نداء موجه إلى المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم

نداء موجه إلى المنظمات الدولية

ومنظمات حقوق الإنسان في العالم

( مناشدة إنسانية عاجلة )

تناشد الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي كافة المنظمات الدولية في العالم ومنظمات حقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة  والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وكل المنظمات الإنسانية المعنية بالطفولة أو المرأة أو الإنسان، ان تضطلع بمسؤوليتها الدولية والأخلاقية والإنسانية وتتابع عن كثب الخروقات الفظيعة والانتهاكات الجسيمة في ملف حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية والتي دأب على ممارستها نوري المالكي رئيس الوزراء السابق ومن المؤسف انها لازالت تمارس في ظل حكومة حيدر العبادي .

من الواضح ان الحكومات العراقية المتعاقبة تستغل انشغال العالم بملف الارهاب وما يسمى بالدولة الاسلامية لارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومجازر يندى لها جبين الإنسانية في مدن الانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى وحزام بغداد في حملة إبادة جماعية وتصفية دموية تطال البيوت السكنية والمستشفيات والمساجد والأماكن التي يتجمع فيها المدنيون كملاذات آمنة مما يؤدي الى قتل مدنيين لا علاقة لهم بالأعمال الحربية او العنف وأغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى .

ان الحكومة العراقية انما تتحدى المجتمع الدولي وكل المعاهدات والإتفاقيات والصكوك الدولية  وماورد في اتفاقية نظام روما الأساسي لعام 1998 باستخدام القوة العسكرية المنظمة والمفرطة وتوجيه الطيران لقصف المدنيين باستخدام البراميل المتفجرة المحرمة دوليا، وفي يوم الجمعة الخامس من أيلول الجاري قصف الطيران مستشفى الحويجة وقتل 15 من الأطفال الخدج وهم في الحاضنات كما قتل 17 من الكادر الطبي وكان قد تعرض قضاء الحويجة قبل أسبوع الى قصف مماثل استهدف بيوت عوائل آمنة ذهب ضحيته العشرات من الأطفال والنساء ، بينما تم اختطاف 60 شابا من قضاء اليوسفية جنوب بغداد  قبل أيام من قبل ميليشيات عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي المدعومة من ايران ، والتي كانت قتلت قبل ايام وبدم بارد ما يزيد على سبعين من المصلين في جامع مصعب بن عمير في العظيم / ديالى ....

     هذا إضافة الى الأعمال الانتقامية التي تنفذها مليشيات إرهابية، مثال ميليشيات فيلق بدر برئاسة هادي العامري ، وحزب الله وسرايا السلام وأبو الفضل العباس والبطاط وغيرها والتي نفذت خلال الأيام القليلة الماضية حملة قتل وتهجير جماعية استهدفت العرب السنة بعد ان دمرت 25 قرية بالكامل وحرقت 15 مسجد في منطقة سليمان بيك والطوز في محافظة صلاح الدين  وهكذا يتعرض العرب السنة الى هجمات إرهابية من طرفين، القوات العسكرية التابعة للحكومة من جهة والميليشيات التي أطلقتها وزودتها بالسلاح والعتاد لتتولى التطهير المذهبي وتمارس الخطف والقتل والتهجير على أوسع نطاق من جهة أخرى . كما ان ما يجري في الفلوجة والرمادي وتكريت وبيجي وغيرها لا يختلف عن هذا المشهد المحزن إذ إن جميع المناطق التي يقطنها العرب السنة تتعرض الى إرهاب منهجي منذ سنوات . 

ان الإرهاب الذي تمارسه الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة  والميليشيات الطائفية لا يختلف عن الإرهاب الذي تمارسه تنظيمات الدولة الإسلامية ، ولذلك فان من الغريب الترويج او الاعتقاد بان الإرهاب يمارس من طرف واحد وهو ليس كذلك .

أن الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي تدق ناقوس الخطر وتحذر المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية وتنبه الى ان النظرة المتحيزة غير الموضوعية ستؤدي الى كوارث إنسانية يتحملها المجتمع الدولي ، إن تجاهل هذه الجرائم الإرهابية وغض النظر عنها والتركيز على غيرها بازدواجية المعايير سوف لن يساعد في وضع نهاية عاجلة لظاهرة العنف والإرهاب في العراق ، إن تردد المجتمع الدولي في حماية المدنيين من العرب السنة  سوف يدفع المزيد منهم للتشدد والتطرف بل والتعاطف وربما الانضمام لتنظيمات الدولة الإسلامية ما يؤدي لتوسيع حاضنة الإرهاب والذي تلجأ إليه وتعتاش عليه  تنظيمات الدولة الإسلامية أو غيرها .

كما ان من الغريب السكوت  على هذه الجرائم دون أدنى مبرر حيث لا تولي المنظمات الحقوقية في العالم اهتماما كافيا بالخروقات والجرائم المنهجية  ضد الإنسانية و التي تمارسها الميليشيات والقوات والأجهزة الحكومية  , وتكتفي من وقت لآخر بإصدار بيانات لا نرى لها انعكاسا على صعيد الأمم المتحدة او مجلس الأمن . 

ان موقف المجتمع الدولي ومنظماته الدولية يدعو للأسف وهو بحاجة ماسة للمراجعة والتقويم خدمة وحفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، وبخلافه فإن الإنسانية ستشهد كوارث ومزيداً من الجرائم ضد الإنسانية ترتكب بحق ألأبرياء في العراق والشرق الأوسط .

الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي

27 ذو القعدة 1435 هـ

22 أيلول 2014 م