاضي هيثم المالح ،
ووضعه في ظروف اعتقال صعبة لاتتلائم مع سنّه ووضعه المرضي الصعب ، ولا مع اسباب
اعتقاله السياسي ليُحشر مع المجرمين والقتلة وقطّاع الطرق ، أو استمرار التهديدات
لكل ناشط وآخر تلك التهديدات ماتلقته السيدة العتيدة سهير الآتاسي ، لنجد أنّ
الحراك لم يعد على فئة الرجال ، بل هناك من حاملي رايات التغيير السلمي من النساء
الشق الثاني للمجتمع
وأمّا عن الإشتراكية : والتي كما ورد عن مصادر مُقربة من حزب البعث الحاكم في سورية
بأنهم سيسعون في مؤتمرهم القادم إلى اسقاط مُصطلح الإشتراكية من ادبيات الحزب ، ،
والتي لم تكن أكثر من شعار كما هو حال جميع المبادئ التي أطلقها البعث غداة هيمنته
على حكم البلاد ، كما ورد عن النداء ، إذ جاءت هذه المبادئ تماهياً مع اتجاه ساد
تلك الفترة التي طبعتها نداءت الوحدة وتحرير الفرد والمساواة، غير أنّ الواقع كان
مغايراً حيث فشل البعث في تأسيس مشروع وحدوي مع أي دولة عربية كما أنه زجّ بالآلاف
في السجون بشكل مناقض لأدبياته في الوقت الذي كانت فيه الاشتراكية وما تزال
ديكتاتورية ممسوخة عن الديكتاتورية الشيوعية.
وكما ورد أيضاً بأنّه
تجري التحضيرات لإسقاط تلك الاشتراكية من أدبيات البعث، في نفس الوقت الذي ما يزال
المئات من السوريين يقضون في السجون – والألاف المؤلفة من المختفين منذ عقود لم
يُعثر لهم على أثر - بعد إدانتهم بأحكام معاداة الاشتراكية والإساءة إلى مبادئ
الثورة و"الرسالة الخالدة" وأنّ المؤتمر القطري القادم سيعيد مناقشة المشاريع التي
أقرّها في المؤتمر العاشر والتي لم تنفّذ من مثل قوانين الأحزاب والإعلام وصيغة
العلاقة بين الحزب والدولة والتي ما تزال تحكمها المادة الثامنة الظالمة من الدستور
المعمول به حالياً والتي تنص على أن "حزب البعث قائد للدولة والمجتمع"، حيث من
المتوقع مناقشة هذه المادة وتعديلها لتغيير صيغة القيادة إلى الإشراف.
وهنا أتوقف قليلاً في التحليل عن سبب استهدافهم على رأس أولوياتهم لمصطلح
الإشتراكية الذي لم يكن إلا وبالاً على شعبنا السوري العظيم ، فأتى لنا هذا
المُصطلح بما عُرف بالإستهلاكيات والبونات والتأميمات ، وهروب رؤوس الأموال
والمُفكرين والعلماء ، وهو إحدى احتمالين...
الأول: أنهم جادين في إجراء تغيير ما يهدف إلى تخليص النظام مما لحقه من السمعة
السيئة على مستوى العالم من وراء التعلق بمثل هذه الشعارات الفضفاضة ، والتي لم
تأتي إلا بالوبال على الشعب السوري
والثاني : وهو لمحاولة النظام رفع الدعم عن المواد والسلع والأمور التي صار المواطن
العادي بامس الحاجة لها ، بعدما فرض عليه النظام من القوانين التي أفقرت مُعظمه ،
بعد ان كان من قبل ليس بحاجة الى هذا الدعم ، إذ ارتفعت المواد الغذائية والأساسية
الى أربعين ضعف عن يوم مجيء البعث ن وانخفاض الدخول والقيمة الشرائية لها ، مما
يعني التهديد الكامل لأمن المواطن وتدميره كلياً ، فيما يُعرف بمسلسل الإنهيار الذي
شهدته الدول الإشتراكية ، وأدّى الى الكوارث المجتمعية الخطيرة ، وهذا ما نُحذر منه
، لكي ترفع السلطة عن نفسها تحمّل تحمّل اي مسؤولية تجاه ماقدمت يداها خلال العقود
الخمس الماضية
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي
المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك
يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب
الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال
، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي
انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن
التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو
والافتخار
، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام
أحمد الى كل الأحرار والأبرار.