الدكتور جاسر الحربش وعصافيره!

هيثم بن سعد الصعب

بينا كنت في ردهات جامعتنا أمشي ذات يوم قبل عدة أشهر إذا بي ألمح الصحيفة المتسولة للقراء صحيفة الجزيرة و لأن هذه الصحيفة جل أخبرها نسخ ولصق من صحف العالم شرقيها وغربيها , فمعظم أخبارها بائتة وجل تحليلاتها واهية , ولا يوجد فيها ما قد يشعرك بالحياة , إلا إعلانات الأحذية و الأطعمة المالئة لصفحاتها ذات الجودة العالية و الطباعة الراقية وهذان الشيآن لا غيرهما هو ما تسبق فيه غيرها فورقها الجيد صالح لوضع الأطعمة عليه وتغليف الأحذية المعلن عنها فيها بها ولا يقل لي أحدكم بها اسم الله ! فاسمه جل وعلى لا يذكر فيها إلا قليلاً قليلاً.

وكعادتي في تصفح الصحف الصفراء أبدأ من الأخير ففي الأخير هناك الكثير.

بدأً من الكاريكاتير وبعض الأخبار العجيبة السخيفة - التي أستغفر الله من إضاعتي لوقتي في قراءتها لكنه الفراغ يا سادة !- وانتهاءً بمقالات لم أكلف يومًا نفسي بقراءتها  .

المهم في الصحيفة وفي مستطيل صغير في الصفحة ما قبل الأخيرة وجدت أحد الكائنات وقد كتب مقالاً مزخرفٌ أعلاه بـ "الأنثى المحبطة يسهل اقتناصها" وهذا رابطها:

http://www.al-jazirah.com/2014/20140331/lp3.htm

فقلت لعلي وقعت على ابن خلدون عصرنا ومشخص دائنا فنظرت لاسمه فوجدته جاسر - ولم أكن أعرفه من قبل-فقلت خيرُا لعله جاسرٌ في الحق إلا أني تعلمت حالما انتهيت من مقاله أن الأسماء فعلاً  لا تعلل , وهو ما حاول أحد أساتذتي تلقيني إياه  سنينًا طوال عندما أسأله ما معنى كذا ! ولم سمي كذا ! فكان يجيبني بـ الأسماء لا تعلل ويعيد ويزيد ولا أقتنع إلا أني بعدما نضجت الآن عرفت كم من محمدٍ فاجر وكم من مريمٍ عاهرة ! .

المهم أن دكتورنا في مقاله حاول لعب أدوار أكبر من داله الصغيرة فأصبح في آن معًا عالم أحياء و باحث في نفسيات العصافير و الطيور و أخيرًا ابن خلدون في الاجتماع.

حاول أن يلمح لمدى بؤس الزواج عندنا و أن طريقة زواجنا التي قد يكون هو تزوج بها وحتمًا أبواه وجداه تزوجوا بها طريقةً بائسةً فاشلةً حاملة ًللمشاكل و الكوارث و كانت حجته هي العصافير !.

ولم يعلم المسكين أن هناك فرقًا بين بني البشر وبين العصافير بدأً من الجسم وانتهاء بشيء جوهريٍ هو العقل .

أنا لا أمانع بالاحتجاج بالحيوانات لكن شريطة أن توافق شيئين لا ينفكان عن بعضهما البعض الدين والعقل  وبعدها احتج بما شئت عصافير والدببة وحتى سلاحف البحر !.

لكن أن تأتي وتحتج بالعصافير لتنقض مبادئ العقل و الدين و الأخلاق فهذه حتمًا سفالة وانحطاط .

لم يخف صاحب الدال سخطه على مجتمعنا وبأنه ذا أدواءٍ كثيرة بدأً من الانحطاط والفضائح الأخلاقية محاولاً جعل الحبة قبةً و النملة فيلاً ويزعم فيما زعم –إلماحًا لا تصريحًا - أن الاختلاط وغياب الوصاية يقودنا لزواج ناجحٍ و لمجتمع متوازن خالٍ من المشاكل .

أقول له يا جاسر هل لك أن تجيبني وترد علي وتفتح ذهني بقبسات عقليتك الكبيرة وتجيبني على التالي ؟.

1- لم عدد الأمهات العزباوات -  Single Mother  - أو الزواني بشكل أصح يقارب ربع الأمهات دونك المصدر .

http://www.theatlantic.com/business/archive/2013/09/the-mysterious-and-alarming-rise-of-single-parenthood-in-america/279203/

وهذا النص

" But a little detail was often lost in the large-font headlines. Sixty percent of “breadwinner-mom” families are really just single-mom families. In fact, single moms account for precisely one-quarter of U.S. households. Single dads make up another 6 percent."

ألم تختر هي كناريها (عصفورها) ؟ فلم فشلت في أن تبقيه معها ؟

2-  نسبة الطلاق في بلجيكا طبعا نحن نستثني علاقات الإخلاء والخليلات GF & BF لأنها غير رسمية وغير موثقة في الغالب

  سنجد أن نسبة الطلاق تقارب 70 بالمئة وفي أمريكا  53 بالمئة و إسبانيا محلقة في العوالي

http://www.businessinsider.com/map-divorce-rates-around-the-world-2014-5

أجبني يا ابن خلدون !

و الحمد لله أنا اطلعنا على الغربيات وفهمناهن وحادثناهن فوجدنا ضعيفة الشخصية ووجدنا القوية  مثلهم مثلنا ! ففهمنا أن لم يكن الاختلاط يومًا مقويًا للشخصية إلا أني أظن أنك خلطت بين قوة الشخصية وبين قلة الحياء كعادتك في خلاطتك الصغيرة فتخلط الأمور بعضها ببعض لتنتج لنا عصيرا مسخا لا يستسيغه إلا سامج الذوق.